إذا كانت الجزائر قد استخلصت العبر من مأساتها التي مرت بها و اتجهت إلى حوار يشمل كل الجزائريين و بدأت ملامحه تتجسد بين أفراده، فإنه أصبح من الضروري في هذا المنعرج الذي لا يأبى النهاية على الدول الإفريقية و العربية و المحمل بكل النوائب و التبعية و أيضا استخلاص العبر من التوصيات الغربية التي لا تزيد هذه البلدان إلا تدهورا في أوضاعها الداخلية في كل المجلات و الوصول إلى حقيقة خيار التكتل الإقليمي. فضرورة تفعيل الدبلوماسية الإفريقية و العربية بينها يكتسي طابع هام في هذا الظرف من توحيد الكلمة و تجسيدها ميدانيا.
فمبادرة تحرك الدبلوماسية الجزائرية في هذا الشأن تعتبر لبنة في هذا البناء و السعي في هذا المبتغى و تعزيز المؤسسات القارية من مصداقية من طرف الشعوب هذه الدول أولا و تجاوز برامج الغير التي لا تعطي ثمارها إلا لمَنْ مدبرها ثانيا. فشعار الديمقراطية المستوردة كنموذج تجاوزه الظرف و أصبح مرفوضا لدى شعوب المنطقة لما له من سلبيات أكثر من ايجابيات. و مع التفتح الإعلامي الذي أفسح مجال الطموح في التعبير و الحرية للمواطن الإفريقي و العربي، فاستوجب أخذه في الحسبان من طرف كل مسير و السعي في أيجاد الحلول و كيفية المسايرة من الداخل لتعزيز السيادة و بسط الإستتقرار.