ظاهرة الانقلابات العسكرية على الحكام في دول القارة الإفريقية و بعض الدول في العالم، تقع من حين إلى أخر نتيجة لظروف معينة تبرز في المجتمعات بعد التفطن والوعي نظرا لما هو مسلط عليهم من ظلم و حرمان و نهم من خيراتهم التي هم محرومون منها و مستغلة من طرف غيرهم و ما يمارس عليهم من بطش و من استغلال من المستعمر المستتر بواسطة حكامهم .
و تحدث هذه الظاهرة عند ما يصبح الوضع سيئ بالبلاد و تتذمر منه كل الأمة و يعم التنافر فيصبح المشرفون على الدفاع على الحكام يساندون شعوبهم و من ثم يهش وضع التسيير و ينقص المؤيدون للحاكم و يزداد المعارضون. و بهذه الطريقة في الغالب يفرض الانقلاب نفسه على العسكري و المدني.
فهذا المدني أي الشعوب لا يستطيع اختيار الحاكم فهو مفروض عليه من الغير و لا يدلي برأيه أو لا يعطى له رأي في الحقيقة و ليس له إمكانية التجمهر فتقهر طموح الكل من المدني و العسكري في التغيير و لكن من له القوة يكون أقرب فكأنه يوقع تحالف تلقائي بين الطرفين للخروج من الوضعية المفروضة عليهم بأي وسيلة كانت و لهذا ترى الشعوب في بعض الدول يؤيدون العسكري و يثمنون طريقة الاستحواذ على الحكم.
في حقيقة الأمر هذه الظاهرة توحي بالصحة لأنها ستؤدي لا محال يوما إلى ديمقراطية تشاركية تجعل الشعب يكون مصدر السلطة و أيضا تجعل السلطة المؤقتة من العسكريين تلجأ إلى مشاركة الشعب خوفا من عزلها دوليا و رفض المعاملة معها.