لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة ردا على مقتل مستوطنين الأسبوع الماضي وسط دعوات دولية عبر الوسطاء الى احتواء الوضع ومنع العودة الى مربع الاشتباك.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غلانت قد اتهم في تصريح هذا الأسبوع إيران و"أتباعها" حسب تعبيره بالوقوف وراء الهجمات التي استهدفت إسرائيليين في الضفة الغربية، في حين دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف بن غفير الى فرض مجموعة من الإجراءات الصارمة، تتضمن إقامة حواجز على الطرق وتنفيذ عمليات اغتيال مركزة، إضافة إلى إلغاء تصاريح العمل وفرض الإغلاقات على المحلات.
وأضاف في تصريح مثير أن "حرية تنقل الفلسطينية في الضفة الغربية ليست ذات أولية مقارنة بحياة اليهود".
هذا وقد أدان الإتحاد الأوروبي في بيان تصريحات بن غفير التي وصفها بالعنصرية داعيا إلى "السماح بتحسن ملموس في حرية التنقل والوصول للفلسطينيين، والسماح بتسريع البناء الفلسطيني، والسماح بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة (ج) والتوقف عن تعكير ظروف العيش للفلسطينيين فيها".
وكانت قناة "كان" العبرية قد تحدثت عن تسريبات من الاجتماعات الأمنية الإسرائيلية مفادها وجود إدراك متزايد لدى الاحتلال بضرورة اتخاذ خطوة عسكرية في الضفة وغزة؛ رغم وجود مخاوف من القيام بذلك في ظل الأزمة الداخلية التي تعصف بالدولة، فالتهديدات الاسرائيلية التي يتم إطلاقها عبر وسائل الإعلام العبرية قد تكون مقدمة لعملية عسكرية واسعة النطاق سيشنها جيش الإحتلال لفرض معادلة الردع.
أخيراً وليس آخراً ستكون الساعات القادمة مهمة لتحديد ما سيؤول اليه الوضع في الضفة الغربية، فتهديدات إسرائيل بشن عملية عسكرية قد يكون له بالغ الأثر على الهدنة مع حماس في غزة، والى جانب ذلك لا يبدو الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الضفة والقدس مناسبا لأي تصعيد جديد، وهنا قد لا تتوانى الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية على استعمال أسلحتها الثقيلة لتسجيل انتصار لها على حساب الجبهة الداخلية المتآكلة بسبب مشروع الإصلاح القضائي.
كما لا يجب أن ننسى الدور الكبير الذي تقوم به القاهرة مع الطرفين لاحتواء الموقف ومنع تفجر الوضع الأمني مرة أخرى، نظرا لعواقب أي اشتباك جديد على المستوى الإنساني خاصة في غزة التي تعاني وضعا مزريا في ظل أزمة الكهرباء وغلاء المعيشة وتواصل الحصار.
فادي عيد
المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا