يا أيها العزيز، مسَّنا وأهلنا الضُّرُّ، وأضحى المواطن على أرض مصر يتجرع مرارة حياة بائسة، يفتقر إلى كسرة خبز تقيم صلبه وتشدّ عضده في ظل حكومة خراب وفساد تولت مقاليد الأمور في البلاد، وقادت الاقتصاد المصري إلى غياهب جبّ عميق لا يعلم نهايته إلا الله، دون أن يشغل خاطرهم وسيلة للخروج من هذه الأزمة الكارثية، غير عابئين بما يعانيه المواطن من صعاب في جمع قوت يومه وسد احتياجات أسرته.
بل الأدهى من ذلك، مضوا في طريقهم للاقتراض اللامتناهي لتدشين مشاريع أثقلت كاهل المواطن. لا ننكر أن بعضها كان المواطن في حاجة إليها، لكن معظمها وضع المواطن تحت مقصلة صندوق النقد، وأفسح الطريق للتدخل في قرارات مصيرية تخص المواطن، وفرض شروط من شأنها المساس بسيادتنا، كتأجير الموانئ والمطارات وبيع الأصول وغيرها.
فضلًا عن تجاهل تلك الحكومة لأبسط حقوق المواطن وأدميته وكرامته، بل أطلقت العنان لجنون أسعار غير مسبوق ألهبت سياطه ظهر المواطن، دون رقابة تُذكر من تلك الحكومة التي تجاهلت حاجة المواطن إلى إنشاء المصانع والاقتراض لها إن لزم الأمر، بدلًا من إنفاق أموال القروض في جمادات لا تدر دخلًا ولا عائدًا للمواطن إلا رسوم المرور ومخالفات الطرق.
كان الأولى بتلك الحكومة تحقيق الاكتفاء الذاتي للغذاء والدواء، بدلًا من أن يحترق المواطن بنيران أسعار سعَّرتها له الحكومة التي أفقدت أجهزة الرقابة دورها، وسلبت المواطن حقوقه. كما أن مجلس النواب يضم بعض الأوثان الذين لا يشغلهم إلا صالحهم وملذاتهم، وإعلام يقرع طبل الحكومة.