ليبيا حدود النفط والدم
لم تعد ليبيا كما عرفناها فبعد سقوط القذافي ونظامه تحولت تلك الرقعة الجغرافية الغنية الشاسعة إلى صراع متعدد الأطراف ومتشابك ومعقد للغاية فجميع القوى الدولية والإقليمية والمخابراتية تتصارع على أرض النفط والغاز واليورانيوم وتشتبك الثروة بالدم بالمليشيات والإرهاب والمرتزقة وفى ذلك التقرير المرهق حاولنا أن نرصد صورة شبه واضحة عن طبيعة ما يحدث فى ليبيا لأن الأحداث التي تقع في أرض عمر المختار تحتاج لعديد من التقارير لفهمها وتحليلها وتوضيحها .
فادي عيد .. الفرقاء الليبيين يتحكم في قراراتهم دول أخري واسرائيل تطالب بعودة اليهود إلى ليبيا وتعويضهم بمليارات الدولارات
يقول فادي عيد وهيب الباحث والمحلل السياسي بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإعادة ان الازمه الليبية في غايه التعقيد لأن أطراف النزاع في ليبيا أو بلفظه اخري الفرقاء الليبيين لا يملكون قرارا ينبع من الداخل الليبي والدليل أن جميع السياسيين الليبيين في مساله إعادة إنتاج النفط سنجدهم ينتظرون إشارات من الخارج فكل طرف ليبي يحصل تعليماته من دوله اخري سواء إقليمية أو دوليه انتاج النفط لم يكن قرار حفتر لإنقاذ اقتصاد ليبيا أو المواطن الليبي بل جاء بأوامر قوى خارجيه وتلك هي مشكله ليبيا الان أن الأطراف المتفاوضة قرارها ليس نابع من الداخل الليبي مما يعطل حدوث نتائج ايجابيه في التفاوض واللقاء الاخير بين حفتر وعقيله صالح في القاهرة مع الإدارة المصرية قبل مفاوضات الغردقة التي ضمت وفود الشرق الليبي والغرب كان هدف هذا اللقاء انشاء قوة شرطيه في سرت مكونه من عناصر فاغنر الروسية لحمايه الحقول النفطية وتم مناقشه تكوين جيش ليبي موحد ولكن هناك صعوبات كبيرة تقف حائلا لتحقيق ذلك ولابد من جميع الفرقاء اللبيين تقديم تنازلات كبيرة لتكوين هذا الجيش الموحد الذي من المفترض ينتمي لليبيا الوطنية وليس لمليشيات أو جماعات أو طوائف.
واضاف وهيب أن القوى الخارجية تخلصت بالفعل من سياسيين ليبين وابعدتهم عن المشهد السياسي امثال عبدالله الثني والسراج أعلن أنه سيقدم استقالته وهذا ايضا ليس قراره وفى الوقت الحالي هناك صراع حول شخصيه باشا اغا وزير الداخلية الليبي بطرابلس لأن أردوغان يريده مكان السراج أما مدير المخابرات التركية يريد استمرار السراج لأنه من السهل السيطرة عليه أما اغا فله شخصيه قويه ودموي وله علاقات بالمخابرات الفرنسية والإيطالية وهو الرجل الأقوى في غرب ليبيا.
ويكمل وهيب أن المملكة المغربية مدعومة من بريطانيا في الملف الليبي ولذلك تتمسك المملكة بمخرجات الصخيرات في نسختها الأولى أو الثانية وذلك رغبه من المغرب في تحجيم دور مصر والجزائر في ملف ليبيا ونجد أن أردوغان يري في مساندة اتفاقيه الصخيرات فرصه جيدة لاستمرار حكومة الوفاق التي يدعمها بالسلاح والمرتزقة فى حربها ضد الجيش الوطني الليبي وهذا يعطي الفرصة لتركيا للسيطرة على أماكن استراتيجيه فى ليبيا تلك المواقع تخدم المصالح التركية لأهمية تلك المواقع بالنسبة بأوروبا وشمال افريقيا وعمق افريقيا.
اما الروس تداخلوا على خط الازمه الليبية بدعمهم لحفتر في الشرق كورقه ضغط على الامريكان لياكدوا أنهم موجودون فى ليبيا مادامت امريكا تعبث في سوريا ولذلك تركت امريكا أردوغان يفرض نفوذه في الغرب الليبي لضمان التوازن مع الروس وبالفعل نجد أن الأمريكان على استعداد للموافقة على قاعده عسكريه روسيه في الجفرة مقابل رحيل روسيا عن قبرص واستبدال روسيا فى قبرص بالوجود العسكري الأمريكي بشرط أن تتصدي امريكا للأتراك وتوقفهم عن أي تحرش عسكري ضد قبرص اليونانية .
واستطرد وهيب قائلا إن الموقف التونسي تغير اتجاه الملف الليبي فبعد أن كان مؤيدا لحكومة الوفاق التي تحتوي على عناصر من الإخوان ويؤيد ذلك الغنوشي الاخواني رئيس البرلمان التونسي بمباركه أردوغان إلا أن قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية قرر تغير قواعد اللعبة والاتجاه ناحيه المعسكر الفرنسي والانسحاب من تركيا حيث أن تونس تربطها علاقات بفرنسا قويه وفرنسا ضد حكومة الوفاق وضد عناصر الإخوان في ليبيا فستجد أن تونس تلعب الان دورا محايدا في القضية الليبية بعد أن أخرج قيس سعيد كتله الإخوان التو انسه من القضية الليبية تماما .
إما الجزائر فلها حسابات خاصه في القضية الليبية ولها دوافع جعلتها تخالف مصر فى آرائها بالنسبة القضية الليبية بالرغم من الكفاح والنضال المشترك بين البلدين بالإضافة أن الجزائر لن تنساق وراء السياسية التركية في ليبيا رغم العلاقات الجزائرية التركية الجيدة .
والمتابع لازمه ليبيا منذ بداياتها سيجد أن الجزائر لم تهتم بالقضية الليبية من البداية فكان كل ما يشغلها السيطرة على حقل غدامس النفطي الواقع على الحدود الجزائرية الليبية المشتركة والدليل ارسال الجزائر مواد غذائية لأهل غدامس بالرغم أن أهالي تلك المنطقة لم يدخلوا أي صراع مسلح مع الشرق أو الغرب الليبي علاوة أن الشعب الجزائري متأثرا بقناه الجزيرة القطرية وقنوات الإخوان مما جعل الرأي الشعبي ضد الإدارة المصرية والإدارة الإماراتية بالإضافة لوجود التيار الإسلامي بالجزائر الرافض لحفتر وبالتالي نجد أن الإدارة الجزائرية حساسة ناحيه أي توجه فعال فى الملف الليبي من قبل مصر أو فرنسا أو الامارات لاعتبارات شعبيه وأيضا لاعتبارات أن الدولة الجزائرية تريد أن يكون لها السبق قبل فرنسا عدوها التاريخي وقبل مصر حليفها السابق وقبل الامارات المرفوضة شعبيا في الجزائر .
واختتم وهيب تصريحاته أن إسرائيل تعبث في ليبيا وتريد إدخال ليبيا ضمن صفقه القرن وتتدخل في الشأن الليبي عن طريق يهود مصراته فكانت بريطانيا في الأساس تريد ليبيا وطن قومي لليهود وحاول هرتزل مؤسس الصهيونية خلق جيتو يهودي في غرب ليبيا ولكن ملك ايطاليا فيكتور الثالث رفض فى حين سلطان تركيا عبد الحميد رحب بالفكرة فإسرائيل تنظر لليبيا كنقطه ارتكاز جغرافية حبوبه في مد نفوذها في افريقيا والشرق الأوسط .
ولذلك تحدث الان مؤتمرات ما يسمي يهود ليبيا في عواصم أوروبية فرئيس اتحاد يهود ليبيا كما يطلق على نفسه (رافائيل لوزان ) طالب بضرورة عودة ٤٠ الف يهودي من اصل ليبي إلى طرابلس ومشاركتهم في الحياه السياسية ودفع تعويضات ماليه لليهود الذين طردوا من ليبيا أو رحلوا عنها لتعويضهم عن أملاكهم ويقدم لوزان نفسه على أنه أبرز أعضاء الحزب الديموقراطي الليبي وهو الحزب الذي أنشئ عام ٢٠١٢ على يد احمد الشيباني الموالي لحكومة الوفاق السراج ورحب بفكرة عودة اليهود وزير الإعلام في عهد المجلس الانتقالي الليبي محمود شمام الذي كان عضوا بمجلس إدارة قناه الجزيرة القطرية.
فشمام على اتصال بالدوائر الصهيونية وبرجال الصهاينة كعزمي بشارة ولذلك فمصراته هي مقر اليهود في ليبيا ومقر التيار الإخواني ومقر المخابرات الإيطالية والتركية والإسرائيلية فمصر الان في حرب حقيقيه على حدودها الغربية للحفاظ على أمنها القومي بسبب ما يحدث فى ليبيا من اختراقات لعده دول وعلى الإدارة المصرية حسم العديد من الملفات قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
فأدبيات إسرائيل توضح رغبه الانتقام من مصر التي اذلت اليهود على يد فرعون وحققت الصهيونية الانتقام من العراق بسبب السبي البابلى لليهود فى عهد بوخذنصر الملك الذي كان يحكم العراق واذل اليهود وسيناء تمثل لليهود رمز ديني يريدون الحصول عليه .
توفيق شيشي .. الجزائر تغيرت سياساتها تجاه الملف الليبي واعتبرت أن أمن طرابلس واستقرارها من أمن الجزائر نفسها وان حكومه الوفاق فقدت جزء كبير من شرعيتها
توفيق قويدر شيشي
أكد توفيق قويدر شيشي المحلل السياسي الجزائري المختص فى الشأن الأوربي ومراسل روسيا اليوم من باريس أن إعادة إنتاج النفط الليبي جاء لفك الحصار الاقتصادي الذي خنق المواطن الليبي وارهق المشير حفتر الذي يحتاج أموالا لتسليح جيشه ودفع رواتب الموظفين في الشرق الليبي ونجد أن حكومة الوفاق فى الغرب الليبي كانت رافضه لإعادة إنتاج النفط في الشرق الليبي لزيادة الضغط الاقتصادي على حفتر ولأن تركيا أرادت خنق الشرق الليبي اقتصاديا وكان ليبيا مقسومه نصفين واضاف الشيشي أن مصر كدوله جارة لليبيا وجدت حدوها الغربية الكبيرة مع ليبيا مهددة وأمنها القومي فى خطر بسبب توطن الجماعات الإرهابية بعد سقوط القذافي فى ليبيا.
