تلميذ من تلامذة سيدي الشيخ محمد بلكبير الذي أوفى و أستوفى
هو شيخنا الزاهد المربي العالم الرباني الشيخ الحاج الحسان حفظه الله و اطال في عمره.
هو الشيخ سيدي أبو محمد الحسن بن سيدي عبد الرحمن بن سيدي الحسن بن سيدي أمحمد بن سيدي محمد بن سيدي أمحمد بن سيدي عبد الرحمان…. وينتهي نسبه إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. ولد الشيخ سنة 1953م بقصر أنزجمير التحتاني في بيت طوبي متواضع وسط بيئة اجتماعية متوسطة الحال تعتمد الفلاحة كمصدر وحيد في إحراز رزقها وتوفير أقواتها وأقوات أبنائها, فاستقبلت العائلة مولودها الجديد بالبشر والفرح والسرور واتفقت على تسميته {الحسن} موافقة لاسم جده ” أي والد والده “توجه الشيخ حفظه الله تعالى بعد أن عقل إلى كتاب القصر كشأن الطلبة آنذاك فبدأ بتعلم الحروف الهجائية أولا ثم بتعلم الكتابة والإملاء مع التلقين والحفظ المعتمد على منهج التدرج انطلاقا من قصار السور , سورة فسورة حتى نهاية القرءان , وهكذا استمر في الدراسة والتعلم , إلى أن تمكن أخيرا من حفظ القرءان الكريم واستظهاره , وذلك بفضل جهود والديه أولا ثم بفضل جهود مؤدبه الصالح الناصح سيدي الحاج أحمد بن سيدي عبد الرحمن بن سيدي أحمد الحبيب { م ـ 1343هـ ـ ت 1424هــ } الذي كان أحد أعيان المنطقة وأبرز علمائها ووجهائها , له حظ وافر من العلم والمعرفة , مطاعا مهابا من قبل جميع أهالي تلك الناحية , شديدا في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم
وقد اتجهت نية الشيخ منذ الوهلة الأولى إلى الالتحاق بمدرسة العالم العلامة والبحر الفهامة وحيد عصره ونسيج دهره الأستاذ الأعظم والشيخ الأفخم سيدي أبي عبد الله محمد بن سيدي عبد الله بن الكبير البداوي الغماري.
وقد أمضى شيخنا فترة تعلمه كلها في جد واجتهاد , فدرس فنونا علمية مختلفة من فقه ونحو وصرف وأدب وسيرة وغيرها , وكان بسبب نباهته وحسن سيرته محبوبا لدى شيخه , مقربا إلى قلبه , بشهادة زملائه ورفقائه وقد استمرت إقامة الشيخ في المدرسة مدة ست سنوات إلا قليلا قضى قسطا منها في تدريس بعض طلبة القرءان الكريم بالمدرسة بأمر من شيخه حتى كانت سنة 1977م حيث توفي أحد أعمدة العلم في قصر أنزجمير وهو الشيخ الفقيه الوجيه سيدي محمد بن سيدي عبد القادر رحمه الله تعالى { م ـ 1344 هـ , 1925م ـ 1398 هـ , 1977 م } فهرع أهالي القصر إلى مدينة أدرار للشيخ ابن الكبير , يطلبون منه الإذن لشيخنا حفظه الله تعالى , رغبة في علمه , وطمعا في أن يكون نعم الخليفة لمن سبقه , فنزل لهم الشيخ ابن الكبير على رغبتهم , ولبى لهم طلبهم , فباشر الشيخ حفظه الله مهمة التعليم القرآني والإمامة, وما زال يجاهد مرشدا ومصلحا وداعيا حتى توجت جهوده بتأسيس مدرسة بنظام داخلي توافد عليها الطلبة من داخل القطر الجزائري ومن خارجه, فذاع بذلك صيته وعلا كعبه, وهي مدرسة بحمد الله ما تزال مستمرة العطاء, بل يكاد يجمع كل من زارها أنها المدرسة الفعلية في أسرارها و عطاءاتها لمدرسة شيخه العلامة المرحوم سيدي الحاج محمد بن الكبير. وقد تجاوز عدد الطلبة فيها حاليا 600 طالب يتوزعون على فئتين: فئة متفرغة لحفظ القرآن الكريم ومبادئ العلوم الشرعية واللغوية, يتولى التدريس فيها والمتابعة بعض طلبته الأفذاذ من بواكير من أحاطهم برعايته وتربيته, ممن وظفوا في قطاع السلك الديني: الحاج الناجم شيخ بلة, والحاج المبروك داودي, وأحمد عزيزي, …
فئة أتقنت القرآن بالمدرسة أو التحقت بها بعد حفظها القرآن الكريم تعرف في المدرسة بأصحاب الفقه, وهي فئة يتولى الشيخ تحفيظها المتون العلمية في الفقه والأصول واللغة والبلاغة والتزكية والتفسير وغيرها من العلوم التي تدرس بالمدرسة, كما يتولى شرح هذه المتون في المجالس العلمية التي تعقد بالمسجد. ويتولى المراجعة لهم نجله سيدي الحاج محمد.