هل نجحت السلطة الفلسطينية في السيطرة على جائحة كورونا ؟
مر الاقتصاد الفلسطيني خلال الفترة الماضية بأوضاع صعبة، وقد تحمل الاقتصاد الوطني عبء العديد من الأزمات المتتالية، أبرزها تفشي جائحة فيروس كورونا والإرتخاء الاقتصادي الحاد المتزامن مع تعطل الحركة التجارية نتيجة التوتر الطارئ في العلاقة مع دولة الإحتلال.
وتسببت جائحة فيروس كورونا في تفاقم أزمات القطاع المالي والمصرفي في الضفة الغربية، مما زاد من المخاوف المتعلقة بزيادة تدهور الأوضاع الاقتصادية، هذا وقد عملت القيادة الفلسطينية في رام الله منذ اليوم الأول على اتخاذ خطوات عملية مدروسة واتباع سياسات واضحة للحد من تأثير تفشي فيروس كورونا على الأوضاع المالية والاقتصادية بالبلاد، مع الحفاظ على القواعد التنظيمية والإجراءات الاحترازية.
ويُذكر في السياق ذاته أنّ المواجهة السياسية مع الإحتلال الإسرائيلي تُعدّ أحد أبرز التحديات التي واجهت الاقتصاد الفلسطيني خلال النصف الأخير من عام 2020، والتي أدت إلى تعطل تحويل إيرادات المقاصة لأكثر من ستة أشهر منذ مايو وحتى نوفمبر الماضي. وقد تسببت هذه الأزمة في ضائقة مالية كبيرة، وفي عجز السلطة عن الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الشعب الفلسطيني.
هذا ولم تتمكن السلطة على مدار 5 شهور من دفع رواتب موظفيها كاملة، واكتفت بنصف الراتب، بالإضافة إلى الانخفاض الكبير في دعم المانحين للسلطة الوطنية الفلسطينية.
كما يُذكر أنّ إيرادات المقاصة هى ضرائب تجبيها إسرائيل نيابة عن وزارة المالية الفلسطينية، على السلع الواردة من الخارج، تقتطع منها تل أبيب 3 بالمائة بدل جباية .
فقد أفادت تقارير دولية أن تدفق إيرادات المقاصة دون انقطاع سيساهم في الحد من التقلبات الاقتصادية والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتثبيت أوضاع الاقتصاد الفلسطيني في المستقبل.
ويتوقع الخبراء ان تكثف الحكومة الفلسطينية جهودها في الشطر الأول من هذا العام لتحصيل اكبر قدر ممكن من الدعم العربي و الدولي لاسيما و ان اغلب التحركات الإقليمية تتقاطع في اغلبها مع الملف الفلسطيني .
وحقيقة الأمر برغم كم التحديات الهائل الا أن السلطة الفلسطينية أكدت جدارتها في تخطي الشق الأصعب من المرحلة الراهنة، بعد أن حققت السلطة الفلسطينية نجاحًا ملحوظا في إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا، ويكفي ما بذلته السلطة رغم قلة الامكانيات والفرص من أجل تحقيق تعافي شامل، واستئناف عودة الحركة الطبيعية بالضفة الغربيّة، وما كان لذلك يحدث الا بتكاتف أبناء الشعب الفلسطيني معها، وهو الأمر الذي يعكس درجة الثقة الكبيرة بين الشعب والسلطة.
كما لا ينسى أبناء فلسطين الحرة دعم الاشقاء له في زروة أزمة كورونا سواء بالإمارات أو مصر أو الاردن، وما يعكس ذلك هي الجوالات المكوكية والاجتماعات التي تمت بين القيادات السياسية لتلك الدول بالـ 48ساعة الأخيرة.