مسلحين من طالبان في كابل
احتفلت طالبان بعيد استقلال أفغانستان بإعلانها التغلب على"غطرسة قوة الولايات المتحدة"، لكن بدأت تظهر تحديات لحكمها تتراوح بين إدارة البلاد ومواجهة معارضة مسلحة محتملة.
ويصادف اليوم الخميس عيد استقلال أفغانستان، الذي يحيي ذكرى معاهدة عام 1919 التي أنهت الحكم البريطاني في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وقالت طالبان بهذه المناسبة: "من حسن الحظ أننا نحتفل اليوم بذكرى الاستقلال عن بريطانيا. وفي الوقت نفسه، ونتيجة لمقاومتنا الجهادية، أجبرنا قوة عالمية متغطرسة أخرى هي الولايات المتحدة على الفشل والانسحاب من أراضينا المقدسة في أفغانستان".
من ماكينات الصراف الآلي التي نفدت منها النقود، إلى المخاوف بشأن الغذاء في جميع أنحاء هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة يعتمدون على الواردات، تواجه طالبان جميع تحديات الحكومة المدنية التي أطاحت بها، دون أن تحظى بمستوى المساعدات الدولية التي كانت تتمتع بها.
من جهته يحذر رئيس البنك المركزي في البلاد من أن المعروض الفعلي للدولار الأمريكي "يقترب من الصفر"، الأمر الذي من المقرر أن يؤدي إلى ارتفاع التضخم في أسعار المواد الغذائية اللازمة مع خفض قيمة العملة المحلية الأفغانية.
بدورها حذرت ماري إيلين ماكغرارتي، رئيسة برنامج الغذاء العالمي في أفغانستان، من أن "أزمة إنسانية ذات أبعاد لا تصدق تتكشف أمام أعيننا".
وأضافت ماكغرورتي إن الجفاف أدى إلى فقدان أكثر من 40 بالمائة من محصول البلاد.
وقالت ماكغرورتي: "في الواقع هذه ساعة تحتاج فيها أفغانستان للمساعدة، ونحن نحث المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني في هذا الوقت".
وفر الكثير من المواطنين من تقدم طالبان، ويعيشون الآن في الحدائق والأماكن المفتوحة في كابل.
وهناك اثنان من المعابر الحدودية الرئيسية في أفغانستان مع باكستان، وهما تورخام بالقرب من جلال أباد، وشامان بالقرب من سبين بولداك، مفتوحان الآن للتجارة عبر الحدود. وقال وزير الداخلية الباكستاني، شيخ رشيد أحمد، إن مئات الشاحنات مرت من المعبرين.
غير أن التجار لا يزالون يخشون انعدام الأمن على الطرق والارتباك بشأن الرسوم الجمركية والضغوط لزيادة أسعار سلعهم في ظل الظروف الاقتصادية.
بالمقابل لم تقدم "طالبان" حتى الآن أي خطط للحكومة التي تعتزم الحركة قيادتها، باستثناء القول إنها سوف تسترشد بالشريعة الإسلامية. لكن الضغوط مستمرة في النمو.
بينما حثت الحركة الناس على العودة إلى العمل، في حين أن معظم المسؤولين الحكوميين مختبؤون في منازلهم أو يحاولون الفرار من طالبان.
في غضون ذلك، تتحدث شخصيات المعارضة الفارة إلى وادي بنجشير في أفغانستان الآن عن إطلاق مقاومة مسلحة تحت راية تحالف الشمال، الذي تحالف مع الولايات المتحدة خلال غزو عام 2001.
وأظهرت مقاطع مصورة من وادي بنجشير، معقل ميليشيات التحالف الشمالي التي تحالفت مع الولايات المتحدة خلال غزو أفغانستان عام 2001، أظهرت على ما يبدو تجمعات شخصيات معارضة محتملة هناك. وهذه المنطقة هي المقاطعة الوحيدة التي لم تسقط بعد في يد طالبان.
وتشمل هذه الشخصيات أعضاء في الحكومة المخلوعة مثل نائب الرئيس عمرو الله صالح، الذي أكد على تويتر أنه أصبح الرئيس الشرعي للبلاد، ووزير الدفاع الجنرال بسم الله محمدي، وكذلك أحمد مسعود، نجل زعيم تحالف الشمال المقتول أحمد شاه مسعود.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست، طلب مسعود أسلحة ومساعدة لمحاربة طالبان.
وكتب يقول "أكتب اليوم من وادي بنجشير، مستعدا للسير على خطى والدي، مع المقاتلين المجاهدين المستعدين لمواجهة طالبان مرة أخرى".
وأضاف: "طالبان مشكلة ليست للشعب الأفغاني وحده. وفي ظل سيطرة طالبان، سوف تصبح أفغانستان بلا شك نقطة للإرهاب الإسلامي المتطرف، والمؤامرات ضد الديمقراطيات سوف تتوالد هنا مرة أخرى".