فمصر قامت بدور هام لاحتواء الازمه الليبية حيث استقبلت النازحين الليبين وقامت باستضافة الفرقاء الليبين لحل الازمه فالدبلوماسية المصرية قامت بدور مهم وحيوى جدا يليق بتاريخها وخبراتها وخصوصا أن الرئيس السيسي وضع خط احمر فى ليبيا تسبب في ايقاف الحرب وصرح أن ليبيا تحتاج جيش وطني ينتمي لليبيا وليس لطائفه أو عقائد اخرى اما مساله عودة اليهود الليبين إلى ليبيا مساله تصب فى حقوق مواطنين كانوا يحملون الجنسية الليبية أما التطبيع مع إسرائيل مساله اخري سابقه لأوانها لأن ليبيا الان ليست دوله بالمعني المفهوم لتقوم بعمليه تطبيع مع إسرائيل وتسريبات أن تركيا ستنشأ جيش ليبي موحد تحت إشرافها في طرابلس أمر غير ممكن ومستبعد بسبب اختلاف المليشيات فى طرابلس وبسبب أن تركيا ستضطر مع الوقت التخلي عن ليبيا بعد أن تضغط عليها أمريكا لفعل ذلك فلن يستمر الضوء الأخضر الامريكي كثيرا لاردوغان فى ليبيا علاوة أن أردوغان بسبب ليبيا أصبح له الكثير من الأعداء الأوروبي واغضب حلف الناتو وتحركات مصر فى الملف الليبي أخرجت تركيا ووضعتها فى ازمه لأن مصر احتضنت برعاية امميه مفاوضات الفرقاء الليبين سواء شرقا أو غربا ومنعت تركيا من الحضور فعزلتها والأشكال أن العاصمة طرابلس من الصعب تغيرها لسرت لأنها عاصمه تاريخيه ولن يوافق على ذلك حكومة الوفاق ومن يدعمهم وهنا اقصد تركيا ولكن هناك نقاط هامه سيتم الاتفاق عليها مثل تسليح القبائل رفض تقسيم ليبيا تحت أي ظرف.
واضاف توفيق شيشي أن تركيا جلبت مرتزقه اجانب كانوا يحاربون فى سوريا لتزج بهم في ليبيا وان هذه الفوضى تؤثر على الأمن القومي لدول الجوار وهنا احدد تونس والجزائر والازمه كانت فى تونس أن قواتها الرادعة للتيارات المتشددة ضعيفة وان الإخوان كجزء من هذه القوي التي صنعت إرهاب فى تونس وصلت للبرلمان وذلك كان سببا فى ازمه الدبلوماسية التونسية في الملف الليبي ولكن هناك تنسيق على الحدود بين الجيش الجزائري والتونسي لضبط الحدود ومنع الإرهاب الذي يهدد تونس الان.
وأشار شيشي أن الدولة الجزائرية تباينت ردود أفعالها تجاه القضية الليبية ففي البداية أيدت بقاء نظام القذافي ولكن بعد سقوط القذافي انشغلت الدولة الجزائرية بمحاربه الإرهاب والفساد وترتيب الأوضاع الداخلية والان نجد أن الدبلوماسية الجزائرية دخلت على خط القضية الليبية بمنتهي القوة واستضافت الفرقاء الليبيين بجميع توجهاتهم فآمن طرابلس من أمن الجزائر .
وذلك لما يربط الجزائر بليبيا من حدود كبيرة للغاية من الممكن أن تصدر الإرهاب للداخل الجزائري علاوة على وجود ثروات مشتركه مائية ونفطيه في الحدود المشتركة الجزائرية الليبية ورفضت الجزائر أن تتموقع في صف أحد الفرقاء الليبيين ورفضت الضغوط التركية التي تريد الجزائر في صف الوفاق في الغرب الليبي لتصبح الجزائر لأعلى مسافه واحده من الجميع في ليبيا وان الحل نزع السلاح من المليشيات وطرد الأجانب والمرتزقة من ليبيا وقيام انتخابات رئاسية لأن الرئيس تبون قال إن الوفاق فقدت جزء كبير من شرعيتها وجاء الوقت للقيام بانتخابات وان على القبائل الليبية التسلح وتكوين جيش ليبي موحد ووطني أما تونس لديها تيار اخواني على اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني بالغرب الليبي بسبب تقارب الإخوان مع أردوغان الداعم لحكومة الوفاق الإخوانية ولكن قيس سعيد استطاع أن يبتعد عن تركيا ويجعل موقف تونس حيادي بعد أن كان متحيزا للوفاق ففرنسا على علاقه قويه بتونس واستطاعت إقناع رئيسها بالابتعاد عن محور تركيا والوفاق.
فهناك تغير حدث ويكمل شيشي أن اتفاقيه الصخيرات التي جلبت السراج للحكم وافرزت حكومة الوفاق الإخوانية هي صناعه تركيه إيطالية ولذلك تتمسك تركيا بالصخيرات ويتم تعطيل أي اتفاقيات جديدة تلغي الصخيرات ولولا تدخل مصر بالخط الاحمر في سرت لتوغلت تركيا أكثر في ليبيا فالأتراك حصلوا على اتفاقيات للتنقيب عن الغاز مع الوفاق فهم يريدون أن يسيطروا على ليبيا كمركز استراتيجي في شمال إفريقيا فالصخيرات حققت اهداف اقتصاديه هامه للأتراك.
