تمكَّنت العَدوى السياسية من إضافة مرض لأمراض تنهش جسد الحسناء لبنان ، سببه فيروس جد خطير زاحف من إيران ، استوجب مقاومة مقاومته بالأفعال وليس النطق باللسان ، تُرِك الداء لدرجة الاستفحال مكونا مناعة مسلَّحة تبقيه بمثابة السلطان ، مملكته الجنوب وحكومة يرأسها المنزوي في قلب سرداب محفور بأموال طهران ، يخاطب المجذوبين إليه بما يراه الأصح على امتداد الزمان ، ومن خرج عن الصف لا يجد في دار العجزة مكان ، متروك لمسك العلم الوطني ومن موقعه الضعيف يستمر في الدوران ، عساه يتلقَّى الرغيف من فرنسا والمرق من أمريكا ومن السعودية عصير الرّمان .
... عجبا من فارسي تاريخه عبادة النار وحاضره الاتجاه لقضاء مآربه في درة الشام لإرغام الصليب كما سعى قبله الرومان ، لعرقلة استقرار نِعْمَ الأوطان ، بالتي هي أسوأ ضامنة التفتت والتمزُّق لحقوق الإنسان ، في اختيار ما يرضاه نظام حكمٍ وما يمثله كأقوم وأنصف وأكرم وأشجع وأعدل برلمان ، وعجبا لمسيحي تنكر لشقيقه نزولا لتطبيق حِيَلِ شيطان الشَّيطان ، المزيِّن له أن المستقبل لرجل مثله قد يبيع معتنقي دينه من أجل الحصول على صفة لا تُساوي في الآخرة الأقل من قليل القليل يتمناه بني آدم كاطمئنان .
شعب لبنان الأصيل النبيل تعوَّد على شمّ عبير الحرية ، والتزيُّن بأخلاق الحضارة الانسانية ، والتزوُّد بما يديم عليه راحة البال ولو في الظروف القاسية ، وتلقين المتطوِّرين المقدِّرين للحياة السعيدة الهنيَّة ، دروس المحافظة على الجمال بتوقير التذوُّق المانح لقدسيته ما يستحق من احترام وإجلال كهبة ربانية وليس فقط متعة مجانية . لبنان برئ ممَّا تثقل الرأس العاتية الملفوف جسد صاحبها بأحلام تبعد الخير والأنفة والاعتماد على النفس وتقرب الانبطاح لأخشاب جوفاء تصدر أصواتاً تشيه النَّعيق ، فرحة بنشوب أي حريق . أكان في السعودية أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو سوريا كالحاصل في لبنان الآن . فهل يحتاج الصليب إلى طبيب ، يداوي وضعية أحد معتنقيه النازع مناعة الوفاء لمصلحة الوطن المقاوم الحقيقي لكل مقاومة دخيلة يختفي من ورائها فارسي زعيم مبتكري الفتن .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي