حتى لا ننسى «أبوموسى» وأخواتها

الأربعاء 01 يناير 2020 2:13 م

أنّى لنا التذكر عربياً وقد غدا التّناسي ظاهرة عامة؟.. يأتي السؤال السابق حاملاً لهموم الذين يقاومون محاولات بعض ممن ابتلوا بصناعة القرار في دولنا العربية، وكثير من أولئك الذين يزيفون الوعي، وينشرون الأباطيل، ويرجون لصيغ الاستسلام، إذ لا يحق لأحد منا ولا ينبغي له أن ينسى أو يغفل عن احتلال أي بقعة من الأرض العربية مهما صغر حجمها، ليس فقط لأحقيتها المكانية، ولكن لأهمية وجودنا الإنساني فيها، ولندرك هذا علينا أن نتابع أو نبحث في تصريحات وأقوال وشكاوى ومظالم الذين يقطنون الأراضي العربية المحتلة، أولئك الذين تجاهلهم المجتمع الدولي، وباعد بينهم وبيننا هزل الحياة وجِدُّها، وما أكثرهم اليوم في ظل تكالب أممي من كل الجهات، بصيغ مختلفة، وتحت مسميات هي أقرب إلى التخدير لنا جميعاً، قد لا يكون لكثيرين منا بعده منقلباً.

يٌؤسَّسُ قولنا السابق على تحقيق مهم أجرته الزميلة «سلامة الكتبي» تحت عنوان: «بيوت جزيرة أبوموسى الطينية شوكة في حلق إيران.. والأهالي: صامدون في أرضنا العربية»، وهو من الأهمية بمكان لأنه نقل إلينا أحاسيس ومشاعر وتصورات المرابطين في تلك الأرض الطيبة يقاومون الاحتلال الإيراني، ويصرون على «إماراتية» الجزيرة وعلى عروبتها أيضاً، وبالتأكيد هذا ما يقوله أيضاً: سكان طنب الصغرى وطنب الكبرى، وهو مثل ما يطرحه أهلنا في فلسطين، والجولان، ولبنان جراء الاحتلال الإسرائيلي، وأهلنا في العراق وسوريا ولبنان نتيجة الاحتلال الإيراني، وما يعبر عنه كثير من إخواننا في سوريا لما يواجهونه من تدخل واحتلال تركي، وغداً سيكون ذاك مصيرنا في ليبيا، ومن تدخل سافر للقوى الدولية في دولنا العربية بخليجها ومشرقها ومغربها.

الأرض العربية، كما جاء على ألسنة سكان أبوموسى من إماراتيين وعرب، أو بالأحرى من بقي منهم، وشملهم تحقيق الكتبي، يتعدى سرد الذكريات إلى الحديث عن الحاضر، لجهة ضرورة الاهتمام بالسكان هنا، دعماً وإنصاتاً، ذلك أن المطالبة بالجزر الإماراتية الثلاث المحتلة منذ عام 1971 لا يقل في أهميته عن الدفاع والمطالبة بالأراضي العربية الأخرى، وهذا يعني أن الجزر الثلاث ليست شأناً إماراتياً فقط، ولكنها أيضاً شأن عربي واجب الدفاع عنه، بل إنها مهمة دولية لجهة إنهاء الاستعمار، كما تنص على ذلك لوائح الأمم المتحدة بخصوص تقرير مصير الشعوب، وهو أيضاً مهمة إعلامية خارج إطار المناسبات، وأحسب أن ذاك ما قامت به سلامة الكتبي، فحق لها التقدير والشكر.

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر