العقوبات الأمريكية ضد إيران لا تطبق بشكل كامل
لم يكن الحديث عن النظام الإيراني وعلاقاته المتشابكة والمعقدة للغاية بالأمر السهل حيث أن النظام الإيراني يمثل نموذجا للأنظمة الشمولية الصعب فيها تتداول المعلومات ومعرفه الحقائق فعلاقات نظام إيران الداخلية والخارجية يحتاج لمتخصصين للإجابة عن أسئلة واستفسارات عديدة ومتشعبه سنقدم في هذا التقرير عدد من الاجابات ربما تساعد على فهم النظام الإيراني ودوره في منطقه الشرق الاوسط وتأثيره وتأثره بما يدور في الساحة السياسية الإقليمية والدولية.
فمعرفه الحقائق عن هذا النظام أشبه بعمل مخابراتيا أكثر منه عملا صحفيا وقد بداءنا في العمل على إبعاد هذا التقرير قبل انفجار مدينه بيروت فربما يجيب هذا التقرير عن أسئلة تدور فى الأذهان عن ايران واذرعها فى الوطن العربي وعلاقاتها مع دول الخليج وامريكا والمجتمع الدولي.
وفى تصريحات خاصه أكد الأستاذ الدكتور فكري ابراهيم سليم استاذ الدراسات الفارسية بجامعه الازهر
أن النظام الإيراني يعتمد في مقاومته للضغوط الأمريكية والاستمرار في مشروعه الإمبراطوري الفارسي واستكمال مشروعه السياسي المظلم المعتمد على مد نفوذه في منطقه الشرق الاوسط اعتمادا على استمرار مليشيات إيران في الدول العربية فتلك المليشيات تحارب بالوكالة عن ايران لتحقيق مصالح إيران .
واستمرار تلك المليشيات والاذرع الأمنية التابعة لإيران قويه يجعل النظام الإيراني قادر على الصمود أمام الضغوط الأمريكية فايران قادرة على المقاومة مادام اذرعها قادرة على الصمود والاستمرار في سيطرتها على الدول العربية المتواجدة فيها .
واضاف سليم
تستطيع إيران الصمود لأن الحظر الدولي والعقوبات الدولية المفروضة على إيران لم تطبق بشكل كامل بل يتم اختراق هذا الحظر بالإضافة أن إيران تعلمت من الضغوط الاقتصادية الاعتماد على الذات وعلى الداخل الايراني وعلى التصنيع الوطني الايراني فتلك العقوبات لم تعد تؤثر على الحكومة الإيرانية ولكنها تؤثر على حياه المواطن الايراني فقط واعتقد انه يجب اتخاذ سياسه صارمه في الضغوط الاقتصادية من جانب المجتمع الدولي وتراجع دول عن دعم إيران وفى تلك الحالة ستنهار المليشيات الإيرانية وستضطر إيران للالتزام بقرارات المجتمع الدولي وتكف عن تخريب المنطقة العربية .
واضاف سليم
أن الصين اقامات علاقات اقتصاديه مع إيران لأن ايران تقع في طريق الحرير ذلك الطريق التي تدشنه الصين لتغير مسار التجارة العالمية وتستفيد الصين من إيران في الحصول على البترول بأسعار منخفضه واقامت الصين علاقات استراتيجيه قويه مع إيران ليكون للصين قدم في هذه المنطقة المهمة من العالم لذلك ستقوم الصين بدعم إيران فايران تحتمي بالشرق بعد أن وجدت باب الغرب مغلقا بسبب الامريكان وللعلم الصين أو روسيا يتعاملون مع إيران على أساس المنفعة الاقتصادية البحتة وليس كشركاء استراتيجيين دائمين فالصين تنظر لإيران من الناحية الاقتصادية فقط كمصدر للنفط فى الأساس وهذه السياسة النفعية هي القاعدة فى التعامل .
وأكمل سليم قائلا
الصين احيانا تؤخذ مواقف مع المجتمع الدولي ضد تصرفات إيران ولكنها مواقف شكليه لأنها فى الأساس تدعم إيران لوجود مصالح اقتصاديه مشتركه بينهم
واستطرد سليم تصريحاته أن
وضع إيران حرج للغاية أمام الشارع العربي وفقد جزء كبير من التعاطف معه فالانبهار بإيران أنها محور مقاومه ضد إسرائيل وهدف حكومة الثورة الإسلامية تحرير القدس كل هذه الشعارات انهارت فأصبح المواطن العربي يفهم الحقيقة و أن نغمه محور المقاومة الإيرانية ضد إسرائيل غير حقيقيه وكان هناك جماعات دينيه ارهابيه إخوانية وسلفيه تغذي شعورا لدي المواطن العربي أن إيران بوابه حقيقيه لدحر الصهيونية وتحرير القدس هذا الخطاب الإعلامي الزائف روجت له إيران بطرق اعلاميه مختلفة وتأثر به بعض اليساريين وبعض الليبراليين العرب وتبني هذا التأييد لإيران الجماعات الإسلامية التي قتلت الرئيس السادات وهذه جماعه سنيه وجماعه الإخوان المسلمين الإرهابية بالإضافة للجماعات الشيعية كل هؤلاء أيدوا نظام حكومة الملالي حكومة الثورة الإسلامية فوسائل الإعلام الإيرانية صدرت صورة خادعه لنظام الثورة الإسلامية بإيران أنه النظام المقاوم ضد إسرائيل ولكن بعد احتلال العراق وتدميره ظهر الوجه الحقيقي لإيران المستعمرة والمحتلة لدوله العراق الى جانب امريكا فحدثت صحوة في الشارع العربي وفهمنا حقيقه إيران الاستعمارية وأوضح سليم أن إيران دعمت ثورات الربيع العربي فى بعض البلاد العربية وقمعتها في بعض البلاد العربية الأخرى.
