أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، قمتهما في فيتنام، بشكل مفاجئ دون التوصل لاتفاق حول نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان «لم يتم التوصل لاتفاق هذه المرة لكن فرقهم تتطلع للاجتماع في المستقبل».
ومنذ اللقاء الأول التاريخي بينهما العام الماضي، لم تشهد عملية نزع السلاح النووي الكوري الشمالي أي تقدم. لذلك تتجه أنظار العالم إلى القمة الثانية حالياً انتظاراً لأي خطوة ملموسة على هذه الطريق الصعبة.
وفور لقاء الزعيم الكوري وقبل الجلوس لبدء المفاوضات، قال ترامب: «لسنا في عجلة. نريد أن نبرم الصفقة الصحيحة»، بينما علق كيم بأنه كان لديه شعور بإمكانية التوصل إلى «نتائج جيدة».
ورغم أنه من المتوقع أن يناقشا خريطة طريق للتخلص من الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، إلا أن القمة قد تشهد أيضا توقيع معاهدة رسمية تنهي الحرب الكورية أو حتى إنشاء مكاتب اتصال بين البلدين.
لماذا تجري القمة الثانية؟
استضافت سنغافورة القمة الأولى في حزيران (يونيو) الماضي، بين زعيمين كانا من قبل يتبادلان الانتقادات اللاذعة، وهو ما يعد بالتأكيد لحظة تاريخية. الآن، يدرك كلا من ترامب وكيم بشدة ضرورة الرد على المنتقدين بتحقيق تقدم ملموس.
وقالت واشنطن من قبل إن بيونغ يانغ كان عليها التخلص من أسلحتها النووية من جانب واحد، قبل تخفيف أية عقوبات مفروضة عليها، لكن من المعروف أن هذا الشرط سيكون نقطة خلاف مع الكوريين الشماليين.
وتحدث ترامب وهو يقف إلى جانب الزعيم الكوري قبل المحادثات الرسمية، وقال إنه يكن «احتراماً كبيراً» للسيد كيم وأن علاقتهما «قوية جداً».
وكرر أن كوريا الشمالية يمكن أن تصبح «قوة اقتصادية» إذا سارت المحادثات بشكل جيد.
ويبدو أن ترامب يعالج مجددا الشكوك حول نجاح القمة الأخيرة وإمكانية تحقيق تقدم، وأضاف: «قلت منذ البداية أن السرعة ليست مهمة بالنسبة الي. إنني أقدر كثيراً عدم إجراء (كيم) أية تجارب جديدة على أسلحة نووية أو صواريخ باليستية».
وبدوره قال كيم «من المبكر الحديث، لكن لدي شعور بأن نتائج جيدة ستظهر»، وهو ما يعد أول رد على سؤال صحفي أجنبي من جانب الزعيم الكوري.
كيف سيجري يوم المحادثات؟
يعقد القادة سلسلة من الاجتماعات في فندق ميتروبول بالعاصمة الفيتنامية هانوي. وقد خرجوا من جلستهم الأولى بعد حوالي 30 دقيقة وأخذوا نزهة قصيرة في الفناء. قيل في البداية إن الاجتماع سيستمر لمدة 45 دقيقة.
وسيتم عقد «حفل توقيع اتفاق مشترك» في نهاية الاجتماعات، ومن المقرر أن يعقد ترامب مؤتمراً صحفياً لتوضيح ما يجري.
وليس من الواضح ما الذي ستشمله الاتفاقية المشتركة، على الرغم من المحادثات التي سبقتها بين مسؤولي البلدين.
إذن ماذا يجب أن نتوقع؟
تم تحديد طبيعة المحادثات في عشاء يوم الأربعاء، عندما وصف ترامب الزعيم كيم بأنه «قائد عظيم»، وقال إنه يتطلع إلى مساعدته في تحقيق مستقبل اقتصادي «رائع» لكوريا الشمالية.
وفي المقابل وصف كيم الرئيس الأميركي بأنه «شجاع»، وقال إنه واثق من أنه سيكون هناك «نتيجة ممتازة يرحب بها الجميع».
وتناول الزعيمان العشاء وكان عبارة عن شريحة لحم أميركية وطبق الكيمتشي الكوري، وانضم إليهم مستشارون كبار، كيم يونغ تشول، بجانب الزعيم الكوري، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فيما يظهر الصداقة الحميمة قبل محادثات، يوم الخميس.
ودائماً ما يحذر المحللون من أن نزع السلاح النووي الكوري بالكامل أمر غير محتمل، لكن هناك أشياء عدة يمكن البحث عنها:
أي علامات ملموسة على التقدم في مباحثات نزع السلاح النووي، مثل موافقة كوريا الشمالية الكشف عن تفاصيل برنامجها للأسلحة النووية.
أي اتفاق على تفكيك معدات من مفاعل يونغبيون النووي في كوريا الشمالية، مقابل تمهيد الطريق لتخفيف العقوبات.
إمكانية إعلان سلام يضع نهاية رمزية للحرب الكورية، التي عملياً مازالت قائمة.
وربما يكون هناك اتفاقيات أخرى تشمل إعادة رفات الجنود الأميركيين القتلى في الحرب الكورية، أو حتى إنشاء مكاتب اتصال بين البلدين.
ماذا نعرف عن رد فعل كوريا الشمالية؟
أشادت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية بالزعيم كيم لقيامه برحلة تمتد لمسافة أربعة آلاف كيلومتر في قطار مصفح لحضور القمة، وخصصت صحيفة رودونغ سينمون، الحكومية أربع صفحات من أصل ست لتغطية الرحلة.
وقالت إن مواطني كوريا الشمالية تفاعلوا مع زيارة الزعيم «بإثارة وعاطفة لا حدود لهما» وحثت الناس على بذل المزيد من الجهد «لتقديم تقارير عن النصر عندما يعود الزعيم».
كما أضافت الصحيفة أن هذه الرحلة تسببت في قلق بعض المواطنين وقضاء الليل بلا نوم، حيث أخبرت امرأة إحدى الإذاعات الرسمية بأنها «تفتقد حقاً وجود الزعيم كيم».
لكن الخبراء يحذرون من غياب قضية مهمة عن طاولة المفاوضات وهي حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
اسباب الفشل.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اجتماعه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في فيتنام لم يسفر عن التوصل لاتفاق بسبب مطالب كوريا الشمالية برفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
وقال ترامب للصحفيين بعد تقليص مدة المحادثات في العاصمة الفيتنامية هانوي «بشكل أساسي كانوا يريدون رفع العقوبات كلية لكننا لا نستطيع فعل ذلك... كان يتعين أن ننسحب».