في رحاب طموح الدولة و وعي المجتمع

الاثنين 21 أغسطس 2023 4:43 م

أجمعت مفاهيم العالم بأشكالهم و انتمائهم و أدركوا أن السعادة النفسية للفرد تكمن في العطاء له بدل الأخذ منه و أن الأسرة هي النواة التي تؤثر على المجتمع عكس ما نعيشه اليوم أين أصبح سلوك الشارع  سيد الموقف و هو المؤثر و فشلت الأسرة في مهمتها بل حتى في مقاومتها. فهل في هذه المعادلة مقاربة بين طموح السلطة و وعي مجتمعها ؟.

من خلال السياسات المتهيجة على الدول النامية تولدت النزعة الرأسمالية في الفئة الموالية لها في هذه البلدان و أصبح هذا السلوك سائد من طرف المستعمر لتبرير نهب الثروات و فقر الشعوب و إنشاء الطبقية فكان هذا السلوك هو المهيمن في أوساط هذه الشعوب. فأباح الأخذ من البسطاء بمثابة السعادة و الرفاهية و هو العمل المعمول به شرعا من خلال هذه السياسات. و هذا ما نراه اليوم من أفراد من العالم الثالث  نهبوا و ذهبوا الى الغرب بمعية أسيادهم  على حساب شعوبهم و دمروا أوطانهم. فظاهرة المقاربة هذه بعد البدء من التخلص من النهب الخارجي شيئا فشيئا و تحرير البلاد من طرف الوطنيين. كيف يا ترى يكون انسجام الوعي و التفاف المجتمع حول ما تطمح اليه السلطة؟

من خلال ما يلاحظ  على الساحة من تفكك و تصادم و مقاومة من طرف العالم الثالث نتيجة النزاع الأوكراني - الروسي في المعمورة بأسرها وعبر التواصل و التفتح الإعلامي جعل نوع من النهضة في نفوس بعض الأفراد لكن الشيء الكبير بقي يتململ و يعرقل في ما تطمح إليه الدولة الممزوج بالخوف و عدم الإدراك و الجهل و الإرث من المستعمر المستفيد منه و التشدد على المصلحة الخاصة الضيقة من خلال كل هذا فسلوك هذا المجتمع يعرقل أكثر مما يساعد.

ربما من بعض الأمثلة في دولة الإفريقية التي تنتج ما يكفي ضعفين من المواد الأساسية لسكانها أو ما تستورده مثلا إلا عامل الندرة موجود في تلك المادة و المتسبب فيها المواطن بالتهريب و التخزين عشوائي و يقع اللوم  على تقصير من السلطة. هذا من الأسباب التي تجعل طموح الدولة تندثر و تتأخر في تحقيق مشروعها. فعامل الوعي و التعليم هو الأساس في نهوض المجتمع و المساندة في تقوية الدولة. في هذه الدول يلاحظ أن المسافة أو رؤية بين ما تريده  السلطة في بناء الدولة لا يدركه غالبية أفراد المجتمع.

 

التعليقات