مثلما دعمت الثورة في مصر واليمن وليبيا وقمعتها فى سوريا لأنها تبحث عن مصالحها وليس مصلحه الشعوب العربية فتراجعت شعبيه إيران وفهم المواطن العربي الحقيقية السوداء لنظام الملالي الإيراني الطامع في ثروات العرب ويرتدي رداء طائفي ومذهبي بغيض يدمر الدول العربية من الداخل بنشر افكار هدامه داخل الوطن العربي ويشق صف المواطن العربي وأصبح المواطن العربي يري تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعين الصدمة حين أعلنت إيران أنها امبراطوريه عاصمتها بغداد وتصريحات قيادات من الحرس الثوري الإيراني توضح تمكن إيران من دول عربيه كسوريا والعراق واليمن ولبنان ودول بشمال افريقيا وتصريحات إيرانية مؤسفة أن سيناء المصرية يتشكل بها جمهوريه اسلاميه فكل تلك التصريحات التي تمس بالأمن القومي العربي توضح أن فكرة المقاومة الإيرانية لإسرائيل أكذوبة تم التلاعب بها لكسب تعاطف المواطن العربي وان الحقيقة أن إيران دوله استعمارية توسعيه في منتهي الخطورة على الدول العربية ولها علاقات مع الكيان الصهيوني الذي ورد لها اسلحه في حربها ضد صدام العراق وظهر كتاب بالأسواق السويدية مترجم للعربية يدعي (التحالف الغادر ) يظهر مدى العلاقات الخفية بين إيران واسرائيل وصاحب الكتاب سويدي من اصل إيراني .
واضاف الاستاذ الدكتور فكري سليم أن
دول الخليج تريد من النظام الإيراني الالتزام بحسن الجوار والاحترام المتبادل والكف عن العبث بالمنطقة واحترام سياده الدول والتوقف عن تصدير الفكر الشيعي والثورة الإسلامية المزعومة والدليل على ذلك أن العراق ارسلت خطابا بالتهنئة للثورة الإسلامية الإيرانية في السبعينيات بعد الاطاحة بشأن إيران وتولى نظام الخميني الحكم للحث على حسن الجوار واقامه علاقات طبيعية مع نظام الثورة الإسلامية الجديد ولكن كان رد المرشد الأعلى للثورة الخميني أن نظام العراق يتهاوى ولن يستمر أكثر من ٦ اشهر ويريد النظام العراقي الإنقاذ من إيران ولكن سيتم الاطاحة بذلك النظام مثلما اطيح بشاه إيران فجماهير العراق غاضبه وإيران على استعداد لتصدير الثورة في العراق وهذه الواقعة تدل أن النظام العراقي لم يكن ينوي حربا مع إيران وهذا دليل يوضح أن النظام الإيراني لديه خطه استعمارية وتوسعيه من خلال فكرة تصدير الثورة .
واضاف سليم أن دول الخليج لا تريد أحداث ثورة بإيران للإطاحة بالنظام فذلك ممكن أن يسبب فوضي تضر المنطقة كلها ولكن الخليج على استعداد بالتعاون مع إيران حتي في الحصار الأمريكي عليها والمشاركة في التخفيف من آثار هذا الحصار والتوسط لدي القوي الدولية لإنهاء هذا الحصار بشروط ان تتخلي إيران عن المليشيات وعن حلم الإمبراطورية الفارسية وتقدم اجراءات حقيقيه توضح حسن الجوار واحترام الآخر وعدم المساس بالأمن القومي العربي واقامات علاقات طبيعية مع دول الخليج بدون مؤامرات أو دعم لإرهاب فالخليج لا يريد أن يحدث اضطراب في النظام الإيراني لأن سقوط النظام الإيراني بثورة قد يضر امن المنطقة كلها ويتسبب ذلك في فوضي تهدد المنطقة أمنيا ولكن الخليج يريد التزام ايراني بحسن الجوار والالتزام بأمن الخليج .
وأوضح سليم في تصريحاته أن
امريكا قامت بحصار إيران بطرق اقتصاديه متعددة حيث اتبعت امريكا تصعيد كبير فى خطواتها ضد إيران شمل ذلك عقوبات اقتصاديه ضخمه لا تتوقف عند تجميد أرصدة في عدد من البنوك ومن ضمن هذا الحصار أن أمريكا جعلت أوروبا تقف ضد إيران لأن الكتلة الأوروبية لديها مصالح استراتيجيه واقتصادية كبري مع أمريكا ولذلك سيختار الأوروبيين الامريكان ويحاصرون إيران بتعليمات أمريكية واكرر أن أمريكا قادرة على الضغط على إيران ففي كل اتجاه وسيكون معها الأوروبيين وغيرهم وستنهار إيران في حين تطبيق الحصار الاقتصادي بحذافيره دون اختراقه أو التهاون في تطبيقه .
وأكمل سليم أن
ايران على صفيح ساخن بسبب الازمه الاقتصادية والضغوط الأمريكية والأوروبية فالداخل الايراني في حاله تخبط اقتصادي وانخفاض قيمه العملة ولدي إيران تنوع عرقي وقوميات مختلفة وذلك يهز كيان الدولة من الداخل فالعرب متمركزون في الجنوب الغربي الأحواز العربية والاكراد تركمان و بلوش وازاريين فكل هذه القوميات تمثل قنبلة موقوته في وجه نظام يهضم حقوق هذه القوميات وقد ينتج عن ذلك ثورة تخلل اعمده هذا النظام .
واستطرد سليم أن ترامب يتهم اوروبا و أوباما الرئيس الأمريكي السابق بالتهاون مع إيران في أكثر من تصريح ومناسبه
فأوباما دعم إيران بشكل غير مسبوق وهنيء إيران بأحد اعيادها السنوية عيد ( النيروز) وهو نفس الموقف الذي اتخذه أوباما من تأييد جماعات الاسلام السياسي وتياراته وفى المقدمة جماعه الاخوان.
واضاف سليم
أن أوباما كان لديه مستشارة تدعي ( داليا مجاهد ) من جماعه الاخوان وجاء بها إلى مصر عندما زار جامعه القاهرة فى عهد مبارك عام ٢٠٠٩ وحضر هذا اللقاء كوادر إخوانية فكان( أوباما ) يتعاون مع السنه والشيعة (إيران) ( والإخوان ) في نفس الوقت وبالفعل استطاع نظام أوباما تدعيم تلك التيارات الإسلامية المتطرفة الإرهابية لتقود الربيع العربي وتهدم الدول العربية وتفككها وتحولها لخرابات في ايدي المرتزقة تحت دعوي حقوق الشعوب والثورات العربية ومن قبل (أوباما ) كان الرئيس الأمريكي( كارتر) يدعم هذه التيارات الإرهابية وجماعات الاسلام السياسي المتشددة فقد اعتمدت السياسة الأمريكية على تلك الجماعات الخطيرة فكريا.
