في انتظار زبون إيراني يريد أن يبيع ولا يشتري
أدانت مجموعة من أعضاء في الكونغرس ومسؤولين أميركيين سلوك قطر، مستشهدة بدعم الدوحة لإيران والجماعات الإرهابية في المنطقة.
وحث مشرّعون، خلال مؤتمر ناقش العلاقات الأميركية القطرية، على وجوب عمل المسؤولين الأميركيين على تقليص وجودهم في الدولة الخليجية الصغيرة، التي تستضيف 11 ألف جندي أميركي ومركز قيادة الجيش في الشرق الأوسط بقاعدة العديد.
وتساءل روجر مارشال، وهو نائب جمهوري من كنساس، ما جدوى الشراكة العسكرية مع قطر إذا كانت تغض الطرف عن تمويل الإرهاب الذي يهدد الأمن القومي الأميركي؟
وقال، في إشارة إلى قطر دون أن يسميها، “بالنسبة لأولئك الذين يستمرون في مساعدة الجهات السيئة، حان وقت إعادة تنظيم الدعم العسكري. يواصلون غض الطرف عن تمويل الإرهاب بما يهدد الأمن الأميركي، وهو ما يطرح تساؤلات حول الشراكة في القاعدة التي تديرها الولايات المتحدة داخل البلاد”.
وهاجم النائب وارين دافيدسون، وهو جمهوري من ولاية أوهايو وضابط سابق بالجيش الأميركي، قطر لسماحها لكبار قادة حماس بالعمل في الدوحة، وتمويل “الإرهابيين والجماعات المتطرفة العنيفة، وخاصة الإقليمية التابعة لتنظيم القاعدة، مثل جبهة النصرة”.
وعقد المؤتمر الذي نظمه منتدى الشرق الأوسط في فيلادلفيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أربعة أسابيع من اجتماع كبار المسؤولين الأميركيين والقطريين في الدوحة وتوصلهم إلى اتفاق بشأن التعاون في القضايا العسكرية والدبلوماسية.
ووقعت وزارة الدفاع الأميركية اتفاقا مع وزارة الدفاع القطرية حول أنشطة الولايات المتحدة في قاعدة العديد الجوية، الواقعة جنوب غرب العاصمة القطرية، وهي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وتضم القوات الجوية القطرية والقوات الجوية الأميركية وسلاح الجو الملكي البريطاني.
وتقلبت العلاقات بين واشنطن والدوحة منذ يونيو 2017، عندما فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة اقتصادية على قطر بسبب دعمها للتطرف، وإثارتها لاضطرابات إقليمية، وسماحها بتدفق الأموال إلى الجماعات الإرهابية.
وأدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطر في البداية، مشيرا إلى دعمها للإرهاب، قبل أن يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتتحرك واشنطن بحثا عن وساطة لم تحقق أي نتائج بسبب استمرار الدوحة في نهجها المغامر.
ورغم التغير في آراء ترامب، حافظت مجموعة هامة من الشخصيات الأميركية، بمن في ذلك أعضاء في الكونغرس وزعماء عسكريون سابقون، على نظرتها السلبية إلى قطر المنبوذة. وقال الجنرال المتقاعد من سلاح الجو تشارلز والد، الذي كان نائبا لقائد العمليات العسكرية الأميركية في أوروبا، إن “قطر ترتكب خطأ حين تتمسك بدعمها لإيران”.
وأضاف “أعتقد أنه يجب على قطر أن تختار. يجب على القطريين أن يقرروا ما إذا كانوا سينسجمون مع التحالف التقليدي بين الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، أو الانحياز إلى إيران. لا يمكن أن يكونوا داعمين لكلا الاتجاهين. ولن تسمح لهم إيران بسياسة اللعب على الحبلين. تلك هي المشكلة. عندما تبدأ في العمل مع إيران، فأنت ترقص مع الشيطان”.
وتابع والد أنه يدرك سبب انجذاب قطر إلى إيران، التي تطل مباشرة على الخليج العربي، وقال “إذا ما أرادوا أن يصبحوا معزولين أو داعمين لإيران، فسيكون ذلك خطأ كبيرا من جهتهم”.
وشارك الحاخام اليهودي، شمولي بوتيتش، وهو مؤلف ومتحدث أطلقت عليه مجلة التايم لقب “واعظ السنة” في سنة 2001، في توبيخ قطر. واشتبك بوتيتش علنا مع البلد الخليجي بسبب دعمه لأنشطة حركة حماس، وهاجمه مرة أخرى عند محاولته تبييض صورة الحركة ذات الخلفية الإخوانية.
وقال “إذا كانت قطر تريد رسم صورة أفضل لها في الولايات المتحدة، فلا يعتبر شراء حقول نفط ضخمة في تكساس الطريق الصحيح. عليهم إيقاف قتل الناس بمن في ذلك الشعب الفلسطيني البريء. ذلك هو الطريق الصحيح”.
كما انتقد بوتيتش اليهود الأميركيين، مثل الحقوقي ومحامي الجنايات الدولية آلان ديرشوفيتز، لقبوله رحلة ممولة من قطر للقاء قادتها، ثم مدحها. وقال بوتيتش “ستبقى هذه التبرئة صورة سيئة في تاريخ المجتمع الأميركي اليهودي”.
وكانت الدوحة دعت عددا من الشخصيات اليهودية الأميركية لزيارتها كجزء من حملة العلاقات العامة العام الماضي. لكن تلك الدعوات خلقت جدالا داخل التجمعات اليهودية والجمهور الأميركي بشكل عام.