هل تجسدت مقولة الانقلابات العسكري في إفريقيا بالظاهرة الصحية ؟ التي نشرت في جريدتكم الموقرة، فكل ما أتى و ما سيأتي فهو طوفان من صحوة الشعوب من الظلم و القهر و الغطرسة المسلطة عليها من الاستعمار الظاهر الموجود على أرضها و الخافي و المتنكر في ثوب الموالين إليه في الداخل و الخارج. فما نراه اليوم من تحول في البلدان النامية في المعمورة كاملة هو انعكاس و رد فعل في زمانه و مكانه و حسب معطياته بدليل الآية من الذكر الحكيم " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) من سورة الإسراء".إن الآلام العظيمة تلد الأمم العظيمة إن وعت واستوعبت.
إن في هذه المعادلة عندما يتوحد الجيش مع الشعب في هدف واحد تنتهي المسألة و عندما تتفرق الرؤى تتعقد المسألة و يصعب حلها و الأمثلة موجودة بلدان إفريقيا و غيرها. فقضية تصفية الاستعمار مرتبطة بتوعية المجتمعات و شفافية العمل بصفة عامة. إن المعادلة المطروحة في هذا الظرف المحتوم التي خلطت كل الأوراق الرابحة و قللت من فعالياتها بالنسبة للمستفيدين لا يستطيع أي كان الصمود لها و حلها بسهولة و فرضت نفسها بقوة على الجميع حتى يلجئ هؤلاء الى بعض من التنازلات تارة و المساومات و المفوضات تارة اخرى أين أصبح أثرها واضحا و جعل إعادة ترتيب الحساب في كل الجوانب للمتخاصمين، هي قاعدة وعي الشعوب و الإطلاع على ذاك و ذلك. فلم يكن من الإمكان في الوقت الراهن أي معادلة أخرى تساويها.
لم يعد اللجوء إلى القوة هو الحل و الخوف يرهب الشعوب بل يؤجج أكثر و يقلل من المساومة و يكشف المستور الذي يمكن الاستغناء عليه في بعض المواقف بل زاد في الإلحاح في عامل التنازل من طرف الشعوب و المجتمعات حتى أصبح من انشغالات شارع الدول النامية لافتكاك حقها و كرامتها و من مصلحة المواطن بمثابة فرس المعركة في الآونة الأخيرة على كل الأصعدة و خاصة ما يتعلق مباشرة بالفرد. فالإنصاف و التوازن بالنسبة للشعوب الفقيرة من اولويات الأولويات زيادة على المطالبة بإرجاع مكتسباتها المسلوبة من طرف الغرب.
فالمشوار طويل و خيوطه متشعبة و يتطلب الصبر و الحكمة من طرف الحاكم و تفاهم من طرف المطالب و ما يؤكده أن توازن العالم غير مرتاح و ثابت.