إسقاط طائرة اف 16 اسرائيلية
ما الذي يعنيه إقرار اسرائيل رسميا بسقوط طائرة اف 16 مقاتلة لها عائدة من عملية قصف في سورية والتمكن من إجلاء طيارين اصيبا بجراح؟.. هذا السؤال دخل في باب التفاعل الميداني العسكري ضمن تداعيات الملف السوري الحساسية فجر السبت حيث تصدر خبر سقوط الطائرة الاسرائيلية الانباء وتقارير وكالات الانباء.
تدخل الازمة السورية منطقة جديدة تماما في هذا الإطار خصوصا وان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي تحدث عن “هجوم على اسرائيل” حاولت تنفيذه طائرة ايرانية بلا طيار وتم اسقاطها قبل توجه سرب من مقاتلات سلاح الجو الاسرائيلي لقصف المنطقة التي انطلقت منها الطائرة.
لافت جدا في السياق ان هذا التطور العسكري المهم على الجبهة السورية الاسرائيلية ينطوي على الكثير من النقاط الحرجة سياسيا وعسكريا ويقود إلى سلسلة من الاستنتاجات التي توحي بان الإستفزازات الاسرائيلية المتكررة هذه المرة تقرر الرد عليها خصوصا وان قوات رد مدفعي سورية اطلقت النار على تجمعات للقوات الاسرائيلية في وقت آخر من امس داخل العمق الاسرائيلي.
التقارير الواردة لغرفة العمليات الاردنية تتحدث عن “تأزيم مفاجيء” في البعد العسكري يمكن ان يتطور إلى مواجهات اكثر تعقيدا لاحقا.
لافت جدا في السياق ان الدفاعات الجوية والارضية السورية قررت هذه المرة الرد وبنيران كثيفة خلافا لما كان يحصل في الماضي..حسب مسئول عسكري اردني تحدث لرأي اليوم ذلك يعني بأن موسكو تنازلت عن سياسة ضبط النفس ومنحت دمشق الضوء الاخضر للرد على اي هجوم اسرائيلي جديد ولم تعد- اي موسكو تتبع سياسة ردع الرد السوري او حتى الايراني على اي تحرش عسكري اسرائيلي.
ذلك سيناريو معقد لا يريد الجميع الغرق فيه – قال المسئول العسكري الاردني وماتفعله اسرائيل انها تسعى لعملية عسكرية ولحرب تعزيز مواقف متسارعة .
من المرجح ان إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب منحت اسرائيل الموافقة على التحرش بالقوات الايرانية في العمق السوري وهو ما فعلته وزارة الدفاع الروسية بخصوص الدفاعات الجوية السورية ارضا وجوا وكذلك للقوات الايرانية.
الاهم ان هذا الهجوم الذي انتهى برد سوري قاس على سلاح الجو الاسرائيلي خطف الانظار مباشرة بعد ساعتين فقط من تطور آخر التقطته كاميرات الإعلام الاسرائيلي حيث مئات الحافلات تنقل عائلات الاف المستوطنين الاسرائيليين من مناطق الشمال بمحاذاة لبنان وسورية .
عبر ترحيل الاف المستوطنين فجأة وبعملية منظمة بإشراف الجيش الاسرائيلي يمكن الاستدلال بان تل ابيب تتهيأ للحرب والمواجهة .
الجميع يعرف بان تل ابيب تبدأ الحرب لكنها قد لا تكون الجهة التي تنهيها باي توقيت محدد اذا تفاقمت الامور لإن الجانب الاوروبي لا يزال ينصح الاسرائيلي بتجنب التصعيد لإن اسرائيل قد تكون وحيدة في حرب اقليمية ستؤلمها واذا بدأت لا أحد يعرف كيف ستنتهي.
ثمة زحام في الاجندات والمؤشرات التي تنتج عن قراءة متأنية لواقعة اسقاط مقاتلة اسرائيلية بنيران سورية حتى لو لم يقر الناطق بإسم الجيش الاسرائيلي بان الجانب السوري اسقط الطائرة.