واستطرد الشيشي قائلا إن كثرة الطباخين أفسدت الطعام فكثرة المؤتمرات التي عقدت لحل الازمه الليبية لم تكن لها مردود إيجابي على القضية وتخيل أن 500 موظف اممي وأكثر يعملون في ليبيا بدون مردود حقيقي يفيد الليبيين وايضا من يدفع رواتب الموظفين الأمميين ؟! ولذلك لن تحل القضية الليبية الا بأيدي الليبيين اولا ثم بتدخل دول الجوار (مصر والجزائر وتونس والمغرب ) لأن تلك الدول تريد الاستقرار لليبيا خوفا من الإرهاب ولا تطمع فى ثروات ليبيا لأن تلك الثروات الليبية الضخمة أصبحت نقمه على الشعب الليبي بعد سقوط القذافي الذي لم يكن لديه جيش نظامي ليحمي مقدرات ليبيا واكتفي بلجان شعبيه خوفا من انقلاب الجيش عليه أن وجد جيش نظامي والنتيجة تدخل قوي دوليه في ليبيا رغبه فى النفط والغاز ولكن إذا توحدت ليبيا وأصبح هناك جيش وطني موحد ستتغير الأمور وتصبح ليبيا دوله ذات سياده : ولا أعتقد أن حفتر سينتهي من المشهد السياسي الليبي لأنه فى الأساس رجل جيش فليس هناك صراع مع عقيله صالح السياسي لكلا منهم دوره ولكن إذا تمت انتخابات فى ليبيا تحت إشراف الأمم المتحدة ربما تسقط جميع تلك الوجوه بالانتخابات وينتهي دورها وفى رأي أن السراج الان يبحث عن خروج من باب صغير أمن بسبب خوفه من الملاحقة القضائية لاختلاسات ماليه كبيرة تمت فى عهده وجرائم ضد الشعب الليبي فالنهاية للسراج مهينه ومذله.
واختتم توفيق قويدر شيشي تصريحاته أن أموال ليبيا المنهوبة والمهربة من عهد القذافي استرجاعها مساله معقدة للغاية لأنها عمليات معقدة من تبيض الأموال منذ عهد القذافي الى عهد السراج المتحكم فى بنك ليبيا وقد نشرت صحف فرنسيه عن الأموال المهربة والمختلسة فى عهد السراج والأموال الليبية التي وصلت تركيا وإسبانيا وفرنسا وان أردوغان لن يقبل بعودة الأموال الليبية من أنقرة لطرابلس وهناك تواطئ كبير من المركز المصرفي الليبي في عمليات خروج الأموال من ليبيا الخاصة بإيرادات النفط .
اسلام كمال .. مصر بذلت جهود جبارة لاستقرار ليبيا وتقبلت جميع المقترحات لتحقيق أمن ليبيا والحفاظ على ثروات الشعب الليبي
أشار اسلام كمال حمزة رئيس تحرير بصحيفه روزاليوسف ورئيس مؤسسه كيان لدراسات الصهيونية أن الازمه الليبية متعددة الأبعاد والأطراف وان مصر قامت بجهود جبارة للغاية للوصول لحل سياسي سلمي في ليبيا فالصراع في ليبيا مرتبط بالجغرافيا وبالنفط والثروات الغازية المهولة التي تحتوي عليها ارض ليبيا وخصوصا الحقول النفطية في الشرق الليبي التي تقع تحت قياده حفتر وبرلمان طبرق ولذلك كانت حكومة الوفاق رافضه لإعادة إنتاج النفط فى الشرق لإحراج حفتر أمام القبائل التي تعيش على واردات النفط ولأن حكومة الوفاق تريد السيطرة على مصادر البترول وأموال النفط وأموال البنك المركزي الليبي والسياسية المالية وان إعادة إنتاج النفط تعطي زخم لحفتر وتوضح أنه رجل يسعي للسلم والتفاوض وليس لحرب أهله في طرابلس كما أكد فى بيانه لإعادة إنتاج النفط و جاءت بالاتفاق مع حفتر وحلفاؤه سواء الامارات أو فرنسا أو مصر التي تقدم الدعم للجيش الوطني الليبي لأن النفط الليبي له أهميته بالنسبة للسوق العالمي وامريكا تريد ضبط السوق العالمي للنفط فجاءت تلك الخطوة بتوافق امريكي .
واضاف حمزة أن فكرة جيش موحد فى طرابلس تحت إشراف تركي فاشله ومستبعده لأن المليشيات في الغرب متناحرة وخارج سيطرة داخليه الوفاق وان مفاوضات الغردقة تحدثت عن جيش ليبي موحد وطني لا ينضم له مليشيات أو مرتزقه أو جماعات ارهابيه فحكومة الوفاق في الغرب بدا عليها الفوضى والتصارع داخلها وحاولت تلك الحكومة المدعومة من تركيا تصدير الفوضى فى الشرق عند حفتر وساعد في التوتر في الشرق تصرفات غير مسؤوله من ابن حفتر مع القبائل الليبية مما أوقع اشتباكات بين القبائل ضد ابن حفتر ومجموعته وطالبت قبيله القذافي بإزاله حفتر من المشهد والتخلص منه ولكن مصر احتوت الازمه مع القبائل وقامت بعمل مصالحه لخطورة سقوط حفتر في الوقت الحالي مما يعتبر انتصار للوفاق قد يؤدي لفوضى عارمه فى الشرق وربما يختفي حفتر من المشهد ويتصدر المشهد عقيله صالح المقبول دوليا وعربيا وإقليميا فأي بلد يجب أن يكون هناك وجوه بديله تتصدر المشهد حتي لا يحدث فراغ فوضوي.
وأوضح حمزة أنه منذ سقوط القذافي ونظامه وتدخل الناتو والصهيونية في الشأن الليبي وحدثت فوضي مرعبه فى ليبيا ووسط أفريقيا والساحل ولك أن تتخيل أن ٦٠ مليون قطعه سلاح هربت من ليبيا الى إلى النيجر وتشاد ومالي ووسط أفريقيا تستخدمها الجماعات المتطرفة والإرهاب ومجموعات من داعش هربت من ليبيا بعد سيطرة حفتر وحرب قوى دوليه داعش على أرض ليبيا واتجهت تلك القوي المتطرفة إلى عمق افريقيا لتكون احزمه ناسفه قد تدمر قارة أفريقيا في أي لحظه.
