السعودية تشيد بـ"استقرار" دمشق المحقون بالدم في السويداء.. وتدعو العالم لمواجهة إسرائيل
في بيانٍ لافت يجمع بين نقيضين، أبدت المملكة العربية السعودية "ارتياحها" للإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتحقيق "الأمن والاستقرار" على أراضيها، في إشارة ضمنية إلى العملية العسكرية التي سحقت الاحتجاجات في السويداء مؤخراً، وفي الوقت نفسه، دعت المجتمع الدولي للوقوف مع سوريا لمواجهة "الاعتداءات الإسرائيلية".
وبينما لم يجف بعد حبر إعلان وزير الدفاع السوري عن وقف إطلاق النار في السويداء بعد اتفاق مع "وجهاء المنطقة"، جاء البيان السعودي ليدين بقوة الاعتداءات الإسرائيلية، ثم يجدد الدعوة لمساندة سوريا في "هذه المرحلة"، وهي المرحلة التي شهدت توجيه فوهات البنادق السورية نحو المواطنين السوريين.
المفارقة الصارخة تكمن في أن "تحقيق سيادة الدولة" الذي أبدت الرياض ارتياحها له، جاء عبر أوامر عسكرية بالرد على "مصادر النيران" والتعامل مع "مجموعات خارجة عن القانون" داخل مدينة سورية، ونشر للشرطة العسكرية "لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين"، وهو اعتراف صريح بوقوع تجاوزات دموية.
وهكذا، تبدو الرياض وكأنها تمنح دمشق صك غفران لعملياتها الداخلية، وتدعو العالم للتركيز فقط على التهديد الخارجي. بيان يطرح تساؤلات مريرة في السويداء وغيرها من المدن السورية: أي سيادة تلك التي تُفرض بالدبابات على أهلها، وأي "سلم أهلي" ذلك الذي يسبقه إطلاق نار وتمشيط للأحياء، ثم يحظى بـ"ارتياح" الجيران؟