نسمة بحر عين إبراهيم

الجمعة 06 أغسطس 2021 12:45 م

يقال أن النظر في البحر آية و تدبر و تأمل،  ففي الجلوس وحيدا على شاطئه يراجع المرء تارة بعض أموره و شؤونه، فتجد صديقا حاضرا خفية يتكلم معك وكأنه يخاطبك بالتي هي أحسن و يخطط لك و يشاركك في حل مشاكلك. فمن خلال أمواجه و سكونه و مده و جزره و صوته الهادي تجلب الحكمة و التأمل في إعادة النظر في جزء من حياة بعض البشر. إنه الصديق الذي يكتم  السر و يساعد بدون مقابل و الوفي الأبدي و الحاضر دائما عند الشدة يريد مصاحبتك في الصبح الباكر و الناس نيام ليتنفس معك الضحى و في العشي ليرخي سدوله بالتأمل و التدبر، يهمس عليك بصوت عذب لتهدئة نفوس و إستيعاب الأمور و التوضيح لحل المشاكل.

 إنها لحظات من ذهب يعيشها الإنسان منفردا و لكنه في الحقيقة برفقة مدبر مستتر حكيم يملي نصائحه بدون مقابل و لا جزاء، هناك من البشر مَنْ يفهم كلامه و يفسر توجهاته و يأخذ به و يصادقه. و هناك مًنْ لم يعرف مغزاه و يراه جرعة ماء فقط لا غير يتمتع بها في الصيف. يعشق مصاحبته أهل الفكر و الحكمة فيبادلهم أسراره و يصاهرهم بالإلهام و التدبر في مسيرتهم  و يظهر لهم أن الحياة ما هي إلا لهو و لعب و غرور و ينبههم منها،  يقول المغني الشهير محمد الباجي رحمه الله " يا البحر الغامق ماذا أديت (أخذتَ) رجال و نسوان شابات و شبان صبيات و صبيان ".   

فالتفكير في خلق الله خير من العبادة و معرفة وجود الإنسان و مهمته لأجل نجاته يقول حكيم " الدنْيا سَاعَة دِيرْ فِيها الطَّاعَة - و النَفْسُ الطَمَّاعَة عَلَّمْهَا القَنَاعَة".   

 

 

 

التعليقات