حرب مفتوحة في آسيا: صواريخ وغارات جوية تحرق حدود تايلاند وكمبوديا.. ودماء المدنيين ثمن الخلاف
انزلقت دولتان يفترض أنهما شقيقتان في رابطة "الآسيان" إلى جحيم حرب مفتوحة، حيث تحولت الحدود بين تايلاند وكمبوديا إلى ساحة قتال دامية، تاركة وراءها ما لا يقل عن 12 قتيلاً، معظمهم من المدنيين الأبرياء الذين أصبحوا وقوداً لنزاع حدودي قديم.
لم يعد الأمر مجرد مناوشات، بل حرب حقيقية تبادل فيها الجانبان قصفاً عنيفاً بالمدفعية والصواريخ، بينما شنت المقاتلات التايلاندية غارات جوية، في تصعيد خطير ومفاجئ يهدد بجر المنطقة إلى دوامة من العنف. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، سوراسانت كونغسيري، أن القتال المستعر اندلع في ست مناطق حدودية على الأقل، في اعتراف رسمي بحجم الكارثة.
الشرارة التي أشعلت برميل البارود كانت انفجار لغم أرضي يوم أمس الأربعاء، أدى لإصابة خمسة جنود تايلانديين. لكن رد بانكوك كان صاعقاً، حيث لم تكتفِ بالرد العسكري، بل قامت بسحب سفيرها من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي في خطوة أعلنت الانهيار الدبلوماسي الكامل بين البلدين.
ويشكل هذا الصدام العسكري المفتوح لطمة قوية وفضيحة مدوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تقف عاجزة أمام تحول دولتين عضوين فيها إلى عدوين لدودين يتبادلان النار والقتل.
هذه ليست المرة الأولى التي تتلطخ فيها الحدود بالدماء، إذ سبق للبلدين الدخول في صدامات عنيفة، لكن هذا الاشتباك هو الأكثر دموية وتصعيداً منذ سنوات، ليثبت أن الخلافات التاريخية لا تزال قادرة على تفجير المنطقة في أي لحظة، ويبقى المدنيون هم من يدفعون الثمن الأغلى.