استمرار تورّط النظام الإيراني بدعم الميليشيا الحوثية
أعلنت السعودية مساء الأربعاء أنّها اعترضت صاروخاً بالستياً أطلقه المتمرّدون الحوثيّون من اليمن باتجاه أراضيها الجنوبية، مشيرةً إلى أنها دمّرت الصاروخ في الجوّ لكن شظاياه التي تناثرت أدّت الى إصابة 23 شخصاً بجروح طفيفة.
وقال المتحدث باسم "تحالف دعم الشرعية في اليمن" العقيد الركن تركي المالكي بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه مساء الأربعاء "رصدت قوات الدفاع الجوي للتحالف إطلاق صاروخ بالستي من قبل الميليشيا الحوثية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية من محافظة صعدة باتجاه أراضي المملكة".
وأضاف أن "الصاروخ كان باتجاه مدينة نجران، وأطلق بطريقة مُتعمّدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكّنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراض وتدمير الصاروخ، ونتج عن ذلك تناثر شظايا الصاروخ على الأحياء السكنية مما تسبّب في إصابة 23 شخصًا، جميع إصاباتهم إصابات طفيفة".
وأكد المتحدّث أنّ "هذا العمل العدائي من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران يثبت استمرار تورّط النظام الإيراني بدعم الميليشيا الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية".
وأضاف إن "إجمالي عدد الصواريخ البالستية التي أطلقتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران باتجاه المملكة العربية السعودية بلغ حتى الآن 189 صاروخًا تسبّبت في استشهاد 112 مدنيًا من المواطنين والمقيمين، وإصابة المئات منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن".
من جهتها قالت قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة للحوثيين إن الصاروخ الذي أطلق مساء الأربعاء كان يستهدف معسكرا للحرس الوطني السعودي في نجران.
وفي الأشهر الأخيرة صعّد الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم الصاروخية على السعودية التي عادة ما تقول إنها تعترض هذه الصواريخ وتدمّرها في الجوّ.
من المقرر أن تلتقي الأطراف المتحاربة في اليمن في جنيف الجمعة بعد إرجاء الموعد المحدد بالخميس بسبب تأخر وصول وفود الحوثيين، في محاولة جديدة من الأمم المتحدة لإنهاء الحرب بعد عامين من انتهاء جولة المفاوضات السابقة دون تحقيق انفراجة.
ووصل وفد الحكومة اليمنية برئاسة وزير الخارجية خالد اليماني إلى مقر الأمم المتحدة بسويسرا الأربعاء.
وأبدى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تفاؤلا على الرغم من إرجاء بداية المحادثات ، وقال للصحفيين أمس إن موافقة الطرفين على القدوم إلى جنيف، بعد عامين من عدم المحادثات، إشارة إيجابية.
وصرح غريفيث :"هذه حرب ساخنة للغاية، والكثير من الأشياء السيئة تحدث في الحروب الساخنة، لذا فإن الجلوس إلى مائدة المفاوضات والحديث مع خصمك يتطلب شجاعة كبيرة".
ونبه غريفيث إلى أن الهدف من محادثات جنيف هو إجراء مشاورات أولية تمهيدا لمفاوضات سلام حقيقية.
وأعرب الدبلوماسي الأممي عن رغبته في أن تتخذ الأطراف خطوات لبناء الثقة، مثل تبادل السجناء.
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الحكومية تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعدما تمكّن المتمرّدون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.
تسلسل زمني: المحاولات السابقة لتحقيق السلام في اليمن
اشتد الصراع في اليمن منذ مارس 2015، عندما تقدم الحوثيون المتحالفون مع إيران في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة، مما دفع المملكة العربية السعودية وحلفاءها إلى شن حملة جوية ضد تلك الجماعة الشيعية.
وفيما يلي جدول زمني لمحاولات سابقة لإحلال السلام في اليمن:
2015
19 يونيو: أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن المحادثات غير المباشرة التي عقدت في جنيف بين الأطراف المتحاربة في اليمن انتهت دون اتفاق.
28 سبتمبر: الأمم المتحدة تدعو التحالف العربي بقيادة السعودية إلى وقف الغارات الجوية على اليمن. وفي اليوم نفسه، قصف التحالف حفل زفاف في قرية غربي اليمن، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 131 شخصًا.
15ديسمبر: دخلت هدنة حيز التنفيذ في اليمن مع بدء محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة في سويسرا. وانتهت المحادثات في 20 ديسمبر دون اتفاق.
2016
6 أغسطس: انتهت المحادثات التي بدأت في الكويت في أبريل برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والمتمردين دون أي تقدم. ويأتي انهيارها بعد أسبوع من قيام المتمردين وحلفائهم في العاصمة اليمنية صنعاء بتشكيل مجلس يحكم البلاد التي مزقتها الحرب ، وهي خطوة انتقدها مبعوث الأمم المتحدة.
19 أكتوبر: سريان هدنة مؤقتة في اليمن. وضغطت الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار بعد أن أعلن التحالف بقيادة السعودية المسؤولية عن قصف قاعة عزاء أودى بحياة قرابة 140 شخصًا في صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.
2018
16 فبراير: عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدبلوماسي البريطاني السابق مارتن غريفيث وسيطا في أزمة اليمن، خلفا للدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي شغل هذا المنصب منذ أبريل 2015 .
19 يونيو: غريفيث يغادر صنعاء بعد محادثات مع قادة الحوثيين بسبب القتال بين مجموعتهم والقوات الحكومية، بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية، لميناء الحديدة الرئيسي في غرب اليمن.
3 أغسطس: أعلن غريفيث عن جولة جديدة من المحادثات اليمنية في جنيف في 6 سبتمبر. وجاء هذا الإعلان بعد لقاءات منفصلة مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي.