الطرق المؤدية الى معبر باب الهوى تضررت جراء الزلزال
الزلزال المروع يطرح تساؤلات بشان كيفية تعاطي الغرب مع النظام السوري في مثل هذه الأحداث الإنسانية والتي تتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذ المدنيين في المناطق المنكوبة.
طالبت الأمم المتحدة الأربعاء "بوضع السياسة جانباً" وتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في شمال غرب سوريا، وفق ما قال مسؤول أممي بارز بينما تحدثت بعض المصادر ان قافلة مساعدات دخلت بالفعل الى المناطق المتضررة شمال سوريا من خلال معبر الهوى لاول مرة منذ الزلزال، فيما أثار الحادث المروع تساؤلات بشان كيفية تعاطي الغرب مع النظام السوري في مثل هذه الإحداث الإنسانية والتي تتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذ المدنيين في المناطق المنكوبة.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح "ندائي هو.. ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني"، مشدداً على أنه "لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر".
واضاف "نحتاج لإمكانية الوصول الكامل والى الدعم للوصول" إلى شمال غرب سوريا، في إشارة إلى مناطق تحت سيطرة فصائل جهادية ومعارضة في إدلب ومحيطها، تضررت بشدة جراء الزلزال الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا المجاورة.
وأكدت تركيا الخميس أنها تعمل على فتح معبرين حدوديين مع سوريا للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جارتها.
وهناك معبر حدودي واحد فقط مفتوح في محافظة هاتاي، جنوب تركيا، ومخصص للمساعدات الحيوية للمناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بموجب قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لصحافيين مساء الأربعاء "بعض الطرق تضررت على الجانب السوري من الحدود. تواجه مساعداتنا والمساعدات الدولية صعوبة في العبور بسبب الدمار".وقال "لذلك نعمل على فتح معبرين آخرين".
وأضاف "نهدف أيضاً لأسباب إنسانية إلى فتح معابر حدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة" في دمشق.
وكانت الولايات المتحدة عبرت عن استعدادها لإرسال مساعدات إلى شمال غرب سوريا لكن دون المرور عبر نظام الرئيس بشار الأسد فيما وجهت دمشق طلبا رسميا للاتحاد الأوروبي لمساعدتها على مواجهة الكارثة الطبيعية وإنقاذ من هم تحت أنقاض البنايات المدمرة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الخميس إن النهج السياسي الذي تتبعه بلاده تجاه الحكومة السورية لن يتغير مضيفا أن المساعدات المقدمة لسوريا بعد الزلزال المدمر ستكون عبر المنظمات غير الحكومية وآلية الأمم المتحدة.
وأضاف فرانسوا ديلما في إفادة مقتضبة للصحفيين "نهجنا السياسي لم يتغير ونعمل لصالح الشعب السوري بخلاف بشار الأسد" في إشارة للرئيس السوري.
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار عن مجلس الأمن. لكن الطرق المؤدية الى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما يؤثر مؤقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.
وتسبّب الزلزال المدمر بمقتل أكثر من 17 ألف شخص في البلدين، بينهم اكثر من 3 الاف شخصاً في سوريا، في حصيلة غير نهائية حتى مساء الأربعاء.
ولم يتم إرسال مساعدات من داخل سوريا منذ نحو ثلاثة أسابيع، وفق المسؤول الذي حذّر من أن مخزون الأمم المتحدة يكفي لإطعام مئة ألف شخص لمدة أسبوع واحد.
وتابع "بمجرّد نضوبها، نحتاج إلى تجديدها وهذا هو ندائي، ليس لدينا متسع من الوقت للتحدّث في السياسة أو التفاوض".
وقال "الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار في شمال غرب البلاد هائل أيضاً وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه".
وشدد على "أننا نحتاج دعم الأطراف المعنية لتسهيل الوصول سواء إلى شمال غرب سوريا أو إلى بقية أنحاء البلاد لأنهم هناك يعانون أيضاً، مؤكداً أنه "لا يمكن تجاهل" احتياجاتهم.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن نقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا من خلال المنفذ الوحيد الذي يُسمح باستخدامه، تأثر جراء الزلزال الذي ضرب البلدين.
غير أن منسق الأمم المتحدة الإقليمي لسوريا قال الأربعاء إنه يأمل في استئناف نقل المساعدات غدا.
وبالفعل قال مسؤول في معبر حدودي إن قافلة تابعة للأمم المتحدة وتحمل مساعدات إنسانية دخلت سوريا اليوم الخميس من معبر باب الهوى مع تركيا لأول مرة منذ الزلزال المدمر.
وقبل ذلك قال مصدران في مجال المساعدات ان قافلة تحوي ست شاحنات تنتظر العبور للوصول الى شمال غرب سوريا فيما ذكر مسؤول تركي أن معبر باب الهوى الحدودي مفتوح أمام المساعدات الإنسانية وأن السلطات ستفتح عددا قليلا آخر من المعابر بعد يومين إذا كان الوضع الأمني جيدا.
وقال مهنّد هادي منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية "لحسن الحظ نسمع اليوم أن الطريق تفتح، ونأمل أن تكون لدينا إمكانية للوصول إلى الحدود" مضيفا أن الأمم المتحدة تتعاون مع السلطات التركية.
وأوضح في مؤتمر صحافي "نأمل أن نكون قادرين غدا على تسليم شيء ما ونعبر الحدود" مشيرا إلى أن الشاحنات جاهزة للمغادرة في حال الضرورة.
لكنه حذر من بعض الغموض بشأن الطريق في الجانب السوري مشيرا إلى معلومات "يصعب التحقق منها".
وأودى النزاع السوري منذ 2011 بنحو نصف مليون شخص وأجبر قرابة نصف السكان على مغادرة منازلهم ما اضطر العديد منهم إلى التوجه إلى تركيا.
وحتى قبل زلزال الإثنين كانت غالبية السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وراكمت الكارثة الأخيرة مأساة فوق الأخرى.وقال بن المليح "إنها أزمة فوق أزمة".
وأضاف "ليس هناك معدات كافية للبحث والإنقاذ، ليس هناك معدات طبية كافية، ولا أدوية كافية".