رسالة قديروف إلى بوتين
قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أمس السبت، إن رمضان قديروف، حليف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعا إلى شن حرب خاطفة من الوحشية في أوكرانيا لفرض الاستسلام “في غضون يوم أو يومين”.
رسالة قديروف إلى بوتين
وذكرت أن، رمضان قديروف، زعيم الشيشان الحاصل على رتبة لواء في الحرس الوطني الروسي والذي تنتشر قواته في أوكرانيا، بوتين لقصف أوكرانيا بوحشية وإجبارها على الاستسلام لتجنيب الروس المزيد من الخسائر.
ووجّه قديروف خطابه في رسالة صوتية إلى بوتين قائلاً: “أغمض عينيك عن كل شيء، واسمح لنا بإنهاء كل شيء”.
وأشار قديروف، الذي يعتبر طفل بوتين المدلل، إلى إن التكتيكات العسكرية الروسية الحالية ضعيفة للغاية.
وأكد: “لقد قلت عدّة مرات إنني رجل متواضع، وإنني مستعد للتضحية بحياتي من أجلك”.
وتابع: “لكن لا يمكنني الاستمرار في النظر إلى مقاتلي الشيشان، ومقاتلينا الروس، الذين يموتون، وقوات وزارة الدفاع والحرس الوطني وغيرهم”.
وأضاف: “أطلب منك بشدة أن تغلق عينيك على كل شيء، وتسمح لنا بإنهاء كل شيء في غضون يوم أو يومين”، موضحاً : “هذا فقط سينقذ دولتنا وشعبنا ، هذا هو إيماني القوي.”
وطلب من بوتين التخلي عن المفاوضات “غير المجدية”، قائلاً: “كل هذه المفاوضات لا طائل من ورائها، فكلما طال انتظارنا زادت العقوبات التي تنتج عنها”.
وتابع “أنا متأكد من أنك ستتخذ القرار الصحيح والنظام للسيطرة على أوكرانيا بالكامل، وتدمير هؤلاء الشياطين، سيقف شعب أوكرانيا إلى جانبنا ضد هؤلاء الشياطين”.
رسالة قديروف تفضح عجز روسيا
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن، دعوته العلنية هي علامة واضحة على الإحباط في روسيا بسبب الفشل في الاستيلاء على كييف وخاركيف بسرعة، وسوف يُنظر إليها على أنها اعتراف بأن قوات الكرملين قد توقفت عن التقدم.
أفادت الأنباء أنه تم بالفعل إحباط مقاتلين شيشانيين تابعين لقديروف أثناء سعيهم لاغتيال الزعيم الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وكان قديروف، حليف بوتين، قال في وقت سابق إنه تم نشر وحدات شيشانية في أوكرانيا، وإن القوات الروسية يمكنها بسهولة السيطرة على المدن الأوكرانية الكبيرة بما في ذلك العاصمة.
سياسة الأرض المحروقة
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، تقريراً يربط بين ما يحدث في بعض المدن الأوكرانية بما حدث في مدينة حلب السورية.
وذكرت أنه بالرغم من أن الضربات استهدفت المنازل والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء أوكرانيا، إلا أن سكان بلدة شاستيا الصغيرة وفولنوفاكيا المجاورة يقولون إن وابل القصف والهجمات الصاروخية والغارات الجوية منذ بداية الحرب دمر كل المباني بشكل شامل.
ووفقا للتقرير، تم رفع العلم الروسي فوق أنقاض شاستيا، حيث قال النائب المحلي عن البلدة، دميترو لوبينيتس، إن الهجوم في فولنوفاكيا لا يزال شديداً لدرجة أن الجثث لم تُجمع بعد.
وما تظهره القوات الروسية في هذه البلدات الصغيرة هو أنها مستعدة لترك الأرض قاحلة خلفها، وهو ما يعرف باستراتيجية الأرض المحروقة، كما فعلت في غروزني بالشيشان، أو جنباً إلى جنب مع النظام السوري في مدينة حلب القديمة، حيث دمرت كل شيء.
ومنذ التدخل العسكري الروسي في سوريا في 2015، ساعدت موسكو النظام السوري في استعادة السيطرة على كثير من الأراضي في البلاد، لكن بتكلفة باهظة للمدنيين.
واتهمت العديد من الجماعات الحقوقية والهيئات الدولية قوات النظام السوري وحلفائه الروس باستهداف المدنيين السوريين والمنشآت المدنية، وهو ما يثير المخاوف من تكرار نفس الشيء في الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشدد التقرير على أن مهاجمة المدنيين، والبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي، ولكنها سياسة فعالة في كسر معنويات السكان المقاومين.