وأكد رئيس الوزراء الإيراني السابق ( مهدي بزرجان ) اول رئيس وزراء بعد الثورة الإيرانية على شاه إيران أن مؤسسه كارتر لحقوق الإنسان دعمت الثورة الإيرانية التي أطاحت بشاه إيران فمن خلال مؤسسات أمريكية في مجال حقوق الإنسان تم دعم الجماعات السنيه والشيعية والجماعات الدينية المتطرفة على حد سواء لتقسيم المنطقة على أسس دينيه وعرقيه واثنيه
ويقول الدكتور فكري سليم أن إيران
تنتظر سقوط ترامب في الانتخابات الأمريكية القادمة لأن إدارة ترامب تفرض عقوبات وتضيق الخناق على الجماعات الإسلامية المتطرفة التابعة للنظام الإيراني وتطبق عقوبات على إيران ومن يتعاون معها اقتصاديا من شركات ونجد أن ترامب اتهم أوباما وإدارته في خراب الدول العربية بسبب دعم أوباما لجماعات الاسلام السياسي المتطرف والربيع العربي وربما بعد سقوط ترامب تعود فكرة المشروع الاسلام السياسي للإدارة الأمريكية من جديد لتكمله الخراب في الوطن العربي بعد تخفيف أثر هذا الخراب وإيقاف مفعوله إلى حد ما وخصوصا بعد ثورة ٣٠ يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان الإرهابية التي تم دعمها في الوصول للحكم من قبل إدارة أوباما الذي يحاول الان ومعه مجموعته الإطاحة بترامب وكل ما يحدث من خراب في الدول العربية لصالح إسرائيل .
واكد سليم أن
إيران لا تستطيع أن تكسر هيمنه الدولار الأمريكي الا بمساعده صينيه او روسيه وهذا يعتمد على مدي تطور الأحداث التصادمية بين الصين وامريكا وهذا لو دخلت امريكا فى حرب اقتصاديه شديدة مع الصين هنا تستطيع إيران الاستفادة بالتعاون مع الصين في مساله العملة والجوانب المصرفية .
وأكمل سليم أن
جرائم إيران وميلشياتها في سوريا والعراق واليمن كثيرة وبشعه وشق صف العرب هذه من أبشع الجرائم فاليمني يقاتل اليمني والسوري قاتل أخيه السوري وتحول الصراع من سياسي إلى مذهبي بسبب مليشيات إيران في الدول العربية فالأفكار الإرهابية سادت الدول العربية وحولتها لخراب وهذا اخطر ما في الأمر وهذا مخطط لتدمير الدول من الداخل بأيدي أبنائها وذلك المخطط إيراني يتم على أرض العرب بمعاونه بعض الدول الغربية .
فبعد دخول إيران العراق واليمن بدأت الفتن المدمرة فالرئيس الراحل صدام حسين اغلق باب الفتن الدينية واغلق باب الإرهاب ولكن إيران حولت اليمن والعراق لساحه حرب طائفيه و فوضي وفتنه بين أبناء الوطن الواحد والتناحر ( الشيعي ؛ السني ) وتهجير الأهالي والقتل على اساس مذهبي وهذا التطاحن والاقتتال دمر الدول العربية ودعمت إيران جماعات التطرف المحسوبة على الإسلام السني كداعش ويوجد كتاب ( عنوانه رجال القاعدة في إيران) فهي داعمه للعنف والإرهاب وتدعم جماعات ارهابيه ليس لتحرير القدس بل لقتل أبناء الجيش المصري في سيناء ولابد أن نتذكر أن خالد الإسلامبولي تم تمجيده فى إيران لأنه قتل السادات الرئيس البطل فايران تدعم الجماعات المتطرفة سواء سنيه أو شيعيه .
ويقول الاستاذ فكري سليم أن
النظام الإيراني توغل في دول عربيه ويهدد أمنها ويتحكم في صنع الحكومات في بعض البلاد العربية وتلك أوراق ضغط تستخدمها إيران في صراعها مع أمريكا فالاتفاق النووي الذي ابرمته إيران مع أمريكا والدول الأوربية هو ثمرة توغل إيران في الدول العربية ويضغط الان ترامب لإلغائه ومعاقبه إيران وفى سوريا تستفيد إيران من خلال دعم بشار الأسد والتقارب مع روسيا ودحر جماعات مخالفه للمذهب الشيعي .
واضاف فكري سليم أن
إيران تعيش ازمات اقتصاديه كبيرة ولكنها تتغلب عليها باستغلال ثروات دول أخري فنهبت البترول العراقي ونهبت خيرات اليمن وحصلت على دعم سوري من خلال مواقفها الداعم لبشار الاسد فمليشيات إيران في الدول العربية تقدم ثروات هذه الدول لإيران ( أما السعودية) مستهدفه من قبل إيران منذ قيام الثورة الإيرانية واحتل الحرم المكي مجموعات مسلحه تابعه لإيران في الثمانينات وتستخدم إيران بعض الشيعة فاقدي الهوية العربية ومتواجدين بالسعودية والخليج كورقه ضغط على السعودية ولكن هناك مواطنين بالسعودية وبالخليج يتبعون المذهب الشيعي ولكنهم يرفضون سياسات إيران ويرفضون حكم الولي الفقيه واستطاعت السعودية أن تمنع الفتن الطائفية في أراضيها وفى الخليج واضاف سليم أنه تم استدراج السعودية الى اليمن من قبل إيران لاستنزاف مقدرات السعودية وتوريطها اقتصاديا .
ونجد أن السعودية تتفهم جيدا السياسة الإيرانية فى اليمن ومحاوله إيران الدائمة لنشر المذهب الشيعي في الخليج ودعم الحوثيين الشيعة في اليمن وتدريبهم وتسليحهم والعجيب أن الحوثي اليمن شيعي زيديه مخالفين لمذهب الشيعية الإيرانيين ولكن الحوثي اتحد مع إيران رغم الخلاف المذهبي ضد السعودية فاستطاعت إيران شق الصف اليمني وزرع الفتنه واستطرد سليم أن السعودية استطاعت أن تحجم دور إيران في نشر المذهب الشيعي فى الخليج وتريد إيران دخول السعودية عن طريق اليمن لتدمير السعودية فأدبيات إيران ومفكريها تعتمد على استراتيجيه التوسع في المنطقة العربية وان السعودية محتله ويجب تحريرها ومصر أيضا محتله .
ولذلك السعودية كانت في موقف صعب فدخلت اليمن في حمله عسكريه كلفتها الكثير لمواجهة إيران لأن اليمن عمق استراتيجي للسعودية لأنها تربطها حدود مع اليمن فإذا أصبحت اليمن تحت اليد الإيرانية يهدد ذلك أمن السعودية بشكل مباشر ولذلك فضلت السعودية محاربه إيران في اليمن تخوفا من وصول إيران لعمق السعودية من خلال سيطرتها على اليمن التي يربطها بالسعودية حدود مباشرة وكبيرة .
واضاف سليم أن هذه الحرب أثرت على الاقتصاد السعودي بالسلب وتم قذف شركه ارامكو السعودية بالصواريخ من قبل الحوثي اليمني الموالية لإيران فنظام الملالي الإيراني مخرب ويريد دوما إثبات قدرته على التخريب ويتسبب في أضعاف الأنظمة الاقتصادية العربية .
وأوضح سليم أن نظام الملالي يهدد دوما امريكا بان أي تحرك عسكري امريكي ضد إيران ستضرب إيران جميع مصالح الامريكان في الخليج فحتي الحرب الأمريكية الإيرانية سيتضرر منها دول الخليج فى المقام الأول واعتمدت السياسات الإيرانية على زرع فتن داخل الدول العربية لإسقاط الأنظمة العربية فتكون النتيجة سقوط الدول العربية وتتحول هذه الدول لفريسه في ايدي الإيرانيين وكل ما يحدث يخدم المشروع الصهيوني في النهاية .
واختتم الدكتور فكري ابراهيم سليم تصريحاته أن السعودية فضلت أن تحارب إيران فى اليمن تخوفا من سقوط اليمن فى أيدي إيران وتحول المعركة فى الاراضي السعودية
التمدد الإيراني في الشرق الأوسط يهدد أمن واستقرار دول الخليج وعلاقات إيران واسرائيل موسومه بالسرية
يقول
أستاذ العلوم السياسية غير المتفرغ- جامعه فلسطين الدكتور ناهض حماد
باعتقادي أن دول الخليج لا تسعى لإسقاط النظام الإيراني، بقدر ما تبحث عن ترويضه عبر استراتيجية الردع او التحجيم ، بهدف رفع الغطاء على شرعيته وبداية شن حرب على أدواته في ظل الهيمنة والتمدد الإيراني في سوريا واليمن ولبنان، والعراق، وقد يمتد هذا النفوذ لدول أخرى، فإيران هي من يحتل الجزر الإماراتية الثلاثة (طنب الكبرى, وطنب الصغرى, وأبو موسى) ، وترفض الانسحاب منها أو حتى الدخول في تفاوض حولها، وإيران هي من دعمت التمرد الحوثي شمال اليمن وأشعلت فتيل ست حروب متوالية بين هؤلاء المتمردين والقوات اليمينة, وتمدد خطرها حتى انتهاك حدود المملكة العربية السعودية وهي التي اعتبرت واكدت في تصريحات قياداتها بأن دوله البحرين هي إحدى الولايات التابعة لها، كما يجب التذكير بأن هناك مشروع قومي إيراني يسعى إلى الهيمنة على الخليج والقضاء على أي قوة أخري منافسه علاوة على محاولات تصدير الثورة ونشر الفكر الشيعي كل هذا يتم في إطار محاولات التسلل وإيجاد قوى محليه مؤيده للتوجهات الإيرانية والمحاولة الدائمة في إثارة الصراع المذهبي بين السنة والشيعة.
وأكد الدكتور حماد أن
طبيعة العلاقة بين إيران وإسرائيل تتخذ طابعاً معيناً وملامح يمكنها وصفها بالسرية في بعض الصفقات ومنها" صفقة إيران جيت" في أغسطس 1985 والتي زودت فيها الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق إسرائيل صفقات أسلحة وقطع غيار للأسلحة الأمريكية الموجودة لدى إيران أثناء الحرب الإيرانية العراقية بعد قيام الثورة الخمينية، علاوة على استخدام الدعاية الفكرية ا لتي تقوم على استثارة حماس المشاعر، فالاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام والشعبوي بين المحادثات والاتفاقات السريّة التي يجريها على نحو" الجيو- استراتيجيا" بهدف إبراز الزعامة وكسب مواقف وتأييد ، وهو ما تجسد في إغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران وإنشاء "فيلق القدس" والذي شكل في الواقع أداة ضد أهل السنة في العراق ، علاوة على تصريحات السياسيين الإيرانيين ضد إسرائيل بدءا من الخميني وانتهاء بنجاد فقد صرّح الرئيس الإيراني في ذلك الوقت أحمدي نجاد يوم 27/10/2005 بأنه ينبغي أن تلغى إسرائيل من خارطة العالم مؤكداً في ذات الوقت على الحق الفلسطيني في كامل السيادة على كامل فلسطين، حيث ترنوا إيران إلى الشرق الأوسط والمنطقة العربية عموماً، وتحاول توظيف ورقة الصراع العربي- "الإسرائيلي"، في مظهر "عدو" إسرائيل اللدود، والداعمة الرئيسية للقضية الفلسطينية، وبالمقابل تعتقد إسرائيل أن إيران مصممة على تدمير إسرائيل، وتصر إيران على أن مشاريعها النووية سلمية تماما، فمن ناحية استطاعت إيران بالحفاظ على حكمها، ونجحت إسرائيل بحفظ السيطرة على الأراضي الفلسطينية، فهنا تبرز نظرية المباريات في العلاقات الدولية بمنظور فائز- فائز، فالمحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل « الجيو- إستراتيجي » و ليس « الأيديولوجي » الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
فتشابك المصالح المشتركة بين إيران و "إسرائيل" وعبارات العداء ما هي إلا شعارات سياسية فحقيقة العلاقة بين إسرائيل وإيران، لا تقوم على العداء الفعلي وإنما على علاقة تعاون ذات مصالح اقتصادية وسيادية مشتركة، يخدمها الخطاب العدائي من الطرفين، من حيث رد الفعل الإيراني على مقتل علماء إيرانيين بعملية اغتيال نسب تنفيذها لإسرائيل، يدل على مستويات عالية من ضبط النفس وعلى أنهم يعتمدون على حساب الاحتمالات والمخاطر، وليسوا مندفعين كما يروّج لهم الخطاب الإسرائيلي المعلن، فإيران وإسرائيل، يتعاملان معا وفق- سياسة الإخوة الأعداء -، وما التصريحات المتبادلة بين الطرفين إلا ضرباً من اللعبة السياسية والديبلوماسية لتحقيق المصالح، مثلما هو الحال مع شعار "الشيطان الأكبر" الذي أطلقته إيران على أميركا، وشعار "محور الشر" الذي أطلقته أميركا بدورها على إيران والدول التابعة لها"... كما أن الحقيقة في كون إيران و إسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي.
بالإضافة إلى التعاون الوثيق و التنسيق حيث تعتبر إسرائيل إيران من دول الأطراف ، وبالمقابل تسعى إسرائيل جاهدة إلى توثيق صلاتها بالدول غير العربية المحيطة بالعالم العربي وذلك في محاوله لاجتذابها إلى صفها لتشكل قوة مضافة لها في صراعها التاريخي الممتد حول فلسطين ، علاوة على تطبيق إستراتيجية شد الأطراف، والتي تعنى خلق توترات أو نزاعات داخليه وخارجية بين دول الأطراف ودول العالم العربي لاسيما الدول ذات الثقل السياسي والسكاني (مصر والسعودية )، بهدف تفتيت التماسك العربي حول شغل الأطراف عن ميدان الصراع الرئيسي وهو الصراع العربي الإسرائيلي.
فخلاصة ما يُمكن قوله أن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل
واضاف حماد
أن امريكا تستغل عدد من الملفات ضد إيران فبات واضحاً أن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج تشكل جبهة صراع بين طهران وواشنطن ، حيث يكاد يعجز المراقبون عن حصرها، نظراً لتضارب الأرقام بحسب مصادرها، وعدم إمكان التأكد مما أُفرج عنه منها ؛؛ بعد رفع العقوبات الأميركية والأوروبية والدولية، إثر الاتفاق النووي في 2 إبريل/ نيسان 2015، وما بقي محتجزاً مع إعادة واشنطن فرض عقوباتها أواخر عام 2018، وفي 13 فبراير/ شباط 2019، حيث أصدرت محكمة العدل الدولية، حكماً يمكّن إيران من البدء بمساعيها لاستعادة مليارات الدولارات من الأصول المجمدة لدى واشنطن، الا ان المحاكم الأمريكية قدّمت دعاوى تعويضات عن أضرار تتجاوز قيمتها 56 مليار دولار ضد إيران، على خلفية تورّطها المفترض في أعمال إرهابية وقعت تحديداً خارج الولايات المتحدة ، والتي تزعم أنها يجب أن تذهب لضحايا هجمات تُحمّل إيران مسؤوليتها، وارتفعت حدة التوتر بين البلدين بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018 وإعادته فرض العقوبات على طهران، كما تسعى إيران حالياً إلى التأثير على الرأي الدولي بشأن العقوبات الأميركية من خلال تسليط الضوء على صراعاتها مع فيروس "كوفيد19
ويقول حماد
أنه لابد من التأكيد على ان المشروع الإيراني يستند على إستراتيجية التمدد عبر دول المنطقة، حيث يؤمن نشاط محور المقاومة والممانعة غطاءً لإيران من أجل تطوير قدراتها العسكرية، العلنية منها والسرية، بخاصة بناء مشروعها النووي والصاروخي، بحيث تدفع أذرع محور المقاومة والممانعة الممتدة في المنطقة الثمن في حين تبقى الدولة المركز –إيران- في أمانٍ نسبي، فهذه الاستراتيجية تجعل إيران أكثر صمودا أمام الضغوط الأمريكية والخليجية من النواحي الاقتصادية والعسكرية وما يتعرّض له الحوثيون اليوم خير نموذج، علاوة على نشر التشيُّع في مناطق النفوذ كأرضية ملائمة لتمرير سياسات إيران العقائدية والاجتماعية، كما حققت إيران خلال العقدين الأخيرين الكثير على صعيد بسط نفوذها في المنطقة، وبنت أكبر وأقوى قواعدها" حزب الله" على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ، حيث تقدم إيران الدعم الأكبر والأساسي لذراعها الطويلة حزب الله ، وقد عبّر عن ذلك زعيم الحزب، حسن نصر الله، في أكثر من مناسبة وتصريح، فضلًا عن سيطرته شبه المطلقة على سياسات الدولة اللبنانية الحالية، فبعد حرب 2006، دخل حزب الله في مرحلة تطور جديدة ترتبط مباشرة بهيمنته ومشروع دولته، حتى أنّ وحدة محور المقاومة والممانعة ذاتها، باتت تثير قلق اللبنانيين من جانب، وتمدد حزب الله إلى جنوب لبنان وعاصمته وبقاعه، من أجل أن يمهد الطريق لمشروع دولته، دولة ولاية الفقيه. مما جعل حزب الله دوله داخل لبنان وممثل قوي لإيران داخل الدولة اللبنانية بما يهدد لبنان نفسها ويفرض افكار التشيع ويقوي النفوذ الإيراني بلبنان وكنوع من الضغط على الكيان الصهيوني الذي يمتلك لحدود مع لبنان وتلك الحدود بها حشود حزب الله .
واضاف حماد أن
طبيعة الموقف الصيني مع إيران أو غيرها تركز على تعظيم المصالح، حيث يُمثل أمن الطاقة المصلحة الرئيسية لبكين في المنطقة، كما تسعى الصين لاغتنام فرص الاستثمار في المنطقة والحصول على عقود تنمية البنية التحتية، وفتح الأسواق أمام المنتجات الصينية، وذلك هو موضوع إستراتيجية الحزام والطريق المعلنة في سبتمبر/أيلول 2013، إلى جانب توسيع نطاق نفوذها الجغرافي الإستراتيجي إلى أبعد من جوارها المباشر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتطوير العلاقات مع قوى كبرى أو إقليمية أخرى، ورغبة الصين في احتواء أية وجهة لمناصرة القوميات الإسلامية المعارضة في شرق الصين، وعلى رأسها الأويغور وتجنب "سيناريو المجاهدين السوفيتي".
فبحسب موقع "إيران انترناشيونال" المعارض قال إنه حصل على نسخة من وثيقة تحتوي على بعض بنود الاتفاقية التي "تتضمن تعاونا شاملا لمدة 25 عاما بين إيران والصين" من قبل أمانة الآلية العليا للشراكة الشاملة والاستراتيجية بين إيران والصين في يونيو 2020، وتضمنت الوثيقة تأكيد "التعاون في بناء مدن جديدة بإيران والمشاركة في البنية التحتية البحرية والموانئ، وضمن ذلك إنشاء الهياكل البحرية، والسفن، وتطوير الموانئ والمعدات والمرافق ذات الصلة". واكد مسؤولي النظام الإيراني أنهم لديهم رغبه كامله أن تقدم الصين استثمار شامل في جميع القطاعات الصناعية والاقتصادية والزراعية والأمنية والعسكرية والتجارية والمالية والائتمانية في إيران، مقابل شرائها النفط الخام الإيراني، وفي مجال التعاون الإقليمي بالاتفاقية طلبت طهران من الصين المشاركة في "توليد الكهرباء ونقلها بين إيران والدول المجاورة، وبناء محطات طاقة وخطوط نقل الطاقة في باكستان وأفغانستان والعراق وسوريا"، إلى جانب "بناء محطات صغيرة الحجم لإيران والمنطقة" .
وفي المقابل تعهدت إيران بتزويد باكستان والصين بالغاز باستخدام الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وتطرقت "اتفاقية التعاون الشامل"، ضمن بنودها إلى "تطوير التعاون العسكري والدفاعي والأمني في مجالات التعليم والبحث وصناعة الدفاع والتفاعل في القضايا الاستراتيجية"، إلى جانب "تعميق الشراكة الاستراتيجية في مجال التعاون السياسي والإقليمي والدولي"، كجزء من الأهداف الرئيسية.
وأكمل الدكتور حماد في تحليله للنظام الإيراني وعلاقاته بأمريكا قائلا
يجدر الإشارة إلى أن الاتفاق النووي الإيراني دخل مرحلة معقدة في ظل ضغوط العقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران، حيث لم تعد إيران ترى في الاتفاق النووي مصلحة ما لم تحصد ثماره، وخاصة الاقتصادية منها، فمنذ الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/أيار 2018، ازدادت الضغوط الاقتصادية على إيران من خلال تبني سياسة "حافة الهاوية" من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بغرض دفع إيران لقبول تعديل الصفقة النووية، بحيث لا تقتصر بنودها على البرنامج، بل يجب أن تشمل تعديل سلوكها المهدد للمصالح الأمريكية ولحلفائها في المنطقة، وهنا لم تكتفِ إدارة ترامب بانسحابها من الاتفاق النووي، بل حددت هدف إدارته بالوصول إلى صفقة جديدة مع إيران تضمن تعديل سلوك النِّظام الإيراني بحيث يشمل اثني عشر بنداً، تعالج بالأساس ثلاث قضايا رئيسية: الخلل في الاتِّفاق النووي، والقدرات الصاروخية الإيرانيَّة، وسلوك النِّظام الإيرانيّ المهدِّد للأمن والاستقرار الإقليميَّين.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف اعتمد ترامب استراتيجية (الضغوط القصوى) للوصول إلى هذه الصفقة، كما عمد ترامب إلى فرض عقوبات اقتصادية ولوح بتشديدها، وقد تطول العقوبات الدول التي قد تتعامل مع إيران، وأعطت امريكا مهلة لثماني دول تعتمد على النفط الإيراني لتجد لها بديلاً آخر بحلول الثاني من مايو/أيار الماضي (2019)، وطالبت المملكة العربية السعودية بأن تغطي حاجة السوق من النفط، وهو ما أثار حفيظة المسؤولين الإيرانيين الذين هددوا بإغلاق مضيق هرمز، ومن ثم فلن تتضرر السفن الإيرانية وحدها.
ويقول الدكتور حماد
ان الأزمة الاقتصادية الإيرانية هي نتاج للعقوبات الأميركية على إيران التي أثرت بدرجة كبيرة على الأوضاع الاقتصادية في طهران، بخاصة مع النظر إلى انخفاض عائدات إيران النفطية بنسبة 90% خلال عام واحد، بالتوازي مع ما تشهده البلاد من احتجاجات جراء رفع أسعار المحروقات، فالأزمة المالية في طهران أسوأ مما كان يُعتقد، وأن البلاد تمر بمنعطف اقتصادي خطير، وذلك بسبب تأثر الاقتصاد الإيراني الخاضع للعقوبات واستمرار هذه العقوبات ، فالاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد مع استمرار الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها غالبية الأسر والشعب الإيراني في الوقت الحالي، كما تلقى الاقتصاد الإيراني ضربات متعددة خلال العام الحالي، ومن المرجح أن يستمر في التدهور السنة المقبلة بسبب العقوبات الأميركية وتقلص الصادرات النفطية وانخفاض قيمة العملة والفساد المالي واحتمال إعادة فرض المزيد من العقوبات، بما أنّ إيران مستمرة في خرق الاتفاق النووي وايران ايضا مستمرة فى دعم حرب الحوثيين اليمنيين ضد قوات التحالف السعودي مما ينهك إيران اقتصاديا .
واضاف حماد قائلا
إن السعودية والتحالف الخليجي الذي يخوض حرب في اليمن للانتصار على أذرع إيران الحوثيين اليمنيين منذ خمس سنوات خسر هذا التحالف الخليجي خسائر ماديه و بشرية كبيرة، وكانت نتيجة الحرب أن اليمن انهار في اقتصاده وتم تدمير بنيته التحتية، واتساع في رقعة الفقر، وتمزيق للنسيج الاجتماعي اليمني ، ولم يستطع التحالف الخليجي رغم هذه الكلفة الباهظة التي أرهقت اقتصاد الخليج تحقيق أهدافه التي دخل الحرب من أجلها، رغم أن السبب الظاهر للتدخل السعودي في اليمن، هو تقليص دور إيران وكسر "الهلال الشيعي" في المنطقة، إلا أن الانفتاح على بحر العرب، ظل دوماً حلماً جيوسياسياً بارزاً في ذهن الرياض، وبالتالي فهي تهدف لتكون عنصراً بارزاً في المسار الممتد بين البحرين الأحمر والعرب، وذلك عبر السيطرة على خليج عدن، وبغية تحقيق هذا الهدف، يتعين السيطرة على كامل اليمن الذي يمتلك حدوداً برية مباشرة مع السعودية.
ومع أن هذه التداعيات والسياسات الناتجة عن دخول مستنقع اليمن من المُرجَّح أن تُكلِّف خزائن السعودية مليارات الدولارات سواء من الخسائر المتوقعة نتيجة الانهيار الحاد والهيكلي في أسعار النفط ، أو تكاليف الإغلاق الاقتصادي مما ستكون له معضلات اقتصادية وجيوسياسية مع استمرار تراجع الأسعار لفترة أطول، سوف تجد السعودية نفسها مضطرة لسحب الأموال من صناديقها السيادية بمعدلات أعلى مما كانت تنويه في الأصل، وهي الأموال التي كان يُفترض أن توجّهها المملكة لدعم أهدافها السياسية طويلة المدى مثل خطط التنويع الاقتصادي وخاصة في ظل تفشي فيروس " كوفيد 19 عالمياً".
