رسائل لمن
تحمل العبوة الناسفة التي انفجرت في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، وتلك التي انفجرت في دمشق قبل أيام، رسالة على وجود خطة ما لإدخال المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في مرحلة جديدة تتناقض ما تروج له دمشق من استتباب للأمن.
وذكرت وسائل إعلام سورية، الثلاثاء، أن سيارة مفخخة انفجرت في المدينة التي تسيطر عليها الحكومة، ما أسفر عن مقتل قائدها وإصابة عدة أشخاص.
وأظهرت صور لقناة الإخبارية التلفزيونية الرسمية مجموعة كبيرة من الأشخاص في حالة اضطراب في شارع بينما يتصاعد الدخان من حطام سيارة على الأرض.
ورغم سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على أكثر من نصف مساحة سوريا إلا أن شن الهجمات لا يزال يتم من وقت إلى آخر داخل المدن التي يسيطر عليها سواء كانت هجمات انتحارية أو بسيارات مفخخة.
وشهدت اللاذقية في الساحة نفسها في سبتمبر 2015 انفجار سيارة محملة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة ما أدى إلى مقتل 10 وإصابة 25 شخصا بجروح متفاوتة ووقوع أضرار مادية كبيرة بالسيارات والمنازل.
وبقيت محافظة اللاذقية الساحلية، معقل الطائفة العلوية التي تتحدّر منها عائلة الأسد، بمنأى نسبيا عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011.
ورغم صعوبة المهمة، فإن القوى المعادية للنظام ما تزال تزرع سيارات مفخخة في المنطقة التي تخضع لإجراءات أمنية مكثفة بحيث لا يمكن العبور إلا من خلال العشرات من الحواجز الأمنية التابعة لأجهزة المخابرات التابعة للنظام في دمشق.
وتسيطر الطائفة العلوية على المنطقة بما يجعل لهذه المنطقة حساسية خاصة، لا سيما أنها تزوّد النظام بمخزون بشري عسكري ومذهبي، كما أنها توفر لسوريا الإطلالة على البحر المتوسط.
وللمنطقة مزايا استراتيجية لروسيا التي تقوم قواعدها العسكرية بالقرب من اللاذقية وطرطوس.
ويرى مراقبون أن موسكو ستكون معنية أكثر بمنع أي توترات أمنية أيا كان مصدرها حرصا على استقرار أمن قواعدها العسكرية في البلاد.
وكانت تقارير تحدثت عن معاناة مدينة اللاذقية على الساحل السوري من فوضى أمنية وفلتان تقودهما عصابات تحتمي بوجاهات النظام من أجل فرض أمرها الواقع في المدينة، مشيرة إلى أن المدينة تشهد رواج جرائم القتل والسرقات والاغتصاب، وأن الجناة معروفون وتتجاوز قوتهم قوة رجال الشرطة في المدينة.
وترجح بعض المراجع أن يتم تمرير السيارات المفخخة، إذا كانت دوافعها إرهابية، من خلال تواطؤ الحواجز الأمنية أو من خلال تورط عصابات النظام ماليا مع أي جماعات سياسية مناوئة للنظام في دمشق.
وتتحدث بعض المعلومات عن حالة تململ وامتعاض تجتاح الطائفة العلوية، لا سيما في منطقة الساحل السوري، جراء غموض مصير العلويين في أي تسوية مقبلة.
وفيما ارتفعت أصوات الاحتجاج من داخل الطائفة معترضة على تردي حال الطائفة ومناطقها مقابل امتيازات يتمتع بها رجالات النظام المقربين، فإن بعض الأوساط لم تستبعد أن تكون للسيارات المفخخة مقاصد مشبوهة هدفها شد عصبية المعترضين حول النظام السوري للاحتماء به ضد أي ما يمكن أن يستهدف الطائفة من أخطار.