يقول أبرهام لينكولن الرئيس السادس للولايات المتحدة الأمريكية "خير لك أن تظل صامتا ويظن الآخرون أنك أبله، من أن تتكلم فتؤكد تلك الظنون"، ويُقال أيضًا في منهاج العُرف أن من المروءة أن تقول لمن أحسن أحسنت كما تقول لمن أساء أسأت.
ولأن في مجتمعنا نضع ذلك في تعريف المعارضة البناءة للفصل بينها وبين تلك من تتخذ من المعارضة ستارًا لتنفيذ مخططاتها وسعيًا نحو الوصول إلى أهدافها الخبيثة التي لطالما كنت تتحرك كخفافيش الظلام.
هذا كله واضح وضوح الشمس ولا غبار عليه، لكن دعونا نتفق في هذا الشأن أولًا قبل أي حديث، بأن العدو الواضح لا يُعادل تلك الخطورة التي يمثلها الصديق الأبله، الذي يظن خطأ بأنه يساند ويدعم ويعلو صوته ليثبت حبه لك، دون أن يدري أن صوته العالي ليست تعبيرًا عن هذا الحب بقدر الأذى الذي يتسبب فيه.
هذا ما يحدث في الآونة الأخيرة صورة بالكربون، ليس فقط من المحبين أو من يُطلقون على أنفسهم المؤيدون والداعمون للدولة والمشروع الوطني وممن يطلقون على أنفسهم بالمعارضة البناءة التي ترفع شعار الآن "نقول أحسن لمن أحسنت" بالإشارة لحملات الإشادة الواسعة لما يحدث على أرض الواقع دون أن تفهم حتى مع امتلاكها الأدلة والبراهين لذلك.
في الأسبوع الأول من أبريل الجاري 2022، كان حادث اغتيال قمس الإسكندرية أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس، وقبل صدور نتائج التحقيقات انهالت عبارات الشجب والتنديد والمناداة بضرورة التصدي للإرهـ.ـاب وأن الدولة قادرة على دحر الشر من جذوره، وغفلوا بأن ذلك بمثابة رسالة للعالم بأن الوطن مازال يعاني ويلات الإرهـ.ـاب الأسود دون سند أو دليل واحد منطقي أو عقلاني يؤكد ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه مصر بأنها تجاوزت هذه المرحلة وبدأت حتى تجني ثمار عملية البناء والتنمية التي شرعت فيها بعد انتصارها على جماعات الشر.
بهذا الحديث الأبله الذي اعتقد أهله بأنهم يساندون به وطنهم ودولتهم كادوا أن يكونوا سببًا في الأذى بعد أن كانت الرسالة الواضحة من حديثهم بأن في مصر مازال هناك إرهـ.ـاب دون أمان واستقرار بشهادة أهلها دون دراية منهم.
إن معركة الوعي يجب أن تشمل أن يكون هناك لكل مقام مقال، وليست كل مساندة شجب وتنديد وصراخ وصوت عالٍ، استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله، ودون إطالة فالخلاصة تقول: "في الصمت خير كثير غالبًا".