فرصة تمكن الدول النامية

السبت 01 أكتوبر 2022 6:32 م

إن السرعة التي يعيشها العالم حاليا نتيجة الطموح البشري المفرط في المزيد من التطلع و الاكتشاف من جهة و التحكم في التسيير بالسيطرة من طرف حكام العالم الغربي اتجاه الدول و الشعوب الأخرى من أجل استغلالها من جهة أحرى  لم تسمح لكثير من دول العالم الثالث مسايرة الوتيرة ولا التحكم في التوازن نظرا لهشاشتها و ضعفها أمام التحديات المفروضة عليها بالمساومات و تراكم الديون المترتبة عليها و خضوع حكامها المتواطئين على حساب شعوبهم إضافة إلى عامل الجهل لمعظم شعوبها و عدم تمكنها من الخروج من الضباب المسلط عليها من طرف البرامج المنجزة من المخابر المعدة له و التشويش الإعلامي المصطنع بوسائل و معدات مسخرة لهذا الغرض.

 

الكل وقف أمام الأحداث الجارية في المعمورة مبهورا في صور المِكر و المِفر بين مَنْ يمسك مقود السفينة و بين مَنْ يريد نزعه منه. فأصبح ركابها منقسمون، فمنهم الموجودون بقرب من مركز القيادة ففئة تريد إبقاء الوضع على حاله بشتى الطرق و فئة تريد تغيير الاتجاه و الباقي ينتظر ما ينتج عن هذا الصراع و أين يكون مصير اتجاهها يا ترى.  أولئك الذين هم على السطح  يرون بصيص مما يدور حولهم و بجانبهم و يحضرون على الأقل ماذا تسفر عليه المعركة  في هذا الظرف.  اما الذين هم في أسفل السفينة يمثلون أصحاب الكهف لا يدركون من الأمر شيئا و لا لهم القدرة و لا الرؤية الحقيقة.

هته الفئة المستضعفة بالذات التي لا حول و لا قوة لها تستطيع الخروج إلى السطح ما دام كما يقول المثل (الاناس لاهية بالناس و القط لاهي برأس) بواسطة استعمال طرق و مناهج مناسبة للوضع تساعدهم في التخلص من المحيط المفروض عليهم بالحلول الممكنة التي تواكب المرحلة و تساعد بالاستعمال بأخذ الزمان و المكان والمبررات و المسببات.

01- من بين العوامل التي يجب المبادرة بها

- العامل الأول - فتح الإعلام المحلي والخارجي أكان إيجابي أو سلبي حتى يجعل الفرد في المجتمع يقارن بنفسه و يقنع و يتأكد و يتلقى المعلومات أكانت من مصادر دولته أو مزيفة من غيرها و يقارنها من خلال تحليله الشخصي على بلده مما تزيده معرفة مكان وطنه بين الدول و وعيه كمواطن فيه من حيث مكوناته و قدراته الاقتصادية و العلمية و الثقافية.  و من ثم يستطيع التكلم بمقدار و قدرة ما يثبت وجوده و مكانته في هذا المحيط الجديد (طبعا بمعالجة كل احتراق و انحراف بحكمة أمنية).

- العامل الثاني - توطيد وجود توافق إن لم أقل انسجام في لتأنس بين الجيش و الشعب، هذه الظاهرة التي كانت مفقودة في جل الدول المسيطر عليها وجيش تابع للحكام من أجل قهر الشعوب. هذا يفقد من القدرة و التحكم و زرع نوع من الخوف في صفوف الوجود الأجنبي و يزيد في تجنيد الجماهير و يخلق صلابة في مكانة الدولة.

- العامل الثالث - معالجة التجاوزات بطريقة تدريجية والإبعاد على خطاب الكراهية و التفرقة و إبداله بالشرح الوافي و الصادق لبناء الدولة لا السلطة من خلال عمليات ميدانية منصفة تمس كل المجتمع و خاصة الفئة الهشة.

- العامل الرابع - اعتماد سياسة توضح التباعد في المعاملة مع الدولة التي غير مرغوب فيها أو وجودها في البلاد على ضوء القانون الدولي و المطالبة بإعادة النظر في العلاقات معها على أساس شريك.

