قد یکون الموقع الجغرافي نقمة علی کثیر من الدول وذلك بإدخلها فی حروب ، وقد یکون نعمة علی الدول التی یکون موردها الوحید أساس بقاٸها ،
ففی عام 1798م وأثناء الحملة الفرنسیة علی مصر بقیادة ( نابلیون بونابرت )
استطاع أن يقرأ واقع الجغرافيا السياسية للمنطقة العربية کما استطاع السید ( هنري کیسنجر ) قبل نهایة القرن المنصرم ، بدهاء أن یرکز علی الجغرافیا السیاسیة فی الشرق الأوسط والصین آبان الحرب الباردة ببراعة لم يسبقه أحد إليها من قبل فی خروج مصر من حلبة الصراع العربي الإسراٸیلي ، بعقد إتفاقیة السلام بین مصر وإسراٸیل ، ففی أثناء الإحتلال الفرنسی لمصر قال قاٸد الحملة ( نابلیون ) إذا أردت السيطرة على قلب العالم العربي فعليك أن تقصم وسط الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، بمعني وجود کیان غریب وسط هذا العالم هذه هي نظریتة قبل أكثر من قرنين من الزمان، وهذه هي مصيبة العالم العربي والإسلامي اليوم. بالمشروع الصهیوني فی المنطقة المتجانسة جغرافیا ،،
وتعتبر غزة هي جسر بين ومصر والدول العربیة إفریقیا بل جسر لكل من آسيا وأوروبا، ومن هنا فإن غزة إما جسر مانع أو واصل بين المشرق العربي والمغرب العربي، تشترك مصر بحدود مع فلسطين (قطاع غزة)، ويفصلها البحر الأحمر عن كل من الأردن والسعودية فهي الدولة العربية الآسيوية الوحيدة التي لها مع مصر حدود برية، وعادة ما تلعب الجغرافیا السیاسیة دورا بالغ الأهمية في تحديد ثوابت السياسة الخارجية للدول ومع حقائق التاريخ ومع معطيات الجغرافيا رسخ الاقتناع بأن ارتباط أمن مصر واستقلالها الوطني وثيق بما يجري وراء حدودها الشمالية الشرقية، وقدر مصر أن تلعب (الجیوبولتیك ) أخلاقیا دور مهم فی قطاع غزة منذ النکبة عام 1948م وحرب 1967 م حفاظا علی الأمن القومي المصري ودورها الإقلیمي فی المنطقة التی تحاول إسراٸیل وأمریکا ابعادها واختصار دورها فی حمل الرساٸل والتهدٸه فقط ، وفي هذا يجب أن ينظر إلى مصر وفلسطين وخصوصا غزة یشكلان كتلة إستراتيجية واحدة. ۔ عبر تاريخ طويل من الکنعانیین وعصور الفراعنة والرومان والعرب والتتار والصليبيين والأیوبیین والممالیك والعثمانیین والإحتلال البریطاني ۔ وحرب 1948 وتاریخ حديث من الصراع العربي الإسرائيلي .
وفی ظل الصراع القاٸم الأن بین قوي إقلیمیة ودولیة ۔ فی الشرق الأوسط هل تصبح غزة الملعب الجدید لتصفیة حسابات دولیة ۔ وحروب بالوکالة للتقارب الإیرانی مع حماس ، ومع الضربات الجویة لقطاع غزة ومناطق فی دمشق ومعسکرات إیرانیة فی سوریا لجر إیران فی حرب خارج حدودها ،
وفی هذا السیاق سارعت مصر فی القیام بدور الوسبط لوقف الهجمات علی القطاع ۔ وعدم إنزلاق المنطقة کلها نحو حرب لا نعلم مداها ۔۔ لذلك یشکل قطاع غزة لمصر المانع القوي لحدودها الشمالیة الشرقیة ۔ والحفاظ علی أمنها القومي الذی تسبب فی وجود مناطق رخویة علی حدودها کان من نتاٸج ذلك وجود مناطق تهریب وأنفاق ووجود بٶر إرهابیة مازال الجیش المصري یخوض فیها معارك یومیة فی سیناء ۔۔وغزة هي المتاخمة لسيناء، وبالتالي فإن ضعف وتهتك أمن غزة سيكون مدخلاً ومخرجًا لأي عمل تخريبي يستهدف الأمن القومي المصري من جهة سيناء، الأمن القومي لمصر ارتبط تاريخيا بجغرافيتها ، وأصبح من أبجديات إستراتيجيات الأمن القومي أن فلسطين -وبخاصة قطاع غزة- تٌشكل مكونا رئيسيا في قلب مفهوم الأمن القومي المصري. لذلك مصر حریصة أن یکون ملف غزة فی أید أکبر جهاز أمنی وسیادي فی مصر ویلعب دورا مهما فی المصالحة بین الفصاٸل الفلسطینیة ۔۔ وتعتبر قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية وهي تعزز زعامة مصر للأمتين العربیة والإسلامیة في حاله دفاعها عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهي قضية قريبة من وجدان الشعب المصري من النواحي الثقافیة والتاريخیة ۔۔
وذلك للمحافظة على حياة الشعوب وبقائها، من ناحية، وتحقيق أمنها وسلامتها واستقرارها، من ناحية أخرى۔۔