الرئيس الفلسطيني محمود عباس
شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، على أن الشعب الفلسطيني يعاني من ظلم حماس في غزة، وإسرائيل في الضفة الغربية.
جاء ذلك خلال زيارة أبومازن لعضو المجلس المركزي الفلسطيني والناطق باسم "فتح" عاطف أبوسيف، للاطمئنان على صحته، بعد نقله لمجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، إثر تعرضه لاعتداء، الإثنين الماضي، كاد يودي بحياته.
وقال الرئيس الفلسطيني في تصريحات صحفية، مساء الأربعاء: "كل التحية والتقدير لأبنائنا المناضلين المكافحين الذين صبروا على ظلم حماس في غزة، وظلم إسرائيل في الضفة الغربية".
وأضاف: "نحن مثابرون مستمرون حتى نصل إلى تحقيق دولتنا المستقلة، وهذا يحتاج إلى تضحيات، وشعبنا قادر على أن يقدم هذه التضحيات، وليس من اليوم وليس قبل 20 عاماً، فمنذ بدأت القضية، وشعبنا يقدم التضحيات، لمعرفته أنه بدون التضحيات لا يمكن أن يصل لمبتغاه، والحمد لله كل شعبنا من رجال ونساء وأطفال أبطال".
واستشهد 4 فلسطينيين منذ مساء الثلاثاء برصاص الاحتلال الإسرائيلي في حوادث متفرقة شمالي ووسط وجنوبي الضفة الغربية.
الانقلاب على الشرعية الفلسطينية
ومن جانبه، استنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، الممارسات القمعية والوحشية التي يرتكبها فريق أمني فلسطيني خارج عن كل القيم الأخلاقية الوطنية بحق أبناء جلدته في الأيام القليلة الماضية.
وقال في مقال له "أعادتني الأحداث قسراً إلى يونيو/حزيران 2007، التاريخ المشؤوم والعام الفارق في نضال شعب فلسطين، وفيه نفذت فيه حركة حماس انقلابها الدموي ضد الشرعية الفلسطينية، والذي أودى بأرواح مئات الشهداء والجرحى والمعاقين، وخلّف جروحاً مادية واجتماعية تندى لها الإنسانية بسبب سياسة التكفير والتخوين للآخر، في أكبر جريمة يرتكبها فلسطيني بحق أخيه الفلسطيني".
وتابع: "بالعودة قليلاً إلى التاريخ، فقد مارست حماس نشاطها تحت غطاء العمل الاجتماعي كجمعية خيرية (جمعية المجمع الإسلامي) بترخيص من الاحتلال أواخر السبعينيات، ورفضت المشاركة في معارك التحرر الوطني الفلسطيني، ورفضت الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولم تشارك في نضالات شعبنا الممتدة منذ نكبة 1948 حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وطرحت نفسها كبديل للنظام السياسي الفلسطيني الذي شكلته قوى منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ونضالاتها التاريخية".
واعتبر عريقات أن "الحل المنطقي الوحيد يتمثل بالمباشرة بإنهاء حماس لحملتها الأمنية الإجرامية، وسحب مليشياتها من الشوارع، والإفراج عن المعتقلين من أبناء شعبها، وفتح حوار عاجل وجاد مع القوى الوطنية والمجتمع المدني والشباب الثائر، والاعتذار له، وتشكيل لجنة تحقيق وطنية وحقوقية للتحقيق بالأحداث، وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة العلنية، وتنفيذ مطالب الشعب العادلة والمشروعة والتعاطي مع حلول واقعية للتخفيف من معاناتهم وعلاج الوضع الاجتماعي دون رسوم وضرائب وأعباء جديدة وبما يضمن للمواطن العيش الكريم".
ومنذ الخميس الماضي، يشهد قطاع غزة حالة من الغضب والاحتجاجات نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والضرائب الباهظة التي تفرضها حركة حماس، في إطار حراك شعبي أطلق عليه اسم "بدنا (نريد) نعيش".
وواجهت حماس الحراك بالقمع والتنكيل بأبناء القطاع لمجرد إعلانهم الغضب ضد تردي الأوضاع التي يعيشونها، ولم يجدوا سوى الرصاص يزهق أرواحهم، والهراوات تهشم عظامهم، والأقبية تشهد على تعذيبهم.