مسبار الأمل.. وغدير الرشد

الأحد 12 يوليو 2020 8:17 م

«الأمل».. يا أيَها البعيد، المُختفي، تجلّى فقد غبت قولاً وفعلاً.. يأخذنا الحنين إليك في زمن الفجيعة والآلام الجماعية، وفي محاولات الخروج والتغيير وحتى الانتظار لعودة يقينيّة، يبث فينا اليأس والقنوط ساسة وجماعات دينية ونخب ثقافية، حتى انتفى وجودك نهائياً من القلوب والعقول، مع أنك في الحقيقة الأمر تلهينا وإن كنت لا تغنينا، حتى أصبحنا مثل تلك الوردة التي وصفها إيليا أبو ماضي في قصيدته «السجينة» حين قال:

ها أنت اليوم تتجلّى في «مسبار الأمل الإماراتي» لأجل العرب جميعهم، فَتُرْوينا من غدير المعرفة والرشد السياسي، والعزيمة، وتكشف عن ظهور جيل إماراتي فاعل على الصعيد العربي ومحقق للإلهام، وذاك يفرض جملة من الأسئلة منها:

ـ هل مسبار الأمل نوع من الإلهام المتراكم لأمة تدفع اليوم ضريبة ابتعادها عن شروط الإيمان في صعوده حين أصبح بأسها بينها شديداً.. أم صرخة تحدي للنفس أوّلاً، ولأقربين ثانياً، وللعالم أجمع ثالثاً، من أن زخرف الدنيا ليس ملهاة ولكنه تعلق بأهداف سامية في حركة تدافع لتحقيق أهداف كبرى؟

ـ وهل المسبار عودة لتقفي مسار علماء بدؤوا بالتفقّه في الدين أولاً، ثم أسهموا في صناعة الحضارة عبر منتج فكري وبحثي فكانوا مدخلاً حقيقياً لتطور الحياة البشرية، تماماً مثلما كان الأوائل أمة يدعون إلى الخير فحملوا رسالة الإسلام إلى العالم كله، حتى غدت أخُوّة الإيمان، هي الأساس؟

إنه كل ذلك وأكثر، وهو من قبل ومن بعد قرار سياسي، وهنا تكمن أهميته، لأن الخطاب السائد اليوم على المستوى العربي القومي ـ والانتماء الثقافي العربي للمسلمين غير العرب ـ يحمل نذر شؤم، وأياماً مقبلة نحسات، على خلفية القتن الواقعة اليوم في عدد من الدول العربية والإسلامية، وهي آخذة في الاتساع، يتوقع ـ في المستقبل المنظور ـ ألا تضع الحروب أوزارها حتى نفقد الأمل في كل شيء، فنخسر الدنيا والآخرة.

لمسبار الأمل الذي سينطلق بعد غدٍ في رحلته نحو المريخ أهداف وطنية، منها: تطوير قطاع العلوم والتكنولوجيا في الإمارات، ورفع مستوى الكفاءات الوطنية في مجال علوم الفضاء، وزيادة إسهام الإمارات في الجهود العلمية الدولية، غير أن تلك الأهداف وغيرها ليست حكراً لجهة نتائجها على الإماراتيين، بل سيستفيد منها العالم كله، والأهم من هذا أنها عربية التوجه والهوية.

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر