في رحاب سير العالم

الأربعاء 25 أغسطس 2021 11:58 ص

 كل مَنْ يملك أبسط المعلومات، يسمع ويرى ويحس بما يمر به العالم في الآونة الأخيرة من أحداث لم نشهدها من قبل ويعتبر شيئا جديدا في حياة المجتمع وسلوكه ومعاملاته مع المحيط الداخلي و الخارجي ومع مَنْ يحكمه. كل ما في الأمر أن شيئا طغى على بيئتنا وتغير الخطاب بين الحاكم والمحكوم مما كان عليه في السابق وأصبح الحاكم متعجبا وغير قادر على هذه المواجهة المفاجئة من طرف المحكوم وانقلبت الموازين بين عشية وضحاها وتسارعت الأحداث حتى أصبح بعضنا يقول ان الساعة أو الطوفان قد حان، لا لشيء إلا أننا لم نتعود على تدفق الأمور بهذه السرعة، إنه زمن الفيس بوك وما أدراك ما الفيس بوك. أَنْطَقَ الأبكم وأسمع الأصم وأطلق لسان الأمي وأسقط كل الأقنعة وأزال الستار على المستور والمحجوب وجعل الناس سكارى وما هم بسكارى، إنه ما يسمى "بعالم القرية"، كيف جاء وكيف دبر وكيف برمج، الله ومن بيده خيوط الدمية يعلم ذلك. هل هي الصحوة أم الدمار أو التقدم أم التأخر ربما الديمقراطية المفروضة أو الحقيقية أم التشدد بل ‘سايكس بيكو’ في ثوب جديد، فكل واحد منا يفسر المشهد من معطياته. ربما هو عطش مواطن الدول النامية للحرية و تسيير أموره بنفسه.

 

 إذا كان الأمر يتعلق بمجتمع ضمآن فافتحوا يا ناس كل حنفيات الشوارع وخاصة المؤدية إلى مراكز المسؤولية. وكل ما في الأمر أن ما يحدث يجب أن يعالج من الزاوية الممزوجة بالحكمة والبصيرة وأن يتغلب الضمير الحي على العاطفة. أخي المواطن أين ما كنت ومهما تكون لن توقف طوفان الأحداث في هذه الآونة، بل تستطيع تجنب الخسائر في الأرواح أولا وفي الاقتصاد والبنية التحتية ثانيا وهلم جرا. فأعتقد من خلال ما أتصور وأسمع من العامة في بيئتي، أن المواطن وكأن ضبابا قد أنجلى عنه وأصبح يرى الأشياء على حقيقتها نتيجة للعواصف التي تمر من هنا وهناك. إذن بالله عليك تدبر في الأمر أيها العطشان ولا تشرب شربة الحجاج، وأنت أيها الذي تملك زمام التسيير افتح حنفية الحرية على حسب مقدار الطلب حتى يشرب الجميع بالتأني، وإن لم تفعل فإن الازدحام سيؤدي لا محالة لكسر الحنفية وتفقد هذه الأخيرة وتسبب في الاحتجاج وما ينجر عنه، ويصبح المسلك محتوم ومدبر كعادته.

 

إن استمر الأمر على ما كان عليه من قبل متلبسا بثوب مغاير في اللون و من أصله القديم،  فمن صنع هذه الخطة منذ ‘سايكس بيكو’ يجعلها مدروسة بحكمة و لن يستطيع لها تطور التكنولوجيا والاتصال بشعار تفتح العالم لأنها حضرت لهذا و هي في الظاهر لن  يغلق على جزء من المعمورة ويطور ثلث العالم وتجهل ثلثي منه في آن واحد، الأكيد في الأمر أنها دائما تبقى هي صاحب المشروع المحتوم ولا بديل غيره والصديق الوفي. أما المكلف بالحنفية فهو قابل للتبديل والتغيير في كل وقت و بديله مصنوع و جاهز في الوقت المناسب. ربما هناكومن يريد أن يشرب أكثر ويستعمل الحنفية بإفراط ، فليفعل لا غبار عليه بل أحسن لأنه يساهم في تدمير بيته حتى يسهل الرجوع و الطلب من صانعي الخطة البناء من جديد لما دمر في مكانه لكي يدفع التزاماتها ويبقى محتاج إليه لأنه لا قدرة له خارجها. أما مَنْ يريد فعلا التخلص و الاستقلال،  فعليه أن يعد الزاد الوافي و تحمل المشقة و النهوض باكرا و يحسب جيدا ما مقدار حرية الشعوب.

 

التعليقات