من فوق ركام أحد المنازل المهدّمة
وجّه شُبان من قطاع غزة، الأربعاء، رسائل الحياة والسلام عبر "نفخ النار" من أفواههم، من فوق ركام المنازل المدمرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير شمالي غزة.
ومن فوق ركام أحد المنازل المهدّمة في بيت لاهيا شمالي غزة، يملأ الشبان أفواههم بالبنزين، وينفخون بها على ولّاعات لتُحدث نيراناً، في ألعاب بهلوانية، كما يقولون.
وقال الشاب أحمد أبو حصيرة، إنهم يُتقنون ألعاباً بهلوانية، أتوا لممارستها من فوق المنازل المدمرة بفعل القصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير.
وأضاف أبو حصيرة في حديث للأناضول، إنهم أرادوا توصيل رسائل الحياة والسلام من قطاع غزة إلى العالم، من قلب مشاهد والدمار.
وقال: "نريد لفت أنظار العالم إلى العدوان الذي حل بنا وحجم الدمار الذي طال غزة، عبر تقديم موهبتنا في الألعاب البهلوانية".
وتابع: "هذه النار الصغيرة التي نخرجها من أفواهنا لا تساوي شيئاً أمام حجم النيران وُجّهت إلى غزة في العدوان الإسرائيلي الشديد، والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الآمنين".
ولفت أبو حصيرة إلى أنهم "مُحبّون للسلام والحياة، ولكن إسرائيل تعتدي علينا، وتعمل على تدمير الحياة في غزة".
وختم بالقول: "نحن صناع حياة ولسنا صناع دمار.. لكن هناك دولة محتلة (إسرائيل) معتدية على الفلسطينيين، وهذا الدمار جزء من آثار اعتداءاتها".
والجمعة الماضية، بدأ وقف لإطلاق نار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، بوساطة مصرية، بعد عدوان عسكري إسرائيلي استمر 11 يوماً على القطاع، الذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني.
وأسفر العدوان على غزة عن تضرر 1800 وحدة سكنية وتدمير 184 برجاً ومنزلاً، وعدد من المصانع والمرافق الاقتصادية، وفق بيانات رسمية.