إيران وحزب الله والإخوان
بدأ تميم بن حمد، أمير قطر، الإثنين الماضي، جولة إلى أمريكا اللاتينية، تشمل 4 دول وهي: الإكوادور وبيرو وباراجواي والأرجنتين، في زيارة ظاهرها اقتصادي وباطنها دعم قنوات تمويل الإرهاب.
خبراء ومحللون، وصفوا الزيارة بأنها جولة اليأس لإنقاذ ثلاثي الإرهاب في الشرق الأوسط، المتمثل في إيران ومليشيا حزب الله وجماعة الإخوان الإرهابية.
وتأتي الجولة بعد أقل من أسبوعين على القبض على أسعد أحمد بركات، أحد أبرز الإرهابيين المطلوبين في منطقة المثلث الحدودي بين البرازيل والأرجنتين وباراجواي، والمدرج على قوائم العقوبات الأمريكية لتمويله نشاطات حزب الله اللبناني الإرهابي.
فالمتتبع لأجندة الزيارة يرى أنها تضم دولتين تلاحقان عصابات "حزب الله" الإرهابي، التي تعمل في مجال غسيل الأموال، وتوفر غطاء لأنشطتها غير الشرعية في أمريكا اللاتينية، وهما: باراجواي والأرجنتين.
خبراء أشاروا إلى أن الجولة التي أعلن عنها أمير قطر على حسابه الرسمي في تويتر، أجندتها المعلنة تتمثل في بناء شراكات جديدة بمجالي التجارة والأعمال، ولكنها لم تضم دولة مثل البرازيل، التي تعد الاقتصاد الأهم والأكبر في أمريكا اللاتينية، وهو ما يمكن تفهمه في سياق محاربتها للإرهاب، عبر قيادة الجهود الأمنية لملاحقة أنشطة إيران وحزب الله غير الشرعية.
تميم، زعم في تغريدته أن هذه الزيارة تأتي استكمالا لزيارتيه في ٢٠١٥ و٢٠١٦، لإضافة شراكات جديدة، رغم أن القدرات الاستيعابية للاقتصاد القطري خارجيا، تركز على الاستثمار بقطاع البترول، وهو ما بدا واضحا في توقيع مجموعة "قطر للبترول" الحكومية، يونيو/حزيران الماضي اتفاقًا لشراء حصة تبلغ 30% من أسهم شركتين تابعتين لشركة 'إكسون موبيل' تملكان حقوقا لاستكشاف المحروقات في الأرجنتين، بحسب مراقبين.
أسعد بركات.. عميل حزب الله الإرهابي في المثلث الحدودي اللاتيني
وأكد مراقبون أيضاً أنه رغم ما يتداول عن تنوع الاستثمارات القطرية في مجالات الزراعة والصناعة، إلا أن مقاطعة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب للدوحة، كشفت عن زيف وضعف استثمارات الدوحة في هذه المجالات، وذلك لافتقارها الحد الأدنى من الخبرات التقنية في هذه المجالات.
هذه النتيجة أكدتها الاتفاقيات التي وقعها تميم مع لينين مورينو، رئيس الإكوادور، في مستهل جولته، حيث تركزت في مجال حماية البيئة والطبيعة، فضلا عن مذكرات تفاهم لإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني وأخرى في مجالي الشباب والرياضة.
من هنا، يمكن القول إن محاولة إنقاذ شبكة تمويل الإرهاب عبر غسيل الأموال في أمريكا اللاتينية، يعد هدفا أصيلا لجولة تميم.
فالزيارة تشمل الأرجنتين التي أعلنت مطلع سبتمبر/أيلول تجميد أصول ما يسمى بـ"شبكة بركات" التي يقودها أسعد بركات بعد رصد قيامها بتمويل تنظيم "حزب الله" اللبناني الإرهابي، بحسب ما أعلنت وحدة المعلومات المالية الأرجنتينية (حكومية) في بيان في ذلك الوقت، وهي هيئة مكلفة بمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال.
وتضم الجولة أيضاً باراجواي التي أشاد وزير داخليتها خوان إرنستو فيامايور، بعملية القبض على أسعد بركات، أحد أكبر ممولي حزب الله اللبناني، لافتا إلى أن بلاده كانت قد أصدرت مذكرة توقيف دولية بحقه في أغسطس/آب.
وشاركت باراجواي في الإيقاع ببركات، عبر مطاردته وتضييق الخناق عليه، بشكل فعال، منذ نهاية أغسطس/آب، وأصدرت أمر اعتقال بحقه، باعتباره أحد كبار ممولي حزب الله اللبناني، والذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ويشير مراقبون في هذا الإطار إلى أنه لا يمكن إغفال "الاقتصاد الأسود" الإيراني في أمريكا اللاتينية، الذي يعد مصدر تمويل رئيسيا لأنشطتها العدائية الإرهابية، وهو مصطلح يطلق باختصار على الأنشطة الاقتصادية والتجارية غير القانونية، وتضم أيضاً الأعمال غير الشرعية، مثل تجارة المخدرات وغسيل الأموال وتجارة السلاح غير الشرعية، بحسب متخصصين في الشأن الإيراني.
ويعتبر النظام الإيراني أمريكا اللاتينية بوابته لدعم وتمويل أنشطته غير المشروعة ، والتي يرى مراقبون أنها كانت مصدراً أساسياً لتمويل البرنامج الصاروخي خلال فترة الحصار الدولي عليها.
من ناحية أخرى، وبعد تسليط الضوء على أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية، وشبكاتها الاقتصادية في أوروبا وكندا، باتت أمريكا اللاتينية مسرحا بديلا لهذه الأنشطة المشبوهة الساعية لتأمين مصادر تمويل أنشطتها الإرهابية، وذلك عبر الحاضنة الرئيسية لها قطر.
وبحسب المراقبين فإن زيارة تميم بن حمد، يمكن اعتبارها محاولة لترميم وإنقاذ البنية الاقتصادية لثلاثي الإرهاب في الشرق الأوسط، وأنها جاءت بالتنسيق مع إيران، لاستمرار دعم أجندتهم التخريبية.