أمر محرج واستسلام خطير
بدأت أول ردود الفعل الغاضبة داخل إسرائيل، من رضوخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقبوله وقف إطلاق النار على غزة، وذلك بعد أن ندد نواب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الخميس 20 مايو/أيار 2021، بقرار تل أبيب، معتبرين ذلك "محرجاً للغاية".
وبعد 11 يوماً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلَّف 232 شهيداً بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، ومقتل 12 إسرائيلياً وإصابة المئات، أعلنت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قبولهما مقترحاً مصرياً لوقف إطلاق النار يبدأ بالسريان في الساعة الثانية من فجر الجمعة.
بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد قالت عضو الكنيست، إيليت شاكيد: "وقف غير مشروط لإطلاق النار؛ هذا أمر محرج".
كما أضافت شاكيد، العضو عن حزب "اليمين الجديد" المتطرف: "النصر يكون بإعادة الأولاد"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة.
إذ ترفض حركة حماس، بشكل متواصل، تقديم أي معلومات عن الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلحة.
بدوره، قال جدعون ساعر، عن حزب "أمل جديد": "الاتفاق عارٌ على دولة إسرائيل"، بحسب الصحيفة ذاتها.
أما عضو الكنيست إيتمار بن غفير، عن حزب "الصهيونية الدينية"، فعلق على الاتفاق قائلاً: "وقف إطلاق النار المُخزي استسلام خطير لإرهاب حماس"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
كما قال: "هذه ليلة صعبة على دولة إسرائيل وعلى الردع الإسرائيلي".
في الجهة المقابلة، اعتبرت حركة "فتح"، مساء الخميس، أن قرار إسرائيل وقف إطلاق النار، من جانب واحد، "محاولة مكشوفة منها للتهرب من جرائمها".
جاء ذلك في تغريدة لرئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، منير الجاغوب، على موقع "تويتر".
قال الجاغوب إن "قرار إسرائيل وقف إطلاق النار، من جانب واحد، ما هو إلا محاولة مكشوفة للتهرب من جرائمها البشعة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة، من أطفال وشيوخ ونساء".
فيما اعتبر أن ذلك يأتي للتهرب من أسباب اندلاع المواجهات مع الاحتلال، وهو الاعتداء على أهالي حي الشيخ جراح، ومحاولة الاستيلاء على منازلهم واقتحامات المسجد الأقصى. وتابع الجاغوب: "لن يُعفي هذا الهروب الجبان قادةَ الاحتلال من الملاحقة أمام الجنائية الدولية، ولن يَفُت في عضدنا، ولن يستطيع المساس بجبهتنا الداخلية ووحدتنا في مواجهة هذا الإجرام، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء".
يُذكر أنه إلى جانب شهداء غزة، استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، وضمنها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان، أحدهما بمدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات بالبلدات العربية داخل إسرائيل.