مَنْ لا يعرفني، أنا الشارع الرئيسي في مدينة درنة الليبية، ليتني ما سُميت برمز بطل الشهداء هذا الذي أراد أن يعيش الشعب الليبي في الرفاهية و التقدم. يحزنني و يؤلمني أن أروي لك مأساتي وحزني عن مَنْ غادروني إلى الأبد كانوا سعداء بوجودهم هنا و يتذكرون عندما يتجولون في أزقتي بفخر المواطن الليبي الحر. فشاء الله أن يستشهدوا كما استشهد مَنْ سُمِيت باسمه إنه عمر المختار الهلالي. و كما ترى الآن جدراني مهدمة و محطمة و سكانها تحت الأنقاض و الركام و منهم من جرفته المياه إلى البحر و منهم مَنْ بقي حيا مشردا و تائها حزينا.
هو القدر و الأجل لا تبديل لحكم الله ولا تحويل، لكن الأخذ بالأسباب على مستوى البشر من الواجب هو ربما الذي جعلني في هذه الحالة نتيجة تصرفات و طموحات جعلت الجميع يتحسر و يتألم من الوضعية التي أنا فيها مقارنة بالدول التي تسعى ليلا و نهارا لتشييد بنيتها التحتية و نحن نتقاتل في بعضنا البعض بدعم من أجانب جاءوا لمص ثروتنا فيتقدموا أكثر وأكثر.
كم هي البشرية محتاجة للرجوع الى ما خُلِقت من أجله رغم ما وصلت اليه من التطور و العلم و الرفاهية، فزادها كل هذا كُنودا و أنانية و استكبارا و ظلما و هي لا تدري متي تغادر و يبقى ما هي فيه لقوم آخرين. أبعث بهذا النداء إلى كل مواطن ليبي أين ما كان أن يتأمل مع ضميره و نفسه أنه لا يجد وطنا غير وطنه تطمئن فيه نفسه و لا عيشة أحلى منه و لا حليف أصدق من بني جلدته.