ضربة موجعة للمتمردين
وجه مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، ضربة موجعة لميليشيات الحوثي، ليس فقط لكونه الرجل الثاني في جماعة أنصارالله، ولكن لكونه اضطر إلى التواجد في جبهة الحديدة بهدف رفع معنويات الميليشيات المتمردة بمواجهة التقدم السريع لقوات “حراس الجمهورية” التي يتزعمها العميد طارق صالح وبدعم وإسناد قويين من القوات الإماراتية.
وأكدت مصادر يمنية مطلعة لـ”العرب” أن الصماد قتل، الخميس قبل الماضي، في غارة جوية في محافظة الحديدة. وقالت المصادر إن الصماد لم يشاهد منذ الحادي عشر من أبريل الجاري سوى على شاشات التلفزيون التابعة للحوثيين الذين تعمدوا إخفاء خبر مقتله حتى يتمكنوا من ترتيب صفوفهم وتحاشي حدوث أي انهيارات في صفوف مقاتليهم في جبهات الساحل الغربي التي كان الصماد في زيارة لها بهدف رفع معنويات الميليشيات المنهارة.
وعمدت الجماعة وفق المصادر على بث تسجيلات أرشيفية مصورة للصماد، يظهر في بعضها وهو يقوم بزيارات لورش تصنيع حربي وأخرى في جبهات الساحل الغربي، في محاولة للتغطية على سر اختفائه وعدم ظهوره في أي فعالية موثقة.
وبحسب المصادر فقد كان آخر ظهور حقيقي للصماد وهو يترأس اجتماعا للقيادات العسكرية والأمنية للحوثيين وتحدث في هذا الاجتماع عن تعرض جماعته لأكبر هجمة عسكرية على مختلف الجبهات.
وقال محللون إن مقتل الصماد رسالة واضحة عن أن الحوثيين يعيشون بداية انهيار، عسكريا وسياسيا، خاصة مع فتح التحالف العربي لجبهات متعددة.
وأشار المحللون إلى أن وجود الصماد في الحديدة هو تأكيد على أن العمليات التي تخوضها قوات العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتله الحوثيون في نوفمبر الماضي، وبإسناد من القوات الإماراتية قد أربكت المتمردين الحوثيين ودفعتهم إلى إرسال قياداتهم إلى الجبهة لوقف الانهيارات المتتالية.
الرجل الثاني بعد عبدالملك الحوثي
وتواصل قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح التقدم النوعي في جبهات القتال بالساحل الغربي والسيطرة على مواقع استراتيجية من قبضة ميليشيات الحوثي شرق مفرق المخا والبرح غربي محافظة تعز وسط مواجهات مع مسلحي الميليشيات.
وقد نجحت قوات حراس الجمهورية ذات الكفاءة العالية، وبسرعة قياسية، في إنهاك القدرات العسكرية للمتمردين، وكبدتهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح وذلك بإسناد كبير من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
واعتبر مراقبون سياسيون أن مقتل الصماد يعد من أكبر الخسائر التي تلقتها الجماعة الحوثية في صفوف قياداتها بعد مقتل القيادي البارز طه المداني في العام 2016 وتعمّد الحوثيين إخفاء نبأ مقتله لمدة عام كامل، وهو ما يثير الاستغراب حول سرعة إعلان الحوثيين عن مقتل الصماد ومسارعتهم بتعيين القيادي الحوثي البارز ومدير مكتب زعيم الجماعة الحوثية مهدي المشاط خلفا له.
وأسس متمردو الحوثي المدعومون من إيران، المجلس الذي ترأسه الصماد في الثامن والعشرين من يوليو 2016، في مسعى إلى تكريس الانقلاب على الحكومة الشرعية.
كما شغل الصماد منصب القائد الأعلى لعناصر ميليشيات الحوثي العسكرية التي تقاتل القوات الشرعية منذ انقلابها على السلطة في 2014 بدعم من إيران.
وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية، قد أعلن عن رصد مكافأة بقيمة عشرين مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في إلقاء القبض على الصماد، باعتباره المطلوب رقم 2 للتحالف بعد عبدالملك الحوثي زعيم المتمردين.
وولد الصماد سنة 1979 في مديرية سحار، بمحافظة صعدة معقل الحوثيين شمالي اليمن، وشارك في عدة حروب للجماعة المدعومة من إيران ضد الحكومة اليمنية.
وبمصرع الصماد، تكون طهران قد فقدت واحدا من أبرز عناصرها في اليمن، التي استخدمتها لبث القلاقل وتأزيم الأوضاع في المنطقة.