ويكمل حمزة أن الثروات النفطية سببت عبر التاريخ نزاعات خطيرة هدمت دول وفى ليبيا هناك صراع دولي على النفط والغاز الليبي تسبب في فوضي على أرض ليبيا يعاني منها الوطن والمواطن والدور المصري يختلف عن تلك القوى الطامعة في ثروة الليبيين فمصر هدفها حمايه أمنها القومي ولن يحدث ذلك إلا باستقرار ليبيا والحفاظ على ثروات الليبين وهذا ما تحاول مصر جاهدة أن تفعله.
واستطرد حمزة قائلا إن الموقف المصري في المفاوضات لم يتغير فهو موقف ثابت وداعم لاستقرار ليبيا ويرحب بأي اختراقات ايجابيه من ايه دوله لاستقرار ليبيا ووحده أراضيها فبرغم أن المغرب لها الدور السباق في احتواء مفاوضات الليبيين إلا أن المغرب تراجعت عن هذا الدور ثم عادت إليه الآن والإدارة المصرية ترحب بذلك في إطار استقرار ليبيا ومصر ركزت في مفاوضات الغردقة على نقاط هامه وطالبت جميع دول الجوار الليبي بتبني هذه النقاط ومنها التهدئة واستمرار الهدنه وعدم اللجوء للحل العسكري وإيجاد حلول سياسيه سلميه بين الليبيين وتغير الخطاب الإعلامي المليء بالكراهية إلى خطاب متزن متسامح والاتفاق على تقسيم الثروة بشكل عادل بين أقاليم ليبيا ولكن بالطبع لن يرضي ذلك تركيا التي تزيد الازمه اشتعالا فمصر منذ بدأيه الازمه الليبية موقفها ثابت لم يتغير واستضافت حفتر وعقيله والسراج أكثر من مرة في القاهرة ولكن تدخل تركيا في طرابلس جعل حكومة السراج تناصب مصر العداء ولذلك قامت مصر بمناورات دبلوماسية مشروعه وتعاونت مع الأمم المتحدة وكانت النتيجة أن جميع الفرقاء السياسيين الليبيين عادوا لطاوله المفاوضات بمصر في الغردقة بعد أن كانت ترفض حكومة الوفاق اي تعاون سياسيي مع مصر واستطاعت مصر أن تتجاوز رفض المجتمع الدولي لتسليح قوات الجيش الوطني الليبي وتؤكد مصر في جميع المفاوضات الليبية ان استقرار ليبيا ووحده أراضيها هدف اساسي استراتيجي لا غنى عنه ولا بديل له وسبب ذلك أن هناك سيناريوهات يرتب لها من قبل أطراف ليبية والأتراك تعتمد على فكرة تقسيم ليبيا وترسيخ فكرة المحاصصة بين الاقاليم الليبية او حكومة تعتمد على فكرة المحاصصة بين الطوائف والمليشيات كما يحدث في بعض الدول ولكن المؤكد حتي يحدث اتفاق لا يقسم ليبيا لابد ابعاد تركيا وقطر من المشهد تماما واعتقد أن المفاوضات التي تمت في الغردقة وما سيأتي من اجتماعات اللجنة العسكرية قد يحقق الاستقرار ويبني عليه فهناك ضغط من الأمم المتحدة واضح الان لتحقيق الاستقرار في ليبيا حيث ضغطت الأطراف الدولية لأول مرة بجديه لإجبار الجميع فى ليبيا على بدا مفاوضات جادة.
واختتم اسلام حمزة تصريحاته أن الدول الداعمة لأطراف الصراع في ليبيا تتغير وتتقاطع بشكل كبير فروسيا لم تدعم حفتر بشكل كامل كما يتصور البعض لأن حفتر أحرج الروس في موسكو عندما رفض التوقيع على المبادرة الروسية فالروس لديهم علاقات بالأتراك وروسيا تدخل ليبيا نكاية بأمريكا وفرنسا تتواجد في ليبيا طمعا فى ثروات البلاد ونكاية في إيطاليا الداعمة للوفاق فى حين أن فرنسا تعادي تركيا الداعمة للوفاق ايضا ونجد أن ايطاليا في الآونة الأخيرة تغيرت سياساتها مع حفتر وعقيله في الشرق بسبب مساعي دبلوماسية مصريه لدي إيطاليا لتوضيح الصورة في ليبيا والإمارات تقف داعمه للموقف المصري في ليبيا ولكنها تختلف في رؤيه مصير حفتر وتسليح الجيش الليبي وان القيادة المصرية تعاملت مع ملف ليبيا بقوة وحزم واحترافية لأنه ملف يهدد الأمن القومي المصري والعربي والدولي واستطاعت مصر أن تقدم نفسها في ذلك الملف كقوة إقليمية مؤثرة للغاية ورسمت خطوط حمراء أوقفت بها الحرب ووضعت تركيا في مأزق وتعاملت مع أردوغان بحسم في ذلك الملف مما اعطي لمصر ثقل إقليمي ودولي فالملف الليبي لا يقل خطورة عن ملف سد النهضة فالاثنين يمثلان خط احمر لمصر .
