قيس سعيد: الرئيس هو الوحيد الذي يمثّل البلاد في الداخل والخارج
يبدو أن علاقة النهضة برئيس الجمهورية بدأت تتوتر بشكل تصاعدي خاصة بعد أن باتت الأزمات تحيط بزعيم الحركة راشد الغنوشي من كل جانب بسبب سعيه لاحتكار السلطة من بوابة رئاسة البرلمان.
وقد وجّه الرئيس التونسي قيس سعيد انتقادات مبطنة للحركة بحسب مراقبين، موجها بذلك تحذيرا إلى كل "من يستعد للفوضى، بل ويتنقل من مكان إلى مكان لإضرام النار في ممتلكات هذا الشعب، فسيكون بالتأكيد أول من سيحترق بألسنة لهيبها".
جاء ذلك في كلمة للتونسيين بمناسبة عيد الفطر، مضيفا أن "هناك من لا يطيب له إلا العيش في الفوضى، فوضى الشارع، وفوضى المفاهيم، ولكن للدولة مؤسساتها وقوانينها وللمواطنين حقوقهم".
وأكد قيس سعيد، أن الرئيس هو الوحيد الذي يمثّل البلاد في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن الدولة ليست صفقات تبرم في الصباح والمساء.
وتأتي تصريحات الرئيس التونسي ردا على استخدام زعيم حركة النهضة لصفته كرئيس لبرلمان من خلال إصراره على الزج بتونس في الصراع الليبي، وهو ما يشكل تحديا للدبلوماسية التونسية التي تعتمد سياسة النأي بالنفس والوقوف على مسافة واحدة من أطراف النزاع.
وأثار الغنوشي جدلا، في الآونة الأخيرة، بعدما هنأ فايز السراج، عقب انسحاب الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من قاعدة الوطية، واعتبر المنتقدون أن الغنوشي يتجاوز مؤسسات الدولة.
ومن شأن التصريحات الجديدة للرئيس التونسي أن توسع الهوة بين رئاسة الجمهورية وحركة النهضة، فقد سبق وأن أشار قيس سعيد بمناسبة مرور مئة على توليه الرئاسة، إلى وجود مؤامرات تحاك ضده وأطراف تعمل على عرقلته، وهي رسائل قال بعض أنصاره إن المقصود بها هو حركة النهضة وبعض قيادييها.
من جهته يسعى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى التهدئة خاصة بعد أن اتسعت دائرة المعارضين له بسبب تغوّل الحركة الإسلامية في إدارة شؤون البلاد، فقد دعا في كلمة توجه بها إلى الشعب التّونسي بمناسبة العيد، ونقلت محتواها الصفحة الرسمية للبرلمان بفيسبوك "إلى التضامن ورصّ الصفوف" داعيا إلى التوافق والتهدئة.
ويرى متابعون أن الغنوشي يسعى إلى تحويل مركز السلطة إلى البرلمان، ويعمل جاهدا على ذلك من خلال التدخل في صلاحيات السلطة التنفيذية.
وسبق أن حذّر الحزب الدستوري الحر من مساعي الحركة الإسلامية للسيطرة على المشهد السياسي في البلاد، حيث اعتبرت رئيسة الحزب عبير موسي أن "التنظيم الإخواني يسعى منذ مجيئه إلى تونس إلى الانفراد بالمشهد السياسي والهيمنة على كل مفاصل الدولة".