وثيقة «الخمسين صفحة».. السر الذي أخفته الـ CIA عن العالم لمدة عقود!
فجّر المؤرخ السابق لوكالة المخابرات المركزية (CIA) ووزارة الخارجية الأمريكية، توماس بيرسي، قنبلة من العيار الثقيل تزامناً مع اقتراب الذكرى الثانية والستين لاغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي. وكشف بيرسي، الذي يتحدث علناً بهويته الحقيقية لأول مرة، عن وجود وثائق سرية تؤكد "تفاخر" مسؤولي الوكالة بخداع الكونغرس وتضليل التحقيقات المتعلقة بأنشطة لي هارفي أوزوالد (المتهم الرئيسي بالاغتيال) في المكسيك.
وثيقة "الخداع والتفاخر" وفي التفاصيل التي نقلها موقع "أكسيوس"، أكد بيرسي عثوره على تقرير سري للمفتش العام للوكالة عام 2009، أثناء عمله كمؤرخ رسمي. التقرير، الذي يقع في حوالي 50 صفحة، تضمن مذكرة تعود لعام 1978، يتباهى فيها مسؤول بالوكالة "مارتن هوكينز" وزملاء له بتضليل روبرت بلاكي، المستشار القانوني للجنة الاغتيالات التابعة لمجلس النواب (HSCA).
وبحسب الشهادة، قدم ضباط الـ CIA لبلاكي نسخاً "منقحة ومطهرة" من ملفات محطة "مكسيكو سيتي"، بعد إزالة الوثائق الحساسة التي لم ترغب الوكالة في كشفها. وتضمنت المذكرة سخرية مبطنة من المحقق بلاكي، حيث وصفه الضابط هوكينز بأنه "غير فضولي" لأنه لم يطرح أي أسئلة بعد تصفحه الملفات لمدة لم تتجاوز 30 دقيقة.
أدلة مخفية: "أوزوالد في المكسيك" وفي سياق متصل، كشف بيرسي عن دخوله غرفة آمنة مخصصة لسجلات كينيدي داخل مقر الوكالة، حيث لمح علبة فيلم رمادية تحمل عنوان "أوزوالد في المكسيك" أو "أوزوالد في مكسيكو سيتي"، بالإضافة إلى إشارات لوجود 2300 صورة التقطت بكاميرات متطورة. ويأتي هذا الكشف ليدحض النفي المستمر للوكالة بوجود أي صور أو أفلام توثق زيارة أوزوالد للسفارتين الكوبية والسوفيتية قبل الاغتيال.
لماذا الآن؟ أوضح المؤرخ جيفرسون مورلي، مؤسس موقع "JFK Facts"، أن بيرسي فضل الكشف عن هويته الآن بعد أن أبدى الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعهداً بفتح كافة السجلات المتعلقة بالمأساة، ومع تغير المناخ السياسي الذي بات "أكثر أماناً للمبلغين عن المخالفات" مقارنة بإدارة بايدن التي كانت أكثر تشدداً تجاه تسريب الوثائق، حسب وصفهم.
ويصف بيرسي التقرير بأنه "خطة للتمويه"، معرباً عن انزعاجه كمؤرخ من تفاخر المسؤولين بخداع الشعب الأمريكي. من جانبها، صرحت وكالة المخابرات المركزية لـ "أكسيوس" بأنها ستحاول العثور على التقرير المذكور، في حين يرى خبراء أن العثور عليه يجب أن يكون سهلاً نظراً لتوفر بياناته الأرشيفية.