المجالي .. الدور الأوروبي في ليبيا خجول ومتردد والتحركات الأمريكية المكثفة فى ليبيا هدفها احتواء التواجد الروسي الداعم لحفتر
ويقول الدكتور الاردني والباحث السياسي الدولي اياد المجالي مدير الاستشارات جامعه مؤته أن الملف الليبي شديد الصعوبة بسبب التدخلات الأجنبية المتزايدة في الشأن الداخلي الليبي فبعد سقوط القذافي تدخلت جميع الأطراف الدولية في ليبيا وتمزق النسيج الليبي من الداخل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فطموحات جميع القوي الدولية في ثروة ليبيا اوصلت ليبيا على حافه الهاوية وكل طرف ليبي لديه مصالح يدافع عنها بغض النظر عن مصلحه الوطن فالحديث عن تقاسم المناصب والموارد وليس عن مستقبل ليبيا وجاء الوقت للاعتراف أن حفتر أو الوفاق يواجهون مشاكل عميقه مع الشعب الليبي الذي تحمل الكثير من فساد نخبته وحاكميه والسؤال هل ترغب فعلا القوى الأممية فى استقرار ليبيا وإخراج نتائج حقيقيه للمفاوضات بين الفرقاء الليبيين ؟! لان الملاحظ أن تلك القوى الدولية لم تكن حاسمه لفض النزاع وتصفيته لتحقيق الاستقرار المنشود في بلد مزقته الحرب الأهلية وجعلت شعبه يعاني الموت والفقر في رقعه من اغني بقاع الأرض والسبب الصراع على السلطة وليس الصراع من أجل الوطن وانا أخص هنا الجانبين سواء حفتر أو حكومة الوفاق والجانبين يحاربون بالوكالة عن قوي دوليه وإقليمية اخري داخل ليبيا.
ويكمل المجالي أن أمريكا دخلت فى النزاع الليبي لاحتواء طموح الروس في ليبيا فالروس لديهم مصالح فى ليبيا منذ القذافي عندما اعطوه صفقه سلاح عام ٢٠٠٨ ولذلك تريد امريكا الحفاظ على مكتسبات استراتيجيه في ليبيا وتبعد الروس من المشهد وعن النفط الليبي والمواقع الاستراتيجية الليبية ولكن دور الروس في ليبيا اقوى من الدور الأمريكي والدور الأوربي خجول ومتردد ولم يظهر منه غير صراع فرنسا وايطاليا في النزاع بينهم على عقود التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا التى أصبحت ثرواته نقمه على شعبه حيث يتصارع الفرقاء الليبيين على أموال البنك المركزي الليبي وعلى حقول النفط مثلما يتصارع القوى الدولية على الغاز والنفط الليبي ويتحدث الفرقاء الليبيين عن المناصب وايرادات النفط ولا يتحدثون عن مصير الوطن والمواطن الليبي ولكن تحركت فرنسا بقوة لدعم حفتر بعد أن أصبح أردوغان متوغلا فى ليبيا وعقد اتفاقيات مع حكومة الوفاق فى الغرب الليبي ولذلك أصبحت فرنسا ماكرون ضد أردوغان في ليبيا واماكن أخرى.
فأردوغان له أطماع في غاز ليبيا ويريد إعادة الإمبراطورية العثمانية ويريد أن يسيطر على الموقع الجغرافي الاستراتيجي الليبي ولذلك ستتدخل امريكا في الوقت المناسب وتقدم رعاية لحلول سياسيه وهى تقدم ذلك الان لإخراج روسيا واردوغان من ليبيا لصالحها في النهاية ولذلك امريكا تحركت خطوات في منع تدفق السلاح عن ليبيا والسعي لإخراج الجماعات المسلحة والمرتزقة من ليبيا وفى النهاية تستجيب تركيا لأوامر حليفاها الأكبر امريكا وتنسحب من ليبيا بعد ترضيه أمريكية.
حميدة .. اتفاق الصخيرات انتهت قيمته منذ عام ٢٠١٧ والمفاوضات التي تمت فى الغردقة بين اللبيين ايجابيه والموقف الأوروبي غير موحد فى التعامل مع القضية الليبية
وأكد الصحفي المصري محمد حميدة المتخصص فى الشأن الليبي ان القيادة السياسية المصرية هدفها الأساسي من اي مفاوضات عن ليبيا تحقيق استقرار ليبيا ووحده أراضيها واستقلالها ولذلك استضافت القاهرة جميع الفرقاء الليبيين للخروج باتفاق سياسيي ليبي سلمي يضع حدا الفوضى المدمرة فى ليبيا لأن اتفاق الصخيرات لم يعد يصلح وكان يجب انتهاءه منذ عام ٢٠١٧والان تسعي القاهرة لتوحيد مؤسسات ليبيا السيادية كمصرف المركزي الليبي ومؤسسه النفط وتكوين جيش ليبي موحد.
وللأسف الأطراف الليبية تلقي اللوم على الأمم المتحدة بأنها تسببت فى تعطيل الحل لقضيه ليبيا وفى الواقع أن الأطراف الليبية نفسها هي من عطلت الحل السلمي وخصوصا في الجانب الغربي طرابلس الذي به العديد من المليشيات والكتائب والقيادات مما أدى لعدم القدرة على التوافق لتضارب المصالح والعلاقات وارتباط تلك المليشيات بقوي خارج ليبيا ولا أنكر أن هناك خلافات فى الشرق ولكنها أقل حدة لأن الجيش الوطني الليبي وحد الشرق وأصبح معروفا من هم القيادات حفتر فى الجيش وعقيله صالح فى البرلمان واضاف حميدة أن الزمام الان فى ايدي الفرقاء الليبين أنفسهم يجب أن يقدموا تنازلات من اجل اتفاق يعبر بلبيا إلى الاستقرار ولا ننكر ان الأمم المتحدة كان لها مواقف غير محايدة وغير جاده فى الشأن الليبي.