- العامل الخامس - الشروع في ضرورية العمل الاقتصادي الذي يعود بالفائدة على الشعب مباشرة بالتركيز على المكونات الموجودة في الوطن و المفيدة للمواطن (زراعة - صناعة - )

- العامل السادس - تعزيز القدرات الأمنية وتشجيع الحس المدني بالكلام الصادق و المفيد باللغة التي يفهمها عامة الشعب لعزيز صلابة الدولة و الالتفاف حولها و حمايتها و المدافعة عنها.

- العامل السابع - الترحيب بكل مبادرة و إقحام المخلصين الوطنيين و جعل بطانة حكيمة تتمتع برؤية كاملة و صادقة لفائدة البلاد و العباد بأسلوب جذاب و في بعض الأحيان السكوت أو تأجيل من بعض المواضيع الحساسة.

- العامل الثامن - المقاومة و الصبر كصبر أيوب للخروج من المنعرج شيئا فشيئا و تحمل الضربات الآتية من المعارضة الداخلية و الخارجية من طرف كل المجتمع. (يجب السير بحذر داخل ألْغام سياسية حتى نقترب من الحل) أي إفلات أو تسرب سيمحى كل العوامل السابقة. 

 

02- من بين العوامل التي تساعد على الخروج

-العامل الأول - الوضعية التي يسير بها العالم بالخطة أو البرنامج الذي تم تحضير تنفيذه في اختيار الزمان و المكان على ضوء من مستجدات ومن ظروف جاءت بفرصة سامحة من المسببات في البدء في معالجة التعفن و الغطرسة و الهيمنة و في ازدياد الضعيف ضعفا و الغني غناء و السيطرة على ثروات الدول بالقوى حتى وصل الحال في تفكير التغيير في نمط صيرورة الطبيعة في حد ذاتها  من بشرية و كون على حساب الدول التي لم تستجيب و لا تنصاع. كل هذا ولع بنزاع و أزمة  بأوكرانية بقيادة روسيا في زعزعة قطب القوة الأحادي. فأفزع بعض مَنْ كان لم ينتهي من مكيدة حتى تأتيه الأخرى لتضعفه و بدء يكشف حقيقة الغرب و أسلوب تسلطه.

 

-العامل الثاني - ربح الوقت الثمين في تصفية الحسابات في القضايا الشائكة مع الدول التي بدئت في الخطاب اللين والممزوج بالتنازلات الخفية تماشيا مع المرحلة.

 

-العامل الثالث  المساهمة والمساعدة في معالجة بئر التوتر التي دبرت على حساب الدول الضعيفة من قبل و اليوم بدئت يفقد الغرب توازنه فيها و لعل الجمعية العامة ال77 للأمم المتحدة أعطت بعض المؤشرات و التلميحات في هذا الموضوع و اللقاءات الإقليمية و الجهوية و القارية كمجموعة بريكس و جامعة الدول العربية و دول عدم الإنحياز.  ففرصة ثمينة وكبيرة  بإمكان استعمالها على حسب قدرات الدول و إمكانياتها و حنكتها و الظرفها.

 

ما يمكن الختام به في تصوري  إن حنكة المبادرين في البرنامج الساري المفعول جعل كل الدول حاكمة أو محكوم فيها و بشعوبها تراجع حساباتها و تصرفها و إن كل ما كان مبني بواسطة  الشعارات المزيفة و الديمقراطية الصورية أزيح عنه الستار. ما تبقى على أهل التدبير أن ينتهز الفرصة مع شعوبهم و أجاد مكان يناسبها و بناسب إمكاناتها الطبيعية و استقرار شعبها و التقرب من رؤيا الدول الثابتة و الصادقة في سياستها و سعي في المساهمة في بناء الكتلة المناسبة لسياستها و لم شمل التصدعات  في داخلها و خارجها  و إزاحة ما كان مفتعل  من طرف  المستعمر المباشر و غير المباشر لنهب خيراتها و جعل الحكام في جهة و الجيش في جهة و الشعب طوائف من أجل مهد الطريق لعدم استقرارها لتنفيذ برامجها المسطرة. إن الدول المسيطرة منذ 1945 الى يومنا جعلت في كل مرة المحاولة صعبة في حل المعادلة حتى تكاد تكون مجهولة الحل. هل جاء الحل في هذه المرة ؟.

 

 

التعليقات