من المعلوم أن كل أمة تتعرض لطمس أو تزييف تاريخها و ذاكرتها نتيجة ظروف معينة، فأصلها معرض للزوال إن لم يتم إستدراكه بالوجه الصحيح، ففي الجزائر بعد الإستقلال تطرق الكثير من خلال برامج أعدت عبر محطات زمنية في مسألة كتابة التاريخ أو إعادة الذاكرة و نظرا للظروف و المراحل لم يتسنى الشروع فيه أو إتمام العملية سواء في كتابة التاريخ أو في إعادة ذاكرتنا من الخارج.
يقول أهل العلم أن التاريخ هو مصطلح شامل يتعلق بالأحداث و الذاكرة و جمع المعلومات و آخرون يشيرون إلى أنه عملية تعتمد على حقائق الماضي أو جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما. و بالنسبة للمجتمع الجزائري عندما نتكلم على التاريخ أو الذاكرة الذي يعتبر حق بدون تقادم فيجب أن نتطرق لسلب أصالته و ذاكرته و هويته و عاداته و عقيدته و تزييفها و تشويهها من طرف المستعمر. فالنظرة بمصطلح التدوين الأكاديمي و جمع معلومات و الأحداث، ليست كنظرة نزع و تحويل ما نملك من أصالة أجدادنا أمام أعيننا و نحن نتألم، و تحويلها كأداة لمساومتنا وتشويه صورتنا. فهذه هي إعادة الذاكرة عند الجزائري ولا يقتصر الأمر على جمع معلومات إلخ... بل بالمطالبة في هذه المعركة التي لم تنتهي بعد حتى يتم إعادة جميع ما سلب و نهب بغير حق.
فمن هذا المنظور يجب ان يدرك للمرة الأف المخاطب الذي لا تنفعه المراوغة و الزمان في إعتقادي لأن المجتمع الجزائري ثابت على مبادئه و متيقن بما ضحى من أجله بالنفس و النفيس وما قدمه أجداده ولا تزعزعه عاصفة مهما أشتدت. و لعل ما أشار إليه رئيس الجمهورية الناطق باسم الشعب يبين ذلك في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية يوم 30.03.2024 عندما سئل عن زيارته لفرنسا فأجاب:" ... زيارتي الى فرنسا لا تزال قائمة ولقائي مع الرئيس ماكرون هو موعد مع التاريخ وسننظر الى الأمور كما يجب أن نراها وليس عاطفيا، نحن اليوم في مرحلة إعادة التأسيس للعالقات بين البلدين. هناك فريق يعمل على ملف الذاكرة ولن نتخلى عنها كما لن نترك أي ميليمترات من الواجب إزاء شهدائنا الأبرار" أو كما قال شاعر ثورتنا " يا فرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي وخذي منا الجواب" بعد سبعة سبتمر 2024.