وأشار حميدة أن ايطاليا دعمت حكومة الوفاق عكس التوجه الفرنسي الذي دعم حفتر والسبب فى ذلك علاقه السراج بإيطاليا حيث أن ايطاليا لها مستشفى عسكري ميداني في طرابلس وفى الجانب الآخر دعمت فرنسا حفتر الشرق الليبي لعده اسباب منها أن السعودية ومصر والإمارات تدعم حفتر وان ماكرون يعرف خطورة الإرهاب والجماعات المتطرفة الموجودة في طرابلس وممكن تصديرها لأوروبا ففرنسا تري أن تطهير ليبيا من الإرهاب والمليشيات والمرتزقة حمايه لأوروبا من فكرة انتقال المتطرفين العمق الأوربي بهجرات غير شرعيه ويقطع ماكرون الطريق على أردوغان في ليبيا لأنه يهدد مصالح فرنسا في شمال إفريقيا وعمق افريقيا وحتي في لبنان .
فرنسيس مالك .. ترامب فشل فى ملف السياسية الخارجية بليبيا والتدخل الاجنبي يهدد استقرار الليبيين ويفشل أي تفاوض
أكد في تصريحات خاصه السياسي الامريكي من اصل لبناني ورئيس الكونغرس الأمريكي اللبناني فرنسيس مالك أن الولايات المتحدة الأمريكية تغيرت سياساتها كثيرا في عهد ترامب للأسف بطريقه سيئة حيث فشل الرئيس الأمريكي في تقديم حلول للكثير من الملفات الخارجية وفشل في تعاطيه مع الملف الليبي لأن العملاق الأمريكي يعاني من إخفاقات قدراته الدبلوماسية في عهد ترامب الذي جعل السياسية الخارجية الأمريكية في أسوأ حالتها وانسحب الدبلوماسيين المخضرمين لرفضهم لسياسيه ترامب وطريقه اداراته للملفات الخارجية وقدرته العجيبة فى خسارة الحلفاء ومن ضمنهم فرنسا ولذلك فقدت امريكا التنسيق الفرنسي في القضية الليبية مع العلم أن فرنسا لها قدرات خاصه في ليبيا وهذا عيب أساسي فى شخصيه ترامب انه اصبح عدوا للأوروبيين لأنه يريدهم أن ينفذوا طلباته كامله وهذا في علم السياسية فشل كامل فترامب يعتمد على صهره في السياسية الخارجية وصهره لا يملك خبرة .
واضاف فرنسيس أن قرار إعادة إنتاج البترول الليبي له أسباب متنوعه اولا أن حفتر بحاجة الى اموال النفط لشرا ء السلاح ودفع رواتب جيشه ودفع ديون السلاح الروسي والفرنسي وقرار إعادة النفط تم بموافقة أمريكية لأن شركات النفط الأمريكية سيكون لها تعاقدات في ليبيا ولاحظ أن القذافي حرم الشركات الأمريكية من الاستفادة من البترول الليبي طيلة فترة حكمه من النفط الليبي وأن دوله الامارات تدعم حفتر فى خطواته بالاتفاق الكامل مع الامريكان فالإمارات لا تصدر قرار الا بالعودة لترامب .
وأكمل فرنسيس أنه يوحد اتفاق سري بين اميركا وروسيا اتفاق مصالح بينهما مضمون هذا الاتفاق أن على روسيا السماح لشركات البترول الاميركية بالعمل في ليبيا فى حاله سيطرة روسيا الكاملة على آبار النفط في شرق ليبيا.
فالروس والامريكان يقسمون العالم ومناطق النفوذ وآبار البترول ولهم غرفه عسكريه مشتركه فى سوريا واليوم فشل ترامب فى جميع الملفات الخارجية سواء فلسطين أو ليبيا أو غيرها واعطي الضوء الأخضر لتركيا لتصنع لها قاعده عسكريه في ليبيا لتهديد مصر والسبب أن تركيا دوله قويه إقليميا وتسيطر على التنظيمات الإرهابية فتستخدمها امريكا لإحداث توازن مع الروس وتستخدم الروس أيضا تركيا فى سوريا والعراق ولبنان فأمريكا وروسيا يستخدمون الأتراك واردوغان يستفيد بثروات البلاد الأخرى ويناصب اوروبا العداء لأن ترامب يريد معاقبه اوروبا ولكن أردوغان عندما يشعر بسيف العقوبات الأوربي يبدأ في المناورة والتراجع خطوة بحجه التفاوض ويستخدم ورقه اللاجئين الذي من الممكن أن يفتح لهم أردوغان سواحل ليبيا ليكونوا قنبلة فى أوروبا في أي وقت
ويضيف فرنسيس أن مصر تشعر بالخطر لأن حدودها مع ليبيا فى الوضع الحالي برميل بارود مشتعل بالإرهاب يتجمع في ليبيا وقاعده عسكريه تركيه التي تعادي مصر ولذلك مصر أكثر الدول حرصا على استقرار ليبيا ووحده أراضيها وخروج الأجانب منها وخروج المرتزقة والأتراك ولن يتحقق ذلك إلا إذا تخلصت الأطراف الليبية المتفاوضة من أي تأثير خارجي ويضعون مصلحه ليبيا فقط أمام أعينهم غير ذلك تكون كل جهود مصر في تهيئة التفاوض بلا قيمه وتكون المفاوضات مهزلة وعلى الشعب الليبي أن يتحرك وينتفض ضد العملاء ويمنع أي تدخل أجنبي يفسد ليبيا فالجميع يريد ثروات ليبيا سواء فرنسا أو ايطاليا أو تركيا واعتقد أن مصر لن تسمح بتقسيم ليبيا وأن ذلك التقسيم لن يتم إلا فى حاله واحده قيام دوله للأكراد والاعتراف بها فى تلك الحاله سنجد حدود جديدة وانقسام عده دول وحينها تتحقق صفقه القرن الإسرائيلية .
