يحكى أن مجموعة من الجندرمة كانوا يجوبون القرى والأرياف في بعض مناطق العربیة فی عصور الاضمحلال
لغرض فرض القانون الجائر والأتاوة والحكم المستبد القسري فكانوا يترددون على البيوت الميسورة في هذه القرى ليحظوا بوجبة طعام لهم ولخيلهم التي يستخدمونها عادة للتنقل لا للقتال،
ومن الطبيعي أن غارة هؤلاء الجندرمة تكون وقت الانتخابات عفوا كان هذا سبق لسان أقصد وقت الغداء أو العشاء أو حتى الإفطار بحسب الدورة الانتخابية بل دورة الحياة اليومية لالتهام ما يقع أمامهم من أصوات وأرغفة ولحوم ولبن من قوت أهل هذه القرى.
واستمر هذا الحال زمنًا ليس قليلًا حتى سئم الناس منهم، فلا هم بالقوة التي تُخشى، ولا هم بالنافعين الذين يرتجى الخير منهم، تماما مثل مجالس نواب العرب في دوراتهم على مدى السنوات العجاف التي مرت على البلاد
فكّر أهل هذه القرى فُرادى ومجتمعين وخلوا الى أنفسهم واستشاروا حكماءهم وأهل الحل والعقد فيهم بعد أن كبر عليهم استغلال هؤلاء المأجورين غير المحترمين لطيبتهم وكرمهم، ليأكلوا طعامهم ويعلفوا دوابهم دون فائدة ترجع لأهل هذه القرى سوى الاستضافة القسرية وتحملهم وتحمل نفقاتهم، وقد اهتدى عقلاؤهم لتصرف بسيط من جنس عمل هؤلاء ومطلبهم كان له بالغ الأثر في ردعهم وتعريفهم بقيمتهم لدى أهل البلاد وذلك حين حضروا بخيلهم وأحدثوا جلبة كما يفعل المرشحون اليوم ليعرف أهل الدار الذي غزوه بقدومهم، قاموا بتقديم طعام يابس لهم ولدوابهم قوامه (الذرة الصفراء) الصعبة الهضم للخيل فضلا عن معدة الإنسان فانتبه أحد الجندرمة وقال لأهل الدار أنا آكل ذرة ودابتي كذلك، مستنكرا هذا التصرف، لكن بصيغته الأعجمية وبلكنة المقهور (أنا إزرة وحصاني إزرة)
المفروض بعد هذه الوجبات القسرية التي فرضها الوضع الحالي ومعه القوي الریعیة التی ساعدت بظهور هٶلاء بتقديم هذه الوجبات المسممة للشعوب العربیة ان تنقلب الصورة وأن يعطى هؤلاء الجندرمة النيابية درسًا لن ينسوه يسجل فيه أهل البلاد موقفا يليق بهم، ويعرّف كل الغادرين بغدرهم ومن لا يفعل ذلك عليه تحمل التبعات فالقادم بعد فوز هؤلاء أسوأ مما مضى.
لكن الحاقدين وما أكثرهم يقولون إن البرلماني في بلاد العرب لا يهش ولا ينش ...؟، ولعل واجبه فقط هو إطلاق بالونات من التصريحات والوعود ...؟ ، وألا ترى حراكهم إلا وهم يوقعون على امتيازاتهم الخاصة ومنها رحلات الحج والعمرة والمصایف والاستحواذ علی وظاٸف سیادیة للابناٸهم . وزيادة رواتبهم الخيالية ..؟
ونقولها كفاكم حسدا ، , لذلك فأنا أقترح إزالة شعار واجهة البرلمان
( و آمرهم شورى بينهم ) وإبدالها( بالحسود لا يسود)
بعض الصحف الحاقدة على النواب نشرت خبرا تقول فيه العرب غاضبون لشراء البرلمانات سیارات مصفحة ولما سألت صدیقتی قلت لها هل أنت مستاءة ..؟، أكدت لي أنها لن تستاء أبدا ، فما دام البرلماني بأمان ( أحنا بأمان ...) حينها زاد إعجابي بها ، لما لمسته منها من روح وطنية
ما أكثر الحاقدين عليك إيها النائب ،
بوركت إيها النائب وأنت تقف شامخا معتدا في مجلس النواب
لتلغي مشروع سكن واطئ الكلفة للفقراء يكفي لحل أزمة السكن وماعیب مساکن القبور ۔۔۔
وبوركت وأنت تؤجل للمرة الألف قانون الحد الادني للاجور
و سدد الله خطاكم وأنتم
تناقشون مشروعا أكثر أهمية من الفقير هو أن يخصصوا مبالغ أخرى لشمول عاٸلات البرلمانيين بمكرم
و حماكم الله من غدر المفخخات لتكونوا شوكة بعيون من يقول أنكم لا تفكرون بالفقير
فها أنتم تصوتون على مشروع تخفيض سعر الشطة والینسون والحلبة والکیمون ۔۔ ليكون في متناول جميع الفقراء ..
سيروا على بركة الله .، ونحن من ورائكم
(نعض أصابع الندم على انتخابكم)
محمد سعد عبد الطیف
کاتب وباحث ورٸیس القسم السیاسي فی نیوز العربیة