أحقا يتقرر بدون امريكة و أروونا في مصير العالم

الخميس 04 أغسطس 2022 4:18 م

لم يكن في السابق من أمر يُنفذ إطلاقا بدون إشراف سادة العالم أمريكة في المقام الأول و اروونا، هل هو حلم إلا من المظلومين و المتغطرس عليهم ؟ أم هو واقع مفروض جاء به القدر؟، أم نتيجة تدبير و تفكير و تخطيط محكم من شاطر " حَوْسَابْ " و لا تخفى عليه أمر إلا "كن فيكون"  ؟. فبمشاهدة الرأي العام العالمي حيث تظفر روسيا بجعل اتفاقا بينها  وأوكرانيا لإزالة العقبات أمام استئناف الصادرات الأوكرانية من القمح والحبوب إلى العالم عبر البحر الأسود أمام مرأى و مسمع كل العالم و أمريكة و أروونا في مقعد المتفرجين و المحتوم عليهما إلا بالتصفيق. هل أصبح المعسكر الغربي في حصار و عزلة عن القرارات المصيرية العالمية ؟ هل انتهى القطب الأوحد و تفتت شظاياه؟ أم هو مجرد حلم و تمني مؤقت؟.

 الأكيد و المؤكد، في الظرف الحالي أن شعوب العالم بأسرها وضعت يدها على بطنها بما فيها مَنْ كان شبعان و لا يبالي و مَنْ هو دائما جوعان و تأكد أنه سيزداد جوعا. هناك صراع من هنا و هناك و أن قرار توزيع الخبز على المعمورة أصبح يلفت الانتباه بجدية،  فنتيجة أهميته الضرورية و صداه من خلال اولوية لقمة العيش أمسى في كل المطابخ يطرح سؤال كيف يمكنه التوجه لا محال الى مَنْ بيده زمام اللقمة  بالشراء أو بالقرض أو حتى بالصدقة في بعض الأحيان، و هلع الكل نحو المفيد بالهرولة و التطبيع الى فلاح القمح مصطفين امامه ولا يغني عنك مَنْ كان لك سندا و كنت له عبدا مطيعا. هنا مقولة في بيئتنا "اللي عنده ظفر يحفر و اللي عنده جناح يطير" و وصلوا إلى قناعة بين التطبيع خيانة و الاستعمار حماية ضاعت الأمانة.

و من الدلائل الملموسة و المحتومة، أن جزء كبير إن لم أقول جله من الدول باتت تُعاني بشدّة من صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل، و الذي ألقى بظلاله على مختلف أماكن المعمورة و كان من أسبابه الأولى قبل الأزمة الأوكرانية من تداعيات أزمة كورونا على الاقتصاد العالمي  و ما يُعانيه العالم من ظاهرة التضخّم أين جاءت هذه الرسالة المفتوحة حيث أشرف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار  بشكل رسمي على افتتاح مركز تنسيق صادرات الحبوب عبر البحر الأسود في إسطنبول بموجب الاتفاقات الموقعة في 22 يوليو 2022 تحت إشراف و إدارة خمسة ممثلين عسكريين ومدنيين من روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا. هنا يمكن القول أن ننتبه إلى أن الاستعمار أو الاستدمار يدمر لكي يعيد البناء على طريقته الاستبدادية و السيطرة الدائمة.

أذا كانت الجزائر من بين الدول التي سلكت سبيل تفادي الأزمة بأكبر قسط من الضرر نظرا لاستعمال الحكمة و معالجة الوضع الحالي ببصيرة  للواقع بمقدار قدرتها و إمكانياتها  و بسرعة و التخلص من أوهام المستعمر الداخلي و الخارجي المغري، تعتبر في تصوري مثال يقتدى به بالنسبة لبعض الدول لما أصبحت تملكه من حنكة  و بصيرة. فاليوم أصبحت وضعية المشاركة في تحسين العالم من حيث فتح المجال و إعطاء الكلمة في تسيير شؤون الدول بنفسها ملائمة في ظرف مواتي و حتى إسهامها في رسم إستراتيجية مستقبلية تعود على مكانتها بالفائدة في الميزان المبرمج.

فإذا كان المعسكر الغربي قد أنفلت من يده و فقد مورد العيش و مورد الطاقة ولم تبقى له إلا الإشاعات الإعلامية التي بدورها يزاحمها "اللايف" عن طريق التواصل و يقلل من مصداقيتها و يكشف مبتغاها و مجراها فيومئذ تحدث أخبارها اين يتجه ميزان قواها.

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر