أبو مازن يطلق قنبلة من عمان: على حماس تسليم سلاحها فوراً.. ولا مكان لها في حكم غزة
في تصريح هو الأكثر حسماً وصرامة حتى الآن حول مستقبل القطاع، أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس قنبلة سياسية من العاصمة الأردنية عمان، معلناً بشكل قاطع أن حركة "حماس" لن يكون لها أي دور في حكم غزة في "اليوم التالي"، ومطالباً إياها بتسليم سلاحها بالكامل للسلطة الفلسطينية كشرط للانخراط في العمل السياسي.
وجاءت هذه المواقف النارية خلال لقاء جمع الرئيس عباس يوم الأحد مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، حيث رسم أبو مازن خطوطاً حمراء واضحة لمستقبل القطاع. وفيما أكد على المطالب الفلسطينية الثابتة بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل، فإنه وجه رسالته الأقوى للداخل الفلسطيني.
وشدد عباس على أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو تمكين دولة فلسطين من تولي كامل مسؤولياتها في غزة، لكنه وضع شرطاً لا لبس فيه لذلك قائلاً: "حركة حماس لن تحكم قطاع غزة في اليوم التالي".
وحدد الرئيس الفلسطيني الثمن الذي يتوجب على حماس دفعه لإنهاء الانقسام، وهو "تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، والانخراط في العمل السياسي من خلال الالتزام ببرنامج منظمة التحرير"، مشدداً على مبدأ "النظام الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد".
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات، التي تأتي في ذروة الحرب، تمثل بداية معركة سياسية شرسة حول مستقبل السلطة في فلسطين، حيث يطرح عباس نفسه كشريك وحيد للمجتمع الدولي لإدارة القطاع بعد الحرب، مشترطاً تجريد خصمه السياسي اللدود من أهم أوراقه: السلاح.
وبينما اتفق عباس وبلير على مواصلة التنسيق لوقف الحرب، فإن رسالة الرئيس الفلسطيني كانت واضحة: المعركة القادمة لن تكون مع إسرائيل فقط، بل ستكون معركة داخلية لفرض رؤية السلطة على كامل الجغرافيا الفلسطينية.