أنقرة تتحدث عن مخرج سياسي للأزمة الليبية
في تحدّ واضح للمجتمع الدولي، اعترفت أنقرة بتغييرها موازين القوى في ليبيا وترجيح كفة حكومة فايز السراج، وجاء ذلك ردا على تعهد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بالتصدي للمستعمر التركي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في قناة محلية تركية إن تدخل بلاده على خط الأزمة الليبية غيّر موازين القوى، وشدد على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد لملف الأزمة في تناقض صارخ لتوجهات بلاده حيال ليبيا.
فقد حرص نظام الرئيس التركي على دعم قوات حكومة الوفاق عسكريا، مما ساهم في تصعيد العنف ومزيد تعقيد الوضع في البلاد وعرقلة مساعي دولية للتوصل لاتفاق سياسي يتماشى مع تطلعات الليبيين.
ويرتكز التدخل التركي على دعم جماعة الإخوان المسلمين وتحقيق مخطط الجماعة الذي يتقاطع مع استقرار ليبيا بدعم قطري.
وفيما تدّعي أنقرة دعمها للحل السياسي، يواصل النظام التركي إرسال المرتزقة السوريين إلى ساحات المعارك في ليبيا لدعم ميليشيات الوفاق.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول دفعة جديدة من عناصر الفصائل السورية الموالية لأنقرة، للمشاركة بالعمليات العسكرية إلى جانب الوفاق، بينهم مجموعة غير سورية، في حين بلغ عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 3400 مجند.
وأفاد المرصد، الأحد، بارتفاع عدد المرتزقة السوريين في ليبيا إلى 10100 مقاتل بعد وصول دفعة جديدة قوامها 500 مقاتل.
ويأتي التحرك التركي بإرسال المزيد من المقاتلين السوريين إلى ليبيا تزامنا مع تصاعد الرفض الدولي للتدخل الأجنبي على خط الأزمة، حيث أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفضه للتصعيد في ليبيا في تحذير واضح وحاسم إلى الجانب التركي.
ويرى مراقبون أن التهديدات التي أطلقها حفتر ضد النظام التركي وتوعده بدحر قوات حكومة الوفاق التي سلمت البلاد إلى المستعمر في طبق من ذهب، أثارت مخاوف أنقرة مما دفعها إلى إرسال المزيد من المرتزقة السوريين.
وكان توعد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر في كلمة توجه بها إلى ضباط وجنود القوات المسلحة في جبهات القتال عبر اللاسلكي بمواصلة القتال ضد المستعمر التركي وميليشياته في ليبيا.
وأكد قائد الجيش الليبي استمرار القتال حتى تحرير البلاد من الغزاة الأتراك والمرتزقة الذين أرسلتهم تركيا وتستمر في إرسالهم بصفة منتظمة للقتال في صفوف حكومة الوفاق.
واعتبر حفتر أن الميليشيات والمرتزقة الذين يقاتلون لتثبيت الاحتلال التركي في ليبيا أهدافا مشروعة لنيران قوات الجيش الليبي.
وقال الجيش الوطني الليبي إنه انسحب من بعض المناطق، لكنه نصب أيضا كمينا في معسكر اليرموك في طرابلس وأوقع مقاتلين من الطرف الآخر بين قتيل أو أسير.