في الساعاتِ الأولى منْ صباحِ اليومِ الإثنينَ استيقظَ سكانُ تركيا على زلزالٍ قويٍ تابعتْ الهزةُ الأرضيةُ عبرَ التواصلِ المباشرِ في دمشقَ وإسطنبول . قالَ شهودُ عيانِ إنَ الهزةَ جاءتْ ومعظمِ الناسِ ما زالوا في الفراشِ .
وقدْ هرعوا إلى الشوارعِ بملابسِ النومِ في حالاتٍ منْ الذعرِ والخوفِ منْ شدةِ قوةِ الزلزالِ الذي بلغَ قوتهُ / 7,9 درجاتٍ بمقياسِ رخترَ وتقعُ مدينةُ كهرمانْ جنوبِ تركيا ، وهيَ مناطقُ معروفةٌ تدخل في حزامِ الزلازلِ وتعرفَ في علمِ الجيولوجيا وجغرافيةِ السطحِ " جيومورفولوجيا " مناطقَ غيرَ مستقرةٍ حيثُ يحدثُ بها حركاتٌ تكتونيةٌ . نتيجةُ عدمِ استقرارِ طبقةِ القشرةِ الأرضيةِ طبقةَ " السيالِ والسيمى " حيثُ تقعُ تركيا في منطقةٍ تشهدُ نشاطا زلزاليا هوَ منْ بينِ الأعلى في العالمِ . وكانَ قوةَ الزلزالِ قويا حيثُ شعرَ بهِ سكانُ《 قبرص ولبنانَ وسوريا والأردنِ والعراقِ ومصرَ》 ،
مما أدى إلى انهيارِ مباني وخروجِ السكانِ إلى الشوارعِ المغطاةِ بالثلوجِ . حيثُ تتعرضُ تركيا منذُ يومينِ لطقسِ سيءٍ . قالَ المركزُ الألمانيُ لأبحاثِ علومِ الأرضِ إنَ مركزَ الزلزالِ وقعَ على عمقِ "10 كيلومتراتِ قربِ مدينةِ " كهرمانْ مرعشْ " وصرحتْ وكالة"ُ رويترز" : ؛ في شرقِ تركيا عنْ شهودِ عيانٍ أنَ الزلزالَ استمرَ حواليْ دقيقةٍ وحطمَ نوافذَ البناياتِ شرقَ تركيا والتي تبعدُ عنْ مركزِ الزلزالِ أكثرَ منْ 300 كمٍ ، وبعدٌ ساعةٍ حدثَ هزةً ارتداديةً جديدةً في القامشلي وشانلي أورفا التركيةَ وهيَ معروفةٌ دائما توابعَ الزلزالِ وأحيانا يتبعها انزلاقا أرضيا أوْ هبوطا في القشرةِ الأرضيةِ . حسبَ تفاعلِ الحركاتِ التكتونيةِ في القشرةِ الأرضيةِ وقوةُ الزلزالِ ؛
وقدْ شهدتْ تركيا في السنواتِ الماضيةِ نشاطا لزلازلَ ولكنْ كانَ أقلَ منْ زلزالٍ كهرمانا ففي أواخرِ شهرِ نوفمبرَ منْ العامِ الماضي ضربَ زلزالٌ بقوةِ 6.1 درجاتِ شمالِ غربِ تركياٍ أوقعِ حواليْ خمسينَ جريحا ومتسببا بأضرارِ محدودةٍ ، وفي عامِ 2020 ضربَ زلزالٌ بقوةٍ / 6,7 مناطق ألازيغْ مما أسفرَ عنْ مقتلِ أكثرَ منْ 40 شخصا . في شهرِ ينايرَ وفي أكتوبرَ منْ العامِ نفسهِ ، ضربَ زلزالٌ بقوةِ " 7 درجاتِ " بحرِ إيجهْ ، مما أسفرَ عنْ مقتلِ 114 شخصا وإصابةُ أكثرَ منْ ألفٍ آخرينِ بجروحٍ . الزلزالُ تسببَ بوفياتٍ في سوريا وتركيا وهذهِ الحصيلةُ الأوليةُ التي أعلنتْ منْ قبلِ السلطاتِ التركيةِ والسوريةِ ؛ حسبَ ما جاءَ في سكايْ نيوزْ عربيةً ارتفعتْ حصيلةَ قتلى الزلزالِ العنيفِ الذي ضربَ جنوبَ شرقِ تركيا ، الإثنينُ ، إلى 912 قتيلاً و 5385 جريحا على الأقلِ ، وفقا لبياناتِ نشرها الرئيسِ التركيِ رجبْ طيبْ أردوغانْ . وأشارَ إلى انهيارِ 2818 مبنى ، ما يثيرُ مخاوفَ منْ ارتفاعِ حصيلةِ القتلى ، في الوقتِ الذي سقطَ فيهِ مئاتُ القتلى في سوريا المجاورةِ . وأفادَ نائبُ الرئيسِ فؤادْ أقطايْ بأنَ أكثرَ منْ ألفِ مبنى انهارَ بالكاملِ ما قدْ يرفعُ الحصيلةَ بشكلٍ كبيرٍ .
وفي إجراءِ احترازيٍ ، قطعُ الغازِ عنْ المنطقةِ بكاملها بسببِ هزاتٍ ارتداديةٍ وخشيةِ منْ وقوعِ انفجارٍ . وأوضحَ أقطايْ أنَ 3 على الأقلِ منْ مطاراتِ المنطقةِ وهيَ هاتايْ وكهرمانُ مرعشْ وغازيّ عنتابْ أغلقتْ . كما أفادتْ وكالةً " فرانسْ برسْ " بأنَ الثلوجَ وسوءَ الأحوالِ الجويةِ ، التي تضربُ المنطقةُ تمنعُ حركةَ الملاحةِ الجويةِ في مطاراتِ عدةٍ أخرى منْ بينها ديارْ بكرْ . وأشارتْ معلوماتٌ مفصلةٌ وفرها نائبُ الرئيسِ إلى سقوطِ 70 قتيلاً و 200 جريحِ وانهيارِ 300 مبنى في كهرمانْ مرعشْ في قلبِ الأناضولِ . في غازي عنتابْ القريبةَ منْ الحدودِ السوريةِ وصلتْ الحصيلةُ إلى 80 قتيلاً و 600 جريحٍ معَ انهيارِ حواليْ 600 مبنى . بخلافِ حصيلةِ المدنِ الأخرى التي ما زالتْ الأرقامُ متضاربةً في سوريا ! ! !
" محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ "
كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ " " "