مزيد التقرب من إيران
قال وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، الأحد، إنّ الدوحة لن تقبل الانجرار إلى حرب مع إيران، التي وصفها بالجارة داعيا إلى الحوار معها، وإلى الحفاظ على الاتفاق النووي الذي وقّعته قبل ثلاث سنوات مع ست قوى عالمية وانسحبت منه الولايات المتحدة مؤخّرا.
ويأتي تصريح العطية كجزء من الخطاب السياسي القطري الإيجابي تجاه إيران رغم أنّها متهمة على نطاق إقليمي ودولي واسع بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار الإقليم عبر التدخّل في الشؤون الداخلية لدوله.
ويصادف التصريح أيضا مرور سنة على مقاطعة أربع دول عربية، هي السعودية والإمارات ومصر والبحرين لقطر، بسبب دعمها للتشدّد والإرهاب واحتضانها لجماعاته، ما جعلها تلجأ إلى تقوية علاقاتها مع كل من تركيا وإيران، سعيا لفكّ عزلتها.
ولم يخل كلام العطية من مفاجأة تتمثّل في حديثه عن الحرب ضدّ إيران مع أنّ هذا الخيار لا يبدو مطروحا بوضوح من أي طرف، عدا المناوشات والضربات المحدودة التي توجهّها إسرائيل إلى مواقع عسكرية إيرانية على الأراضي السورية.
وقال العطية خلال مؤتمر دولي للأمن في سنغافورة إنه رغم وجود الكثير من الاختلافات بين بلاده وطهران، فإن الدوحة “لن تشعل حربا” في المنطقة.
وتساءل “هل من الحكمة دعوة الولايات المتحدة وإسرائيل لخوض حرب مع إيران”، مؤكّدا “إيران جارة لنا”.
وتابع “إذا كان هناك طرف ثالث يحاول دفع المنطقة أو دولة معينة في المنطقة لبدء حرب مع إيران، فإن ذلك سيكون خطرا”.
وردا على سؤال عما إذا كان ممكنا استخدام القواعد الجوية الأميركية في قطر لشن غارات جوية ضد إيران، قال العطية إن بلاده ليست “محبة للحرب” داعيا إلى التفاوض والحوار.
وقال أمام منتدى “شانغري لا” الأمني “يجب أن ندعو ايران، ونضع كافة الملفات على الطاولة ونتناقش لإرساء السلام عوضا عن الحرب”.
وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة أميركية في المنطقة مع آلاف الجنود والعتاد العسكري فضلا عن مركز قيادة للعمليات. ودعا العطية أيضا إلى إعادة تفعيل الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران الموقّع في العام 2015 والذي رُفعت بموجبه العقوبات على طهران.
وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي من الاتفاق النووي مع إيران وأعاد فرض العقوبات المعلقة بموجب الاتفاق.
ويعتبر الموقف القطري من الاتفاق النووي وجها آخر لحالة الفتور بين الدوحة وواشنطن بسبب ارتياب الأخيرة في السلوكات القطرية، وعدم جدّيتها في جهود محاربة الإرهاب.