المستحيل ليس إماراتيا
سجلت الإمارات العربية المتحدة إنجازا تاريخيا جديدا، بنجاح رائد الفضاء سلطان النيادي في تحقيق أطول مهمة عربية في الفضاء، ويأتي هذا الإنجاز الكبير ليؤكد مجددا تميز الإمارات وريادتها في العالم العربي.
لاقت عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بعد أطول رحلة عربية في الفضاء أجرى خلالها مئتي مهمة بحثية، تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط في دولة الإمارات بل وفي العالم العربي.
وعبرت الإمارات ومن أعلى هرم في السلطة عن افتخارها بهذا الإنجاز التاريخي، الذي يعكس الطموحات الكبيرة للدولة الخليجية في مجال الفضاء، غداة انطلاقة برنامجها الوطني للفضاء عام 2017.
وقال معلقون إن الإنجاز المحقق يعكس رؤية القيادة الإماراتية واستثمارها في العلم والشباب والمستقبل، وقد طبع هذا الإنجاز اسم الإمارات “بأحرف من ذهب” كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
وعاد رائد الفضاء الإماراتي رفقة ثلاثة رواد آخرين صباح الاثنين إلى كوكب الأرض على متن كبسولة “دراغن” لشركة “سبايس إكس”.
سلطان النيادي عاد رفقة ثلاثة رواد آخرين صباح الاثنين إلى الأرض على متن كبسولة "دراغن" لشركة "سبايس إكس"
وكان النيادي (41 عاما) الملقّب بـ”سلطان الفضاء” غادر إلى محطة الفضاء الدولية في مطلع مارس في صاروخ “فالكون 9” من شركة “سبايس إكس”، ليصبح بذلك أول رائد فضاء عربي يغادر محطة الفضاء الدولية لنحو ست ساعات وثلاثين دقيقة.
وقال مركز محمد بن راشد للفضاء عبر منصّة “إكس” (تويتر سابقا) إن المركبة دراغن التي تحمل على متنها النيادي وزملاءه في طاقم كرو 6، “هبطت في الماء قرب فلوريدا، الولايات المتحدة الأميركية”، مرفقا المنشور بلقطات تُظهر لحظة الهبوط نقلا عن وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”.
وفريق “كرو 6” مؤلف من أربعة رواد فضاء هم النيادي والأميركيان ستيفن بون ووارن هوبرغ والروسي أندري فيدياييف.
كما أظهرت مشاهد أخرى خروج النيادي من المركبة إلى سفينة الإنقاذ ملوّحا بيده ثمّ جلوسه على كرسي متحرّك بمساعدة شخصين، تمهيدا لنقله إلى مرفق طبي للتأكد من أن وضعه الصحّي جيّد.
وكتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على منصة “إكس”:
وهنّأ رئيس الوزراء الإماراتي حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر منصة “إكس” شعب الإمارات بعودة النيادي سالما قائلا:
وأصبح النيادي رابع رائد فضاء متحدر من دولة عربية، وثاني إماراتي يشارك في مهمة فضائية بعد هزاع المنصوري الذي أمضى ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019.
ولاقى إنجاز النيادي احتفاء كبيرا من قبل الإماراتيين والعرب على مواقع التواصل التي ضجت بصور “البطل العائد”.
ورغم دخولها حديثا عالم استكشاف الفضاء، تحقّق الدولة الخليجية الثرية خطوات متسارعة في هذا المجال. ففي فبراير 2021، دخل مسبار “الأمل” الإماراتي مدار كوكب المريخ لتصبح الإمارات أول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر.
وأعلنت الإمارات العام الماضي عن تأسيس صندوق إستراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء، بثلاثة مليارات درهم يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها، وبما يتواءم مع توجه الدولة لإيجاد حلول بديلة ومبتكرة، لتمويل المشاريع وتنمية القطاع بمشاركة القطاع الخاص.
كما أطلقت الدولة الخليجية أول منطقة فضاء اقتصادية في مدينة “مصدر” لإقامة منظومة أعمال متكاملة، لدعم الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبناء القدرات الوطنية في مجال الفضاء والمساهمة في النمو الاقتصادي على مدى الخمسين المقبلة.
ويضع برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية إطارا مستداما وفعالا لتيسير الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، وبناء بيئة عمل جذابة ومتكاملة للشركات المحلية والعالمية، ودعم نمو تقنيات وخدمات الفضاء الوطنية، وتحفيز الابتكار، واعتماد التقنيات المتقدمة، ودعم إنشاء الشركات الناشئة المحلية، وتسريع نموها.
وخلال ترؤسه الاثنين، لاجتماع مجلس الوزراء في قصر الوطن بأبوظبي، أكد الشيخ محمد بن راشد استمرار دولة الإمارات في إستراتيجيتها الطموحة لقطاع تكنولوجيا الفضاء.. واستمراريتها في تأهيل وإرسال المزيد من رواد الفضاء لمحطة الفضاء الدولية.
وقال رئيس الوزراء الإماراتي حاكم إمارة دبي إن “سلطان النيادي هو نموذج وقدوة للملايين من الشباب في دولة الإمارات وفي منطقتنا العربية للوصول إلى أعلى المراتب عالميا.. وقادمنا العلمي في مجال الفضاء سيكون أعظم وأفضل بإذن الله”.