وأوضح الدكتور حماد قائلا
إن المراقب للوضع الإيراني يكتشف أن النظام الإيراني يواجه عدد من الازمات الكبري على المستوي الداخلي والخارجي ويتضح ذلك من خلال بعض الأحداث ومنها قمع المعارضة حيث أشارت منظمة العفو الدولية إلى مقتل 300 شخص. وتم توقيف الآلاف، علاوة على صعود المحافظين، وتردي الأوضاع الاقتصادية، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، طالت المدن الإيرانية تدهور قيمة العملة المحلية الريال، كما ارتفع التضخم. وبحسب التقديرات الأخيرة لصندوق النقد الدولي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في إيران عام 2019 بنسبة 9,5%.، فالتحدي الحقيقي يكمن في إنقاذ النظام في طهران ، مع تقدير كافة العواقب .
واوضح حماد
أنه ظهرت حالة تردي للجهاز الإعلامي الإيراني فجهاز إعلام إيران الذي نشر أفكاره على أنها الخلاص والمقاومة ضد المحتل والطامعين فى منطقه الشرق الاوسط ، فإن هذا الخطاب شهد تراجعا ً شديداَ بسبب فقدان المصداقية في شعارات إيران المعلنة من معاداتها لإسرائيل مع وجود تعاون سري بين البلدين في بعض الأمور ، وبالمقابل تواجه المنابر الخارجية الإيرانية مشكلات جدية وقيوداً نتيجة عدم تخصيص موازنة بالعملة الأجنبية، ، وارتفاع سعر الدولار في إيران إلى أعلى مستويات مقابل الريال الإيراني، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية الإيرانية بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، بهدف تعديل سلوك إيران، ولدورها في دعم ميليشيات متعددة الجنسيات تدين بالولاء للنظام الإيراني
وأكمل حماد قائلا
اعتقادي فيما يخص إمكانية إيران تجاه كسر هيمنه الدولار الأمريكي ، فنود التذكير أن إيران ممنوعة ًمن التعامل بالدولار بحكم العقوبات المالية القاسية التي فرضت عليها لسنوات طويلة من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تم إخراجها من النظام المصرفي الأمريكي، فالعقوبات ورفعها يؤثر في تصرفات إيران بشكل وقتي ،وبالتالي فالولايات المتحدة هي من يدخل إيران أو يخرجها من نظام التعاملات الدولارية SWIFT، وعندما تزيد أمريكا في التصريحات المعادية لإيران وتغلق بابها أمام الدولار، يكون الرد الإيراني بإمكانية التصريح عن التعامل بغير الدولار، وبالتالي هذا لا يمكن سوى من خلال الدول التي يمكن أن يحسب لها أثر فاعل في التأثير في إزاحة الدولار عن موقعه هي روسيا والصين والاتحاد الأوروبي فالمسالة والقرار ليس بيد الإيرانيين .
واستطرد حماد
في واقع الأمر أدت سياسة ترامب إلى إعادة فرض العقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران، ولم يتوقف عند هذا الحد بل أرغم الكثير من الشركات الأجنبية على حذو حذوه، وبالنتيجة شُلّت حركة الاقتصاد الإيراني، وبالتالي يُشكل تولي الديمقراطيون في حال فوز المرشح الديمقراطي المرجّح ونائب الرئيس السابق "بايدن"، وازاحه ترامب من البيت الأبيض امل للسلطة الإيرانية بأنه يُحتمل أن تتغير سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران فيعاود القبول بالاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس أوباما عام 2015 المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، وبموجبه ترفع الولايات المتحدة عقوباتها الاقتصادية الراهنة مقابل معاودة إيران الالتزام بالقيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها النووي. فنظام إيران استفاد سياسيا واقتصاديا من الإدارة الأمريكية في عهد أوباما .
وأشار حماد
أن الإطاحة بصدام حسين على يد القوات الأمريكية وقوات التحالف عام 2003 شكلت فرصة تاريخية لإيران لتوسيع نفوذها في العراق، ولتحويله من عدو إلى شريك أو حليف. كما أن إنشاء ما يسمى بـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام « داعش» أو «الدولة الإسلامية» في شمال العراق وغربه في عام 2014 ، كما عملت على التأثير على السياسة العراقية من خلال العمل مع الأحزاب الشيعية والكردية لإنشاء دولة فدرالية ضعيفة يهيمن عليها الشيعة وتكون أكثر انصياعاً للنفوذ الإيراني. وكانت طهران قد دعمت الجماعات المسلحة والميليشيات الشيعية، وعززت من قوتها الناعمة في المجالات الاقتصادية والدينية والمعلوماتية، حيث تُعد سوريا أحد أهم المرتكزات الاستراتيجية في خارطة التمدد الإيراني إقليمياً، وهو ما يفسّر دعمها اللامحدود لنظام بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية التي انطلقت عام 2011، حيث عملت على توفير الدعم الفني والاستشاري بغرض إخماد المظاهرات السلمية، ثم تطور دور إيران، بحلول مارس/آذار 2013، من خلال تأسيس قوات تعبئة رديفة لجيش النظام، تحت مسمى "الدفاع الوطني"، والعمل لاحقًا على تشكيل ميليشيات محلية، واستقدام ميليشيات أخرى من بلدان عديدة، إلى جانب قواتها من الحرس الثوري، وبعد التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر/أيلول 2015، وظّفت إيران ميليشياتها في المجهود الحربي، الذي قادته موسكو ضدّ المعارضة السورية، مما حمى نظام الأسد من السقوط، وعزز نطاق سيطرته الميدانية بشكل تدريجي، في عام 2017، ذهبت إيران لجهة شرعنة وجود ميليشياتها بهدف حمايتها من الملاحقة دوليا، عبر وضعها تحت مسمى "الجيش الشعبي"، ودمج بعضها في الهياكل الرسمية لجيش النظام. حيث تعتمد فلسفة التنافس الروسي الإيراني في سوريا على مجموعة أفكار ومعطيات منها تنافس الطرفان على تأسيس ميليشيات واستتباع قوى وجماعات محلية، يقوم كل منها على نقيض الآخر، فإيران تبني أذرعها على أساس عقائدي كما هو معروف، بينما تستقطب روسيا الكتل المؤيدة للنظام لكنها تحمل حساسيات من مشروع التشيع الإيراني، علاوة على تفرد كل طرف بمناطق مصالحات وتسويات فرض فيها هيمنته، وأصبحت شبه محرمة على الطرف الآخر، مثل درعا التي يحظر فيها على إيران إدخال أي من ميليشياتها إلى المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية الموقع بضمانة الروس، وكذلك مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، بينما ظلت مناطق شرق الفرات، الخاضعة لسيطرة النظام، منطقة نفوذ إيراني خالص.
