قبل قيام ثورات الربيع العربي
لم ندرك أن الثورة يمكنها أن تسقينا وتطعمنا دمًا وعلقمًا وآهات وخرابًا ..
وأن الثوار الذين طالما نظرنا لهم كقديسين يمكن أن يجروا الخراب معهم لنا ولا يهدوننا إلى مدنٍ مدمرة خالية على عروشها انظر إلى اليمن وسوريا والعراق وليبيا مدن من الطروح والأقزام من يحارب من في سوريا وكذلك الحرب الدائرة في اليمن وإعلان انفصال الجنوب ماذا يحدث في ليبيا والصراع الخفي بين فرنسا. وإيطاليا ودخول تركيا على الخط قوى لها مصالحها . صدمتنا عنيفة في غياب جامعة تسمى مجازا جامعة الدول العربية…
لندرك أن للثورة قوانين إذا لم تحسب حسابًا دقيقًا فالثورة قد تنحرف عن مسارها وقد تشذ وتفقد بوصلتها وقد تسقط أو تجهض أو حتى تموت الثورة فعل أخلاقى.. والصادق فيها هو من يجتهد ليعرف لماذا تَعْوَج فطرة البشر فيقبلون بالفساد ولا يقبلون بغيره.. ويعرف أنه حتى وإن اعوجَّت فطرتهم.. فما عليه إلا التبصرة. وأنه ليس عليك هداهم إن عليك إلا البلاغ…
في عالم أصبح قرية صغيرة في عهد التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت الثورات العربية
تدخل كل بيوتنا وتعصف بحياتنا وتهز وجداننا الثورات العربية خلقت منا خلقاً آخر فجاءت صدمتنا عنيفة ...
الثورة التي تعني دك المدن وتدميرها فوق رؤوس أهلها ما فائدتها ..قتل الملايين وخلق أجيال من الثكالى والأرامل والعزل والأيتام.
الثورة التي ليست للحياة بل للموت لا أحد يريدها ....أين كرامة الإنسان ..وحقوق الإنسان ..ولسنا في زمن الأنبياء والرسل من يدعي القداسة
لقد عصفت الثورات بكل شيء ومزقته إربًا وجعلت شعوبًا كاملة تعيش مأساة خطف الهوية الوطنية وتحويل الشعب الواحد إلى شعوب وقبائل متفرقة ومتناحرة وأصبح نسيج المجتمع في خطر داخل الاسرة الواحدة وتحويل بلدان كاملة بكل بيوتها وشوارعها وناسها إلى لاشئ انظر إلى اليمن أصبحت مثل العصر الحجري ووجوه ممسوخة عديمة الملامح وممزقة إلى ألف قطعة ..لقد أخبرونا في الكتب أن الثوار بشر لايأتون بنقيصة أو حماقة أو شرٍ ولا يجترح إﻹ برًا وخيرًا وأغرقونا بالحديث عن وطنية الثورات ..ونزاهتها وأمانتها ﻷوطانها ومواطنيها ولكن تربينا على أن الثورة لاتدوم إلا يومًا أو بضعة أيام ثم بعد ذلك تسير الحياة طبيعية في سلام انظر اليوم إلى من لبس ثوب الثوار في مصر حدِّث بلا حرج أصحاب السيارات الفارهة والبزنس الجديد وأصحاب العوامات رحم الله شيخ الثوار في القرن الماضي تشي جيفارا حقًا إنه يستحق هذا اللقب فقط .. وبعد 25 من يناير و30 من يونية ظهر علي الساحة الأجتماعية و السياسية في مصر أنصاف الثائرين وألالهة في أنتحال الألقاب العلمية والصفات الوظيفية في إنتحال صفة مستشار او دكتور واخيرا صفة مناضل ..وقد أصيب بعضهم بالفصام في الشخصية النرجسية الٱنا وهم محدودة القدرة والرؤية ولكن لديهم القدرة والموارد والأدوات ويسحرون الناس بالكذب .. ومنهم في طريقة الي اعلي درجات الجنون أويوسوس لة شيطانة انة فوق البشر وانة أصبح من سادة القوم .حتي وصل بة أن صدق نفسة أنة صار مقدسا . جيفارا الثائر الحقيقي ترك كل شيء المنصب والزوجة والطفلة وذهب الي احراش وغابات أفريقيا مناضلاً مات من أجل مبدأ والمصلح الحق ثائرا لايمن علي البشر باصلاحة… .
محمد سعد عبد اللطيف .
كاتب وباحث في الجغرافيا السياسية..