عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُوَ غايًةٌ الرَعِيَةُ لا تُتَمَمُ، من هذا التصور يبدو لي أن رغبة السلطة في تحقيق المبتغى و واقع المواطن اليومي خطان متوازيان لا يلتقيان و لا ينتهيان بينهما برزخ من التشويش و العراقيل و الدعاية المغرضة والضبابية لعدم الوعي في غالب الأمور. السلطة تحارب و تسعى جاهدة لإزالة كل ما هو ضار للمواطن من عدم استقرار الأمن و الأمان و نقص حاجيات الشعب اليومية و مواجهة الحملات الإعلامية الشرسة من الذين ضاعت عليهم البقرة الحلوب.
كل هذا الجهد المبذول مِنْ الطاقم الحكومي الحالي يراه المواطن و يسمعه لكنه عندما يتعامل مع الواقع اليومي تنعكس له الصورة ويمحى من نظره كل ما كان يستأنس له منها وتُذْهِبُها مَهَب الرياح ندرة: السيولة – ارتفاع سعر الدجاج والسردين و الزيت و السكر و متطلبات رمضان الكريم إلى آخره، هناك مثل يقال في البادية " اَلْمَضْعورَة مِنْ الحَبْلِ تَدْوَى (أي تهرب)" بمعنى لا يثق. فلا السلطة استطاعت أن تقضي كليا على مَنْ وراء ذلك، و لا المواطن استطاع أن يهضم ما تحارب من أجله و لا مغزى المعركة الشرسة التي تدور بينهما و لا حتى فهم مكر المتربصين له ببرامج مسطرة و مدروسة لعدم كشفهم و إظهارهم كعملاء. هذه الوضعية الحتمية جعلت نوع من الضبابية للمواطن لا يفرق بين العدو و الصديق و يساق في زوبعة المخططين له و هو لا يدري فيعكر الجو الذي يزيد فائدة لهؤلاء المغرضين.
الأكيد، بل المؤكد بالجزم، أن نية العمل الخالص لله وللوطن خربت المفسد و الحقود و الخائن و المشكك و غير الواعي و حتى الأبله و أصبح شروق شمس الجزائر الجديدة كل يوم يزيد وضوحا في الرحبة. و في هذا السياق يستوجب على الطرفين السلطة و المواطن في آن واحد أن يتحدا، لأن بناء الدولة التي يطمحان إليها كلاهما لا تتأسس إلا بتضافر سواعد الجميع.
على الطاقم الحكومي أن يتزود بالثقة و يعمل العمل المفيد حتى ولو كان غير مفهوم و لا يبالي بالمزمرين أين ما كانوا.
على المواطن أن يتفاعل مع ما يضره و ما ينفعه بأسلوب حضاري يعيدنا إلى حراكنا المبارك.
هذا التفاعل أكيد أنه يزيد تبصرا و عزما للسلطة من الناحيتين، يزيدها عزما للقضاء على المتسببين و عزما أيضا للمضي قدما في تطبيق برنامجها.
من المفروض أن لا نبقى متفرجين و معلقين على المعركة بين الطرفين و ننحاز إلى منفعتنا. مثلا مقاطعة شراء الدجاج و الزيت و السردين .و نكشف السماسرة وتذللهم بسيف الحجاج الذي يَصُبُ على رؤوسهم.