«أحداث قصر الشلالة»

السبت 15 مايو 2021 3:57 م

 لم تكن مظاهرات 08 ماي 1945 عفوية و لا مقتصرة على منطقة معينة من التراب الوطني،  بل جاءت بعد الوعود الكاذبة بالاستقلال للشعب الجزائري من طرف المستعمر الغاشم و التأكد من هذه الوعود خاصة بعد الحرب العالمية الثانية و تجربة الشعب المريرة و المتكررة مع مكر فرنسا منذ أول يوم من احتلالها للوطن،  و لعل ما زاد في الطين بلة هو وجود مصالي الحاج بقصر الشلالة( مدينة تقع جنوب العاصمة الجزائرية بـ 250 كلم) و ما تمخض عنه من المشادات وقعت في زيارة والي العاصمة إلى مدينة "ريبال" قصر الشلالة حاليا، لعقد اجتماع ضم  قياد و باشاغات استدعوا لانتخاب مجلس" العشابة " الذين جاءوا من المناطق السهبية من المدية-تيارت – أفلو -الأغواط- سيدي بلعباس – سعيدة، تحت رئاسة (بريفي ) مقاطعة الجزائر العاصمة و كان في يوم السوق الأسبوعية للمدينة حيث كان يظهر نوع من الغضب و الغليان في أوساط الشعب في هذا اليوم فأعتقل يومها أربعة مناضلين من حزب الشعب آنذاك و المحيطين بمصالي الحاج، وهم: "سعد دحلب"، "مناصري محمد"، "عبد الرحمن محمد" و"زيتوني علي" غير أن المناضلين داخل صفوف الشعب في السوق و في الطريق وقفت أمام سلطات المستعمر و منعتها من إدخال المناضلين الأربعة في سيارة مرددين النشيد وطني "فداء الجزائر".

 الانتفاضة بدأت من 07 أفريل 1945 إلى 18 منه حسب ما هو متداول في هذه المنطقة و ما نشر عن هذه الأحداث التاريخية و ربما في المستقبل ستدون و يرفع عنها الغبار و تأخذ حقها و دمجها ضمن  الذاكرة الوطنية خاصة و أن الفرصة مواتية لذلك و هو ما يجب على أهل المنطقة المساهمة به وفيه. و بالرجوع إلى ما هو متداول فإن الأسباب تعود أساسا إلى تحويل المناضل مصالي من قصر البخاري إلى مدينة قصر الشلالة و نفيه بعد ذلك إلى برازافيل عاصمة الكونغو في إفريقيا الوسطى. و ثم سلط المستعمر على المنطقة السيطرة و أخذ كل التدابير لطمس و سجن و نفي العناصر الفعالة في الحركة الوطنية هناك، و تبقى هذه المدينة تزود التاريخ بأسرارها النضالية بما فيها من جذور المقاومة مررا من مقاومة أولاد شعيب سنة 1864م بعد سقوط الزمالة في 16 ماي 1843م.


 


 

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر