لم تكن مظاهرات 08 ماي 1945 عفوية و لا مقتصرة على منطقة معينة من التراب الوطني، بل جاءت بعد الوعود الكاذبة بالاستقلال للشعب الجزائري من طرف المستعمر الغاشم و التأكد من هذه الوعود خاصة بعد الحرب العالمية الثانية و تجربة الشعب المريرة و المتكررة مع مكر فرنسا منذ أول يوم من احتلالها للوطن، و لعل ما زاد في الطين بلة هو وجود مصالي الحاج بقصر الشلالة( مدينة تقع جنوب العاصمة الجزائرية بـ 250 كلم) و ما تمخض عنه من المشادات وقعت في زيارة والي العاصمة إلى مدينة "ريبال" قصر الشلالة حاليا، لعقد اجتماع ضم قياد و باشاغات استدعوا لانتخاب مجلس" العشابة " الذين جاءوا من المناطق السهبية من المدية-تيارت – أفلو -الأغواط- سيدي بلعباس – سعيدة، تحت رئاسة (بريفي ) مقاطعة الجزائر العاصمة و كان في يوم السوق الأسبوعية للمدينة حيث كان يظهر نوع من الغضب و الغليان في أوساط الشعب في هذا اليوم فأعتقل يومها أربعة مناضلين من حزب الشعب آنذاك و المحيطين بمصالي الحاج، وهم: "سعد دحلب"، "مناصري محمد"، "عبد الرحمن محمد" و"زيتوني علي" غير أن المناضلين داخل صفوف الشعب في السوق و في الطريق وقفت أمام سلطات المستعمر و منعتها من إدخال المناضلين الأربعة في سيارة مرددين النشيد وطني "فداء الجزائر".
الانتفاضة بدأت من 07 أفريل 1945 إلى 18 منه حسب ما هو متداول في هذه المنطقة و ما نشر عن هذه الأحداث التاريخية و ربما في المستقبل ستدون و يرفع عنها الغبار و تأخذ حقها و دمجها ضمن الذاكرة الوطنية خاصة و أن الفرصة مواتية لذلك و هو ما يجب على أهل المنطقة المساهمة به وفيه. و بالرجوع إلى ما هو متداول فإن الأسباب تعود أساسا إلى تحويل المناضل مصالي من قصر البخاري إلى مدينة قصر الشلالة و نفيه بعد ذلك إلى برازافيل عاصمة الكونغو في إفريقيا الوسطى. و ثم سلط المستعمر على المنطقة السيطرة و أخذ كل التدابير لطمس و سجن و نفي العناصر الفعالة في الحركة الوطنية هناك، و تبقى هذه المدينة تزود التاريخ بأسرارها النضالية بما فيها من جذور المقاومة مررا من مقاومة أولاد شعيب سنة 1864م بعد سقوط الزمالة في 16 ماي 1843م.