واستطرد قائلا فرنسيس مالك تصريحاته أن هناك قوى خارجيه لا تريد عودة استقرار ليبيا ومن ضمن أسباب ذلك عدم عودة انتاج النفط والغاز الليبي المنافس بقوة لشركات بترول ودول تنتج الغاز كقطر علاوة أن تركيا تخشي من استقرار ليبيا لأن ذلك الاستقرار سيجعلها خارج ليبيا والسراج كان عميلا جيدا لتركيا وحقق لهم اهداف هامه اما مساله عودة اليهود الليبيين فسنجد أن اليهود العرب على وجه التحديد يريدون العودة لبلدانهم الأصلية لانهم مكرهون في أووربا .
واختتم فرنسيس مالك لقد فشل ترامب في السياسية الخارجية والداخلية وسيخسر الانتخابات القادمة لأنه نمي فكر التعصب داخل امريكا ضد العرب والمهاجرين والزنوج وستكون اولى اهتمامات الرئيس الأمريكي الجديد عودة الحلفاء الأوروبيين لأمريكا لحل أزمات الشرق الأوسط بعد أن أفسد ترامب العلاقات معهم .
نادين الحريري .. امريكا تريد التهدئة في ليبيا وعودة اليهود الليبين لاعلاقه لها بصفقه القرن وترامب ليس ضد الاوروبيين كما يعتقد البعض
تقول الصحفي الأمريكية المختصة في الشؤون الأمريكية والشرق الأوسط نادين سندرس الحريري ان اتجاه السياسية الأمريكية في ليبيا لم يفهمه الكثير من المراقبين فيرتكز على فكرة تهدئة الاوضاع وحفظ مصالح الاوربيين بامتياز عكس ما يتصور البعض ان ترامب يعادي اوروبا وما يفعله الامريكان في ليبيا ضد حسابات الروس والاتراك لتضارب مصالحهم مع المصالح الامريكية.
وبالتأكيد لن يكون هناك اي تأييد امريكي للتطرفات الدينية والجماعات الاسلامية بليبيا التي تكاد ان تكون ارهابية، ولكن الدبلوماسية الامريكية لاتريد فتح جبهات استفزازية جديدة مع أطراف قد تساهم بتصعيد الوضع المعقد سياسيا وعسكريا في ليبيا لذلك لا تستخدم الخشونة فى التعامل على طول الخط ، وعلى الصعيد الانساني تدعم الولايات المتحدة الجهود الاممية لحل التعقيدات والتوصل الى اتفاق يدعم السلم ويدعم تلبية الاحتياجات الانسانية، اما بالنسبة لتفاصيل الطريق الدبلوماسي الامريكي لهذا الشأن فيبقى معلقاً حتى تتوضح نتائج الانتخابات الامريكية مالم تظهر اي تعقيدات جديدة مفاجئة على الساحة الليبية وشمال افريقية تستدعي التدخل العاجل.
واضافت الحريري أنه حاليا بعد استقالة السراج التي تسببت بارتياح كبير في الاوساط الأمريكية والتي تلت اعلان وقف النار يشعر الدبلوماسيون الامريكان انهم في الاتجاه الصحيح بإنهاء الخلاف الليبي واجراء مصالحة وطنية تحفظ فيها جميع المصالح الفرنسية والايطالية في مرحلة قادمة مؤجلة لما بعد الانتخابات الامريكية غالبا لان التدخل الامريكي مطلوب للسيطرة على التأثير الروسي والتدخل التركي، وهذا التدخل الامريكي سيكون مختلفا بين ترامب وبايدن في طريقة التعاطي ولكن لا اعتقد انه سيتغير في الاهداف، الا ان الروس في نظر ترامب مختلفون عما هم في نظر بايدن، واي انفاق حالي قد يخضع لاهتزاز محتمل اثر الانتخابات الامريكية حسب النتائج لذا الجميع الان يميل الى التهدئة والانتظار .
واكملت الحريري قائله أن اوروبا لم تدعم ترامب في ايران ولكن في مهادنة بين ترامب وايران لضمان عدم خروج تخصيب ايران لليورانيوم عن السيطرة، ولكن اوروبا في نهاية المطاف لاتريد دعم انشطة ايران في المنطقة ، هذه السياسات الجارية معقدة قليلا في ضوء التناقضات العالمية والمحاور المستحدثة بعد وباء كورونا ولكن الأكيد أن هناك تسويه امريكيه اوربيه مرضيه لجميع الأطراف ستتم فى الملف الليبي والايراني .
فأمريكا لا تسعي للسيطرة على ليبيا ولكنها تسعي للتهدئة وجعل منطقه شمال إفريقيا بلا نزاعات لأهمية تلك البقعة من نواحي سياسيه واقتصاديه ولا اعتقد ان هناك علاقة لصفقة القرن بليبيا ، فعودة الجاليات اليهودية لأوطانهم في اي بلد كانت هي دعوات للانفتاح الديني ونبذ العنصرية وارساء الوئام وليست مخصصة ببلد بعينه من اجل توسع اسرائيل او ماشابه هذا غير وارد.
واختتمت الحريري أن أمريكا أجبرت حفتر لإعادة انتاج النفط غالبا لان فيه مصلحة الشعب الليبي الذي يتضرر اقتصاديا بوقف الانتاج ويتسبب بأزمات سياسية احد اطرافها الاوربيون وكذلك الروس فإعادة انتاج النفط ضمن مشروع التهدئة والحل الأمريكي فأمريكا تهتم بالشرق الأوسط ولكن ايضا تسعى لمصالحها ، هذان الامران الذين يصعب على العرب فهمهما وينتظروا دائما التحرك الامريكي ليصبوه في خانة العداء، امريكا ترغب في ان تتولى الامم ادارة انفسها بشكل ناجح وديمقراطي مع دعم مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.