قصف، وقتل، وحرق، وأشلاء تتناثر، وخراب ودمار، ووحشية وهمجية وبربرية، تجرعت مرارتها غزة الأبية. كلها نتائج حتمية لمخطط صهيو-أمريكي أشبه بحروب دينية تتارية، تسعى دائمًا لبث الرعب والفزع في قلوب الشعوب، بطريقة أو أخرى، لتنفيس أحقاد في نفوس صانعيها. استهدفت أمتنا العربية دون تفرقة بين مسلميها ومسيحييها، وعانت من ويلاتها العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن. واكتوت بنيران فتنها مصر، وتونس، وليبيا، والسودان، التي تنوعت مصائبها بين تطرف وإرهاب وتجويع ونهب وسلب لمقدرات الشعوب.
أما حكام أمتنا العربية، فمطبعون خونة لا يعرفون سوى الانبطاح كالنعاج على أعتاب الأمريكيين والصهاينة، يسعون دوماً لرفع راية الولاء والطاعة لهم لتسهيل مخططاتهم ومؤامراتهم التي صُنعت من أجل شعوبهم، للبقاء في مُلك زائل. وآخرون أنصاف رجال لا يشغلهم من الدنيا سوى تحقيق مآربهم وأطماعهم ونزواتهم، لا يملكون من أمرهم إلا استعراض ذكورة زائفة على شعوبهم بأسلحة وأموال الشعوب.
في حين أطلق الشيطان الأمريكي الأعظم، ومن خلفه الغرب، العنان لإسرائيل للتوسع في البطش باستخدام ترسانة عسكرية أمدّوها بها ضد شعوب عُزّل، لتحقيق أحلام سفهاء صهيون. بينما لا يملك العرب إلا الشجب والتنديد والإدانة، والتراقص على سلالم الكلمات، والفرقة والتشرذم فيما بينهم، وكأنهم يجهلون أن في الاتحاد قوة، وأن تشرذمهم صنع فحولة الصهاينة.
في تحد صارخ لكل معاني الإنسانية، وإعلان صريح لوفاة جامعة الدول العربية الهزيلة، فضلاً عن تأكيد حقائق راسخة في نفوس الشعوب العربية، وهي أن مجلس الأمن المزعوم ما هو إلا مجلس حرب يقوده اللوبي الصهيو-أمريكي لتقسيم أمتنا العربية، والفتك بشعوبها، والنيل من مقدراتها، وترسيم حدود جديدة أوسع لكيان صهيوني متطرف، بعد أن أنهك الغرب أمتنا بصراعات شتى.
أما حكام أمتنا، ففي غفلة عن أمرهم معرضون، وفي أطماعهم غارقون، لا يعرفون سوى البذخ والترَف والتفاهة والكذب والنفاق، وتجنيد إعلام عقيم لا يخدم سوى صالحهم ومصالحهم.