ورغم كل هذه المكاسب التي حصل عليها النظام الإيراني الا انه صنف عالميا بأنه الراعي الأول للإرهاب الدولي من خلال الجرائم العديدة والكثيرة والعمليات الإرهابية التي ارتكبها ضد مواطنيه وضد شعوب المنطقة والعالم، حيث أسس العديد من المنظمات الإرهابية في الداخل والخارج، منها ميليشيات "حزب الله" في لبنان، وقيام مليشيات إيران بعمليات ارهابيه في الخليج واستهداف السعودية وعصائب أهل الحق وعشرات الميليشيات الطائفية في العراق، وكذلك الحوثيون في اليمن، إضافة إلى دعم وتواطؤ طهران مع منظمات إرهابية دولية أخرى مثل القاعدة التي آوت عدداً من قياداتها ولا يزال عدد منها في إيران .
وكان تقرير الخارجية الأميركية للإرهاب الدولي للعام 2015، قد صنف إيران بأنها "أكبر راعٍ للإرهاب في العالم"، وذلك لـ"تدخلات طهران ودعمها للعنف والإرهاب في سوريا والعراق " ، وزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري"، و"ضلوعها في أعمال العنف التي تقوم بها المعارضة في البحرين"، وكذلك "دعمها للجماعات المتطرفة كحزب الله اللبناني"، والحوثيون في اليمن .
حيث قامت المنظمات الحقوقية الدولية بتوثيق 57 جريمة إرهابية لنظام إيران فى اليمن وسوريا وذلك على هامش الدورة الثالثة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان الدولي المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية( يونيو /حزيران2020 )
واضاف حماد
أنه تقدمت 11 منظمة حقوق إنسان عربية ودولية بنداء عاجل إلى مكتب رئيس مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف، ضد الإرهاب الإيراني في العالم، مطالبة المجلس بإصدار بيان يدين قيادة النظام الإيراني للإرهاب العالمي، وتقديم إيران لمحكمة العدل الدولية عن جميع أعمالها التخريبية والهدامة المنافية للمبادئ والمواثيق الدولية وتصديرها الإرهاب العالمي.
من جانبه يقول محمد شعت المتخصص فى الشأن الإيراني
بالطبع إيران لديها خبرة كبيرة على التحايل عل عقوبات امريكا وهي تظهر أنها متماسكه ولكن الازمات تتفاقم داخل إيران بدأيه كورونا واحتجاجات عمال واقتصاد متراجع واحتواء إيران على شعوب غير فارسيه تشعر بالغضب لإهمال الدولة لاحتياجاتها وذلك يمزق النسيج الايراني داخليا وينذر بمظاهرات عنيفة قد تهز النظام الإيراني واضاف شعت أن ايران تتظاهر بالقوة أكثر من حجمها الحقيقي حتي تظل الاذرع الإيرانية الإرهابية في الدول الأخرى متماسكه ولا تنهار أو تنفلت من تحت قياده إيران وتفقد ولائها فالصمود الإيراني مرهون بإيجاد حلفاء لإيران كالصين وروسيا وتغييرات جوهريه في سياساتها الخارجية .
واضاف شعت أن
الصين موقفها محدد من إيران حيث الصين تعتبر إيران سوق اقتصادي مهم ومصدر للنفط فالصين قوة فاعله في المشهد الدولي وإيران ستتحالف مع قوي الشرق فايران أبرمت اتفاقيات اقتصاديه مع الصين ولأن إيران علاقاتها مع الغرب تزداد سوء لعدم استجابة إيران لفرنسا ولأوروبا لحلحلة الازمه بين أمريكا وإيران في الملف النووي لذلك ستتجه إيران بقوة للصين هذا العملاق الذي سيكون لها دور مع إيران هام وفاعل حيث أن الصين قوي اقتصاديه كبري تريد فتح اسواق. ضخمه فى منطقه الخليج وسيكون المدخل إيران وتلك العلاقة مخرج من ازمه إيران الاقتصادية .
وأكمل شعت أن
العقوبات الأمريكية أضعفت إيران وينعكس ذلك على تمويلات المليشيات الإيرانية والدليل أن حزب الله في لبنان لجأ إلى صندوق التبرع في شوارع لبنان وهذا يكشف عن خلل كبير ف الدعم المالي الايراني لأذرعه وميلشياته وفى العراق أيضا المليشيات تعاني اقتصاديا وضغوط داخل إيران فالمظاهرات داخل إيران طالبت بوقف دعم المالي للمليشيات خارج إيران خاصه أن المواطن الايراني يعاني من الازمه الاقتصادية وتراجع قيمه العملة الإيرانية فالمواطن الإيراني يطلب دعمه بدلا من دعم المليشيات .
ويقول محمد شعت المتخصص في الشأن الإيراني والإقليمي
أن دول الخليج تشعر بالخطر بسبب المشروع الإيراني فتغير النظام الإيراني أو إسقاطه أو إجبار النظام الإيراني الحالي على عدم التدخل في الشؤون الخليجية وكف المحاولات الإيرانية الدائمة على تغيير خريطة الشرق الأوسط فهذه هي السيناريوهات التي تريد تحقيق أي منها دول الخليج للحفاظ على أمنها القومي وبالطبع الخليج حاول مرارا أن يضع خطوط حمراء لإيران وقواعد لا يتجاوزها إيران لإمكانية التعايش ولكن النظام الإيراني مصر على تحقيق مشروعه مما جعل كل الخيارات مفتوحه امام الخليج سواء ترويض النظام الإيراني أو إسقاطه لأن إيران لديها مشروع الإمبراطورية الفارسية بما يهدد الأمن القومي لدول الخليج .
وأكمل شعت أن
الولايات المتحدة الأمريكية تحشد المجتمع الدولي ضد إيران و اوروبا بدأت تنحاز بشكل واضح للسياسات الأمريكية الهادفة لتقليم اظافر إيران واضعافها وذلك بسبب احراج إيران لأوروبا عن