استقيلوا يرحمكم الله

الاثنين 18 نوفمبر 2024 5:36 م

ظروف اقتصادية طاحنة وحياة بائسة مريرة يعيشها المواطن المصري، تفتقر لأبسط معايير الآدمية والإنسانية، في ظل ارتفاع جنوني غير مبرر للأسعار، وانهيار كامل لقيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، تحت قيادة حكومة جعبتها خاوية من أي أفكار تنهض بالاقتصاد من عثرته. هذه الحكومة لا تفكر إلا في الاقتراض، وشق الطرق، وإنشاء الكباري، وضخ أموال في مشروعات لا تحقق أي نوع من الربح للدولة، بينما يعيش المواطن على أرض مصر حياة مضنية، يجاهد في كد وشقاء للحصول على جزء من قوت يومه.

هذا الوضع دفع البعض إلى جمع المخلفات، ودفع البعض الآخر للانحراف إلى طرق غير مشروعة في مشهد مزرٍ ومهين، دون تحقيق اكتفاء يسد احتياجاته. المواطن يعاني من نقص في الغذاء والدواء، ورواتب متدنية لا تكفي لتغطية إيجار مسكنه أو التزاماته من كهرباء، ومياه، وعلاج، وخدمات أصبحت صعبة المنال. أصبحت أقصى آمال وأحلام المواطن توفير كسرة خبز لأسرته، في حين فقد أبسط وسائل الرفاهية.

وفي الوقت نفسه، دب الفساد في مؤسسات الدولة دون أي رقابة من الأجهزة الرقابية التي باتت خارج نطاق الخدمة، ولا تنشط إلا لفرض رسوم وتنفيذ قرارات تساهم في زيادة الأموال التي تفرضها الحكومة لسد عجز ميزانيتها. كل هذا يحدث دون أن يشغل بال هذه الحكومة ما آل إليه حال المواطن البائس، الذي أصبح لسان حاله يطالب بإقالة الحكومة التي قادته إلى جحيم من الديون والفقر والمهانة، دون نهاية تلوح في الأفق.

ويزداد الوضع سوءًا مع إصرار الحكومة على تجاهل خبراء الاقتصاد المختصين لوضع حلول جذرية لإنقاذ الاقتصاد من وضع كارثي متدنٍ لا يعرف سوى الهبوط، متأثرًا بسوء الإدارة تارة، وبالصراعات العالمية تارة أخرى. ومع ذلك، لا تبدي الحكومة أي اهتمام بحل تلك الأزمة التي تقود اقتصاد الوطن وحياة المواطن إلى منحدر خطير.

 

التعليقات