كيف يمول تنظيم الإخوان نشاطه الإرهابي؟
تنظيم الإخوان الإرهابي طالما خطط ودبر ونفذ العديد من العمليات الإرهابية منذ تأسيسه في العشرينيات من القرن العشرين، إلا أن أحد أسباب استمراريته إلى الآن هو قابليته للحصول على التمويل اللازم لاستمراريته، ولفهم كيفية محاربة ذلك التنظيم الذي يعد أحد أبرز روافد الإرهاب في العالم اهتمت العديد من مراكز الأبحاث الدولية بفهم مصادر تمويله.
ورغم مركزية دور التمويل بالنسبة للتنظيمات الإرهابية ما يجعلها عادة تحت بؤرة الضوء إلا أن النظام المالي الخاص بالتنظيم يعد أحد أكثر الأسرار التي يحاول الإخوان حمايتها؛ لأنها ببساطة أحد الأركان التي يعتمد عليها في استمراريته، وذلك بحسب العديد من مراكز الأبحاث العالمية المهتمة بالتنظيم الإرهابي.
ويقول تقرير من موقع Crethi Plethi للأبحاث، ومقره بريطانيا، إن قيادات التنظيم طالما نفوا وجود هيئة اقتصادية داخل التنظيم تقوم بإدارة التمويل الخاص به، إلا أن انتشار التنظيم في العديد من دول أوروبا وأمريكا وكندا يكشف بشكل صارخ عن كذبهم.
ويشير المركز في تقرير بعنوان "هيكل وتمويل تنظيم الإخوان" إلى أن عملية التمويل تأتي من عدة أوجه، حيث حرصت الجماعة على جعل التمويل هيئة مستقلة عن قيادة التنظيم، وذلك لتجنب توقف الإمداد المالي في حال اعتقال قيادات التنظيم.
ويكشف التقرير، الذي استند على معلومات استخباراتية وأمنية أوروبية، إضافة إلى عدد من المقابلات مع منشقين من التنظيم في أوروبا، عن أن التنظيم الإرهابي يرتكز على 3 مصادر أساسية، أولها أموال الزكاة التي يتم جمعها عبر الجمعيات الخيرية المرتبطة بالجماعة الإرهابية، والمساجد التابعة للتنظيم وهو مصدر يصب بشكل مباشر في أرصدة التنظيم الدولية.
أما المصدر الثاني فهو "الإتاوات" التي يفرضها التنظيم على أعضائه، خصوصا إذا ما كانت الأسرة بأكملها تنتمي للتنظيم، حيث يقوم رب الأسرة الإخونجية بجمع مبلغ عن كل فرد في عائلته ويعطيها لمسؤول التنظيم الذي يتبع له في المنطقة أو المدنية، وبالتالي يتم جمعها لوضعها في حسابات الجماعة، وتلزم الجماعة أعضاءها باقتطاع نسبة من دخلها شهريا لتمويل أنشطة التنظيم.
والمصدر الثالث والأهم، بحسب مركز الأبحاث البريطاني هو الأرباح التي يجنيها التنظيم عن طريق المشاريع التي يقوم بالاستثمار بها، وذلك عن طريق الأعضاء الأثرياء، والذين لهم علاقات بأنشطة اقتصادية متنوعة في أوروبا، حيث تذهب هذه العائدات مباشرة إلى الأرصدة العالمية التي يقوم تنظيم الإخوان العالمي بإدارتها في بريطانيا.
ويذكر التقرير أن لدى التنظيم الإرهابي شبكة من العلاقات داخل بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية مع عدد من البنوك الأوروبية والمؤسسات المالية، التي تتولى تبيض الأموال وإدارة المحافظ المالية والحسابات البنكية التابعة للتنظيم.
ويكشف التقرير أيضا عن أن تنظيم الإخوان الإرهابي أسهم بشكل مباشر في أزمة السيولة الدولارية في مصر عقب التعويم، حيث استند لتقارير نشرت في الصحف المصرية حول تهريب الإخوان لملايين الدولارات من داخل مصر، من خلال مؤسسات التنظيم العاملة بها.
جدير بالذكر أن العديد من الأصوات تعالت مؤخرا في الدول الأوروبية للمطالبة بإغلاق المقار التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا، وخصوصا في بريطانيا، وسحب تراخيص العمل والنشاطات الخاصة به، وتحت هذه الضغوط قام مجلس العموم البريطاني بتحقيق حول نشاطات الإخوان في بريطانيا ما كشف عن دور كبير للتنظيم في تمويل ودعم والتخطيط للعديد من العمليات الإرهابية التي